حذرت الأمم المتحدة مجددًا من أزمة جوع مقبلة، وذلك مع ارتفاع المخاوف من استمرار الصراع الروسي الأوكراني لأشهر بعد، وسط أزمة غذاء بدأت تلوح في الأفق لاسيما في بعض الدول الإفريقية التي تعتمد على محاصيل قمحها من أوكرانيا وروسيا.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة خلال قمة جمعت 40 دولة في برلين، أن العالم يواجه “كارثة بسبب النقص المتزايد في الغذاء”
وأشار إلى أن النزاع الأوكراني الروسي فاقم الاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ وجائحة كورونا وعدم المساواة ليسبب أزمة جوع عالمية غير مسبوقة، تؤثر بالفعل على مئات الملايين.
وأضاف قائلا، في كلمة مصورة وجهها إلى مسؤولين من عشرات الدول الغنية والنامية المجتمعين في برلين، “هناك خطر حقيقي من أن يتم إعلان مجاعات متعددة عام 2022..، في حين قد يكون يمكن أن العام 2023 أسوأ”، بحسب ما نقلت أسوشييتد برس.
وأشار إلى أن “مشكلات الوصول إلى الغذاء هذا العام يمكن أن تصبح نقصاً في الغذاء العالمي العام المقبل”، معتبراً أن بلده لن يكون في مأمن من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لمثل هذه الكارثة”
إلا أن غوتيريش أكد أن مفاوضي الأمم المتحدة يعملون على اتفاق من شأنه أن يمكن أوكرانيا من تصدير محاصيلها، عبر البحر الأسود، ويسمح في نفس الوقت لروسيا بجلب الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية دون قيود.
من جهتها، دحضت مضيفة الاجتماع، وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ادعاءات موسكو بأن العقوبات الغربية المفروضة عليها جراء النزاع مع أوكرانيا، تسببت في تلك الأزمة، معتبرة أن مثل تلك الادعاءات واهية تماماً.
كما أكدت أن روسيا صدرت الكمية نفسها من القمح في مايو ويونيو من هذا العام كما في الشهرين ذاتهما من 2021.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، بدأت أسعار القمح وغيره من السلع ترتفع، وتفاقمت مع سيطرة القوات الروسية على البحر الأسود وحصار الموانئ الأوكرانية المطلة عليه.
واتهمت موسكو الغرب بالتسبب في تلك الأزمة عبر فرضها عقوبات قاسية عليها قيدت صادراتها الغذائية، كما وجهت أصابع الاتهام أيضاً إلى كييف، مؤكدة أنها زرعت الطرق البحرية بالألغام من أجل عرقلة تقدم القوات الروسية، وجمدت بالتالي سلسلة الإمدادات البحرية.
وكرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفس الاتهامات، مؤكداً استعداد قواته لفتح الممرات البحرية، داعياً في الوقت عينه أوكرانيا إلى إزالة الألغام البحرية.