أكد مسئولو البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية تفاؤلهم بشأن أداء الاقتصاد المصرى فى الفترة الحالية فى ظل المؤشرات الجيدة التى تم تحقيقها، ولا سيما فى ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى نفذته الحكومة، بالتعاون مع صندوق النقد الدولى.
وأشاروا فى ندوة مع «المال»، إلى أن البنك يرى الكثير من الفرص القائمة فى السوق المحلية، خاصة فى قطاع السياحة الذى سيشهد، فى الشهور القليلة المقبلة، تدشين عدد من المشروعات المهمة من قِبل القطاعين العام والخاص، فضلًا عن التدريب المهنى للعاملين فى هذا المجال.
أضافوا أن أبرز القطاعات محل الاهتمام من قِبل مصرفهم بمصر، هو الأجرو بيزنس والطاقة والتعاون مع المؤسسات التمويلية.
فى البداية أكدت جانيت هيكمان، المدير التنفيذى للبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط، أن تفاؤل البنك بمستقبل الاقتصاد المصرى يحفزه على الاستثمار والتوسع بالسوق المحلية، منوهةً بالعديد من البرامج المهمة التى أطلقها خلال الفترة الماضية، وأبرزها يتعلق بتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما تحدثت عن عدد من المؤشرات الجيدة التى شهدها الاقتصاد المصرى، الفترة الماضية، وأولها قطاع السياحة الذى يعد قطاعًا رئيسيًّا لعمل البنك حاليًّا والمليء بالكثير من الفرص، خاصةً على صعيد تشغيل العمالة؛ ليس فقط في محافظة القاهرة ولكن فى أماكن أخرى مختلفة كالصعيد الذى ترتفع فيه نسبة البطالة فى الوقت الحالى.
المؤشر الذى يراه البنك جيدًا هو استثمارات الشركات المصرية وتوسعها فى القارة الأفريقية
وأضافت أن المؤشر الثانى الذى يراه البنك جيدًا هو استثمارات الشركات المصرية وتوسعها فى القارة الأفريقية، مؤكدةً شعورها بالسعادة عند زيارتها مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا مؤخرًا لحضور فعاليات منتدى الاستثمار فى أفريقيا الذى نظمه بنك التنمية الأفريقى، ورؤية التنسيق فى تنفيذ المشروعات بين القاهرة وجوهانسبرج من قِبل شركة السويدي التى تنفذ مشروعات أخرى فى 15 دولة أفريقية.
وتابعت أن الأمر لا يقتصر على شركة السويدى، بل هناك شركات أخرى كالمقاولون العرب ومنصور جروب وغيرهما تنفذ مشروعات بالقارة الأفريقية، فضلًا عن البنوك التجارية المصرية التى تعمل هناك، ومنها البنك التجارى الدولى، والبنك الأهلى المصري الذى افتتح فرعًا فى أديس أبابا مؤخرًا.
وأكدت أن مجال الاستثمار والتصدير من مصر للسوق الأفريقية يعد مليئًا بالفرص والإمكانيات، منوهةً بمشاركة البنك فى منتدى أفريقيا للاستثمار الذى استضافته وزارة الاستثمار والتعاون الدولى تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى يومى 22 و23 نوفمبر الحالى.
وتحدثت عن التقدم الذى يشهده قطاع استكشاف الغاز والبترول فى مصر حاليًّا، وخاصة قطاع الغاز الذى غيّر الكثير من ديناميكيات الاقتصاد، ولا سيما فى ظل الفرص والإمكانيات الكبيرة الموجودة فيه، فضلًا عن القدرة على التكامل مع أسواق الغاز فى المنطقة.
ونوهت بأن البنك مستمر فى دعمه لمشروعات الطاقة بمصر، مشيرةً فى هذا السياق إلى مشروع بنبان بأسوان الذى شارك مصرفها فى تمويله ويعد مشروعًا كبيرًا.
ولفتت هيكمان إلى الاتفاقية التي تم توقيعها منذ شهور قليلة لصالح توفير تمويل لمشروع توليد الطاقة من الرياح، مضيفةً أن البنك يرى الكثير من الفرص الكامنة فى قطاع الأجرو بيزنس وإنتاج الأغذية بمصر من حيث إقبال المستثمرين المحليين والأجانب عليه، وأضافت أنه يعد من القطاعات ذات الأولوية لعمله محليًّا.
تحديد موقع الفرع الجديد فى الإسماعيلية.. ومساع لافتتاح فرع أسيوط فى 2020
وتحدثت «هيكمان» عن خطة توسع البنك بمصر من خلال افتتاح فروع له فى جميع أنحاء الجمهورية، مشيرةً إلى أنه تم تحديد موقع فرعه فى محافظة الإسماعيلية، ومن المقرر إنهاء الإجراءات المتعلقة به قبل نهاية هذا العام.
واستطردت: نأمل فى وقت مبكر من العام المقبل أن يتم التوسع من خلال افتتاح فرع البنك الرابع فى مصر بمحافظة أسيوط التى تعد من المحافظات الكبيرة، ويقطنها نحو 4 ملايين مواطن.
بينما محافظة الإسماعيلية فبالرغم من كونها صغيرة من حيث التعداد السكانى لكنها مهمة نظرًا لقربها من منطقة قناة السويس حيث تركيز واهتمام البنك.
البنك سيبحث افتتاح فروع جديدة
وبشأن خطة افتتاح فروع جديدة فى الفترة المقبلة قالت إن البنك الأوروبى لإعادة الإعمار سيبحث تنفيذ ذلك.
وتابعت أن البنك الأوروبى لإعادة الإعمار يقوم بوضع العديد من البرامج التدريبية لصالح تشجيع مشاركة وتنافس المرأة على مجالس إدارة الشركات، كما يعمل مع البنوك المحلية فى برامج حول كيفية تحفيز مشاركة النساء بتنفيذ الأعمال التجارية ويقدم خدمات استشارية أيضًا فى هذا السياق.
وقالت إن مصرفها أطلق مؤخرًا مبادرة ريادة الأعمال للشباب تحت سن 35 عامًا؛ بهدف تطوير مهاراتهم وتوفير تمويل لأنشطتهم.
فيما قال خالد حمزة، نائب رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار فى مصر، أنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات فى قطاعات الطاقة «الغاز والبترول» والخدمات والنقل بإجمالى قيمة 250 مليون يورو، فضلًا عن التقاء مسئولين من الحكومة المصرية.
ووقّعت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والسير سوما تشاربتلى، رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، على هامش منتدى الاستثمار فى أفريقيا 23 نوفمبر الماضى، اتفاقية لتعزيز شبكات الكهرباء بقيمة 201 مليون دولار، لصالح شركة نقل الكهرباء، واتفاقية أخرى لإنشاء وحدة أسفلت جديدة لصالح شركة السويس للبترول بقيمة 50 مليون دولار.
استراتيجية عمل البنك فى العام المقبل
وبشأن استراتيجية عمل البنك فى الفترة المقبلة قالت هيكمان إنها ستظل ثابتة كما هى لن تتغير من حيث التركيز على القطاعات نفسها التى تسهم فى خلق فرص عمل.
وأضافت أن المشروعات التى يستهدف البنك تمويلها، العام المقبل، ستكون فى القطاعات الرئيسية كالطاقة الخضراء، بجانب التعاون مع المؤسسات التمويلية، مع التركيز على القطاع الخاص.
هيكمان تتوقع وصول إجمالى تمويل مصرفها لمصر بنهاية 2019 لما بين مليار و1.2 مليار يورو.. وانتظار طرح «الإسكندرية للحاويات» فى البورصة للاستقرار على المشاركة
ونوهت هيكمان أن هذا العام شهد توقيع عدد من الاتفاقيات للتعاون مع القطاع الخاص، متوقعة أن يتراوح إجمالى التمويل المقدم من مصرفها لمصر بنهاية 2019، بين مليار و1.2 مليار يورو، ليصل بذلك إجمالى استثماراته المنفذة محليًّا إلى 5.5 مليار.
وذكرت أنه، خلال شهرى نوفمبر وديسمبر، سيبلغ إجمالى المعاملات الموقَّعة بين البنك ومؤسسات مصرية نحو 560 مليون يورو شاملةً الـ250 مليون التى تم توقيعها بمنتدى استثمار أفريقيا، والباقى قبل نهاية الشهر المقبل.
وأوضحت أن هذا المبلغ يتوزع بين قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والمؤسسات المالية والخدمات والنقل.
وقال خالد حمزة إنه، بصفة عامة، استحوذ كل قطاع من قطاعات البنية التحتية والصناعة والتجارة والأجرو بيزنس والمؤسسات المالية على %33 من إجمالى تمويلات البنك بمصر هذا العام، مضيفًا أن %20 من المبالغ المخصصة كانت فى مشروعات للقطاع العام، و%80 للقطاع الخاص.
وقالت جانيت هيكمان إن تحديد حجم التمويلات المستهدف أن يرصدها البنك لمصر، العام المقبل، يتوقف على الوضع الاقتصادى، مرجحةً ألا تشهد تغييرًا، ما دامت مؤشرات الاقتصاد ستستمر على وضعها القوى.
لكن لا يمكن تحديد رقم معين، ويتوقف ذلك على حجم احتياجات عملاء البنك الراغبين فى الاقتراض منه.
حمزة: حجم التمويلات المتوقع تقديمها بنهاية 2019 تجعل مصر ضمن أكبر 3 دول عمليات للبنك فى العالم
وقال خالد حمزة إن حجم التمويلات المتوقع تقديمها لمصر بنهاية 2019 تجعل مصر ضمن أكبر 3 دول عمليات للبنك فى العالم.
وبشأن آخِر مستجدات مشاركة البنك فى برنامج الطروحات الحكومية عبر شراء حصص فى الشركات المطروحة بالبورصة، أكد حمزة أنه عندما تتواجد الفرص سنشارك، وفى انتظار إعلان الحكومة تفاصيل جديدة بهذا الشأن.
وبخصوص مشاركة البنك فى التنافس على شراء حصص بشركة الإسكندرية للحاويات، قال خالد حمزة إن الحكومة لم تطرح حتى الآن تفاصيل برنامج الطرح الخاص بالشركة.
وقالت جانيت هيكمان «إننا ننتظر آفاق طرح شركة الإسكندرية للحاويات فى البورصة»؛ للاستقرار على مشاركة مصرفها فيه، لكنها لا تعلم موعد الطرح؛ هذا العام أو العام المقبل.
وتابعت أن البنك ينظر فى كل تفاصيل المؤسسات التى يشملها برنامج الطروحات الحكومية، وليس فى مؤسسات معينة، وتتوقف مشاركته على وقت الطرح وتقييم المشروع الذى تم طرحه، مؤكدةً حرص مصرفها على المشاركة، ولا سيما فى ظل أهمية البرنامج وخلقه قيمة مضافة للاقتصاد.
وفيما يتعلق بمشروع مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، قالت إن كل الشركاء والاستشاريين الماليين يقومون بعمل التقييمات المتعلقة به فى الوقت الحالى، لكن لا يمكن الكشف عن أى معلومات عنه أو حجم تمويله لحين الانتهاء من التقييمات.
البنك موّل تنفيذ مشروعات فى الخط الثانى لمترو الأنفاق هذا العام
وقال خالد حمزة إن البنك موّل تنفيذ مشروعات فى الخط الثانى لمترو الأنفاق، هذا العام، لصالح شراء 6 قطارات مع الهيئة القومية للأنفاق، و6 قطارات لصالح الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وتابع أنه تم تقديم التمويلات حاليًّا، آملًا أن تتعاقد الحكومة على تلك القطارات فى العامين المقبلين.
وتابع: إنه سيتم طرح مناقصة، الأسابيع المقبلة، لشراء عدد من وحدات القطارات لصالح الهيئة القومية لسكك حديد مصر.
وقالت جانيت هيكمان إن هناك تعاونًا مع وزارة النقل، ولا سيما فى ضوء النشاطات الجيدة التى تنفذها فى الوقت الحالى بالتعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولى.
وذكرت أن قطاع النقل يعد من القطاعات الرئيسية الضرورية لتنفيذ استثمارات أجنبية مباشرة؛ بهدف جعل الحياة أسهل للمواطنين.
أما عن المشروعات التى ينفذها البنك بقطاعى الصرف الصحى ومياه الشرب فأوضح خالد حمزة أنه تم بدء تنفيذ إنشاءات مشروع مصرف كيتشنر التى سيستغرق عامين، بينما تم اختيار الاستشارى القائم على تنفيذ مشروع الصرف الصحى ببحيرة قارون فى الفيوم، وسيوقع العقد نهاية هذا العام، يليه بدء التنفيذ.
وأوضح أن مشروع الصرف الصحى بالفيوم يعد مشروعًا كبيرًا، ولا سيما أنه يوفر خدمات لحوالى 3 ملايين مواطن.
البنك يتعاون عن قرب مع وزارة الإسكان
وقالت جانيت هيكمان إن البنك الأوروبى لإعادة الإعمار يتعاون عن قرب مع وزارة الإسكان؛ للمشاركة في الاكتتاب بقيمة تعادل مليار جنيه فى الشريحة الأولى من سندات التوريق الجديدة لهيئة المجتمعات العمرانية، متوقعةً قيام البنك بالمزيد من الاكتتابات فى الأسبوعين المقبلين.
وقد أغلق الطرح الخاص بذلك الاكتتاب فى السندات، نهاية الشهر الماضى، وشارك فى تغطيته بنوك: الأهلى المصرى، والتجارى الدولى، والعربى الإفريقى الدولى، وتبلغ القيمة الإجمالية للشريحة نحو 6 مليارات جنيه، توزعت بالتساوى بواقع 2 مليار جنيه لكل بنك.
وذكرت أن نائب رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار قام، خلال زيارته لمصر، بالتوقيع على اتفاقية لتوفير تمويلات بقيمة مليار جنيه لصالح البنك الأهلى المصرى مؤخرًا.
وفيما يتعلق بمشاركة البنك فى مشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، قالت إنه يتم التعاون مع الهيئة لتقديم استشارات حول كيفية حوكمة الشركات وإنشاء مراكز للمستثمرين، وعندما يبدأ القطاع الخاص بمشروعات هناك، سيتم توجيه تمويلات لها.
البنك لم يشارك في تمويل مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة
أما فيما يتعلق بمشاركة البنك الأوروبى لإعادة الإعمار فى مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، فقالت إنه لم يشارك البنك فى تمويل مشروعات هناك؛ لأنه لم يتم تنفيذ مشروعات من القطاع الخاص حتى الآن فى مجالات التعليم أو الصحة كإنشاء المدارس والجامعات والمستشفيات أو أى مشروعات تجارية أخرى، ولا سيما أن الهدف الرئيسى لعمل البنك إقراض الأعمال القائمة على بُعد تجارى لتحقيق الربح.
وقال خالد حمزة إن البنك الأوروبى لإعادة الإعمار نفذ، فى وقت سابق، دراسة ما قبل الجدوى لصالح الهيئة الاقتصادية لقناة السويس عن مشروعات تحلية المياه، بعدها قامت الهيئة بشراء مصنع فى هذا السياق، ومن ثم فهى لا تحتاج إلى طاقات إضافية فى الوقت الحالى.
وأضاف حمزة أن البنك سيستكمل مع الهيئة متابعة هذا الأمر فى الفترة المقبلة.
وبشأن تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة قالت جانيت هيكمان إن البنك الأوروبى لإعادة الإعمار لديه برامج متنوعة فى هذا السياق، أحدها يتعلق ببرامج الأعمال التجارية للمرأة، والآخر مشروعات تغيرات المناخ وكيفية الحفاظ على الطاقة، منوهةً بأنه يوجد حاليًّا برنامج لريادة الأعمال بين الشباب.
وتابعت أن البنك يعمل مع 13 بنكًا محليًّا ومؤسسة ائتمانية صغيرة واحدة لتشجيع توفير التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويوفر الاستشارات الفنية حول كيفية توفير التمويل اللازم، سواء للأفراد أو الشركات، منوهة بأن ريادة الأعمال تدخل ضمن تلك المظلة.
%25 من إجمالى تمويل البنك يخصَّص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة
وأوضحت أن 25% من إجمالى تمويل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار يخصَّص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما يوفر استشارات لتطوير قدراتهم.
وحول برامج الإقراض بالعملة المحلية واستخدام آلية «كونيا» التى يوفرها البنك، قال خالد حمزة إنه تم توفير معاملتين، الأولى بواقع مليار جنيه لصالح أحد المشروعات، والثانية لصالح شركة تنمية للتمويل متناهى الصغر وتعادل قيمتها 5 ملايين يورو.
وأشادت جانيت هيكمان بخطوة إصدار آلية «كونيا» من قِبل البنك المركزى المصرى «،»Cairo overnight interbank average التى تعد مهمة جدًّا لصالح المشروعات وتوفير القدرة على التنبؤ.
وأطلق البنك المركزى المصرى، فى 8 أغسطس الماضى، الحد المعيارى لسعر الفائدة الخالى من المخاطر «كونيا»؛ وهو متوسط لأسعار الفائدة فى ليلة واحدة للتعاملات بين البنوك فى القاهرة، من قِبل مجموعة العمل بسوق المال المصرية، والتى تضم البنك المركزى وعدَّة بنوك تجارية، بالإضافة إلى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية فى مارس 2018.
جدير بالذكر أن مصر عضو مؤسس فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، ومنذ بدء عملياته بها فى 2012 استثمر ما يزيد على 5.5 مليار يورو فى 102 مشروع.