“عدّى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر .. وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جانا نهار مقدرش يدفع مهرها”، كلمات خلدها صوت العندليب، عبد الحليم حافظ، وبعد سنوات طويلة لا تزال الأذهان تتذكرها، في كل مناسبة وطنية لشحذ الانتماء الوطني.
ومع الاحتفال بذكر انتصارات 6 أكتوبر 1973، هذا العام، عادت الأغاني الوطنية لتحجز مكانها على يد نجوم كبار، بعد غياب لفترة طويلة من بينهم عمرو دياب وحكيم وإيهاب توفيق.
لكنها بحسب بعض النقاد، لن تصمد كثيرا مثل أغاني العندليب.
سمير الجمل : يجب ألا تكون مجرد سبق وموضة حتى تعيش مع الجمهور
أما الناقد الفني سمير الجمل يرى أنه هناك فرق بين تقديم المطرب لأغنية في مناسبة وذلك ليس عيبا أو فيه شئ سلبي أبدا، وبين أن تكون الأمور مجرد موضة ولا يكون هناك صدق في الأغنية الوطنية المقدمة للجمهور في هذه المناسبة.
وأوضح أن لدي الجمهور ترمومتر يستطيع قياس به مدى صدق هذا المطرب مقارنة بغيره.
ولفت إلى أنه حينما غنى المطرب حسين الجسمي منذ أيام “يا أغلى اسم في الوجود ” احتفينا به وأحببناه لأننا شعرنا بصدق من ناحيته في تقديم الأغنية وكذلك حينما قدم أغنيات وطنية وكذلك نانسي عجرم السنين الماضية.
وأوضح أن يجب ألا تكون هذه الأوبريتات الوطنية الجديدة مجرد سبق غنائي لمجرد التواجد في مناسبة وطنية حتى تعيش في ذاكرة الجمهور لسنوات مثلما أحببنا أوبريت تسلم الأيادي ومازال باقيا حتى الآن.
وأوضح أن المهنية لايمكن أن تطيل عمر الأغنية الوطنية حتى لو قدمها مطربون محترفون طالما لا يوجد مصداقية فيها.
زين نصار : مجرد احتفال بمناسبة وطنية وليست ذات قضية معينة
بينما أكد الناقد الموسيقي زين نصار، أن الأغاني الوطنية التي قدمها كبار المطربين السنين الماضية كانت صادقة.
وقال إنه “لا يمكن ألا نتأثر بأغاني عبد الحليم حافظ.
وأضاف أن الأغنيات الوطنية في العصر الحديث لم تعد صادقة مثل الماضي.
وقال إن المطربين لايعيشون قضية سياسية معينة يقدموا لأجلها هذه الأغنيات وإنما هي مجرد احتفالا بمناسبة وطنية ليس أكثر.
وتابع: “لذلك يكون عمر هذه الاغنيات قصيرا ولاتعيش مثل الأغنيات السابقة التي ذكرتها لكبار المطربين”.
فايزة هنداوي: أغاني العندليب عاشت
وترى الناقدة فايزة هنداوي أن الأغاني الوطنية التي عاشت مع الجمهور لسنين هي أغنيات عبد الحليم حافظ.
وأوضح أنها كانت تكتب بمزاج للشاعر صلاح جاهين وتلحن بمود جيد لكمال الطويل وتغنى بإتقان وصدق من العندليب.
وتابع: ” لذلك عاشت لسنوات وحتى الآن في ذاكرتنا”.
وأوضحت أن المطربين في الجيل الحالي أصبحوا يقدمون الأغنية الوطنية بطريقة ليست كحال أغاني العندليب، لذلك الأخيرة عاشت.