تستعد الأسواق لأسبوع حافل، والذي سيشهد اختبار مدى مصداقية خطط سداد ديون روسيا الدولية، كما سيرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي فيه على الأرجح أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2018.
سيُراقب الدولار الأمريكي عن كثب، عندما يجري تداول العملات في تمام الساعة الثانية مساءً في نيويورك (5 صباحاً يوم الإثنين بتوقيت سيدني)، بعد مروره بأيام قليلة عصيبة شهدت تراجع مؤشر العملة الخضراء بأكبر قدر منذ نوفمبر 2020، قبل أن تنتعش مجدداً خلال يوم الجمعة الماضي، وتختتم اليوم بالقرب من أعلى مستوى لها في 20 شهراً.
قد تؤدي التكهنات بتشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة، بهدف التصدي للتضخم المتفاقم، إلى تعزيز قوة العملة الأمريكية بصورة أكبر خلال الأيام المقبلة.
وذلك بعدما تسببت في تدهور الين إلى أسوأ مستوى له مقابل الدولار في 5 أعوام يوم الجمعة الماضي، مع تأجيج موجة بيع اليورو. كما انتعشت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية على وقع هذه التكهنات.
تخلف وشيك
بالتزامن مع ذلك، ستحظى الأصول الروسية بتركيز كبير، مع بلوغ 117 مليون دولار من مدفوعات قسائم الديون لآجال استحقاقها الأربعاء المقبل، وتصريح وكالة “فيتش”الائتمانية بأن التخلف على السداد “وشيكٌ”. وما يزال تداول الأسهم متوقفاً بموسكو، رغم استئناف تداول الروبل داخل البلاد.
من المقرر عقد الولايات المتحدة والصين لأول اجتماع رفيع المستوى، ومحادثات وجهاً لوجه، منذ غزو روسيا لأوكرانيا، مع استمرار تدهور الحرب، بعد قصف الميليشيات الروسية لمنشأة تدريب غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود البولندية، والتي استُخدمت بانتظام من قبل حلف الناتو قبل اندلاع النزاع.
تحتل العملات المرتبطة بالموارد أيضاً بؤرة التركيز، بعدما تراجعت أسعار السلع الرئيسية عن مستوياتها المرتفعة التي شهدتها مؤخراً.
ذروة التقلب
هناك الكثير من الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار حتى بالنسبة لأعتى المخضرمين في السوق. ورغم أن التقلب وصل إلى قمته في مختلف العملات، والأسهم، والسندات، إلا أن هذه الأسواق ماتزال تتحرك بصورة مستقلة نسبياً عن بعضها البعض – مثلما يكون عليه الحال في الأوقات الأكثر هدوءاً- مع استقرار الارتباط.
يصبّ هذا في صالح المستثمرين ممن ينوّعون حيازاتهم عادة للحد من المخاطر، لكن هذا يزيد من صعوبة تتبع التحركات الكبيرة في الأسواق الممتدة من النيكل إلى سندات الخزانة الأمريكية.
اختتمت سندات الخزانة الأمريكية للتوّ واحداً من أسوأ الأسابيع التي عاشتها خلال العقد الماضي، مع ارتفاع عوائد السندات ذات أجل الـ 10 سنوات لفترة وجيزة فوق مستوى الـ 2% لأول مرة منذ أسبوعين تقريباً.
زيادة الفائدة
بالرغم من أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة المرجعي لديه بقيمة 25 نقطة أساس، الأربعاء المقبل، أمرٌ شبه مؤكد تقريباً، إلا أن جيروم باول، رئيس البنك سيُسأل عن نطاق ووتيرة دورة التشديد النقدي التي يتبعها البنك المركزي، بعد إطلاقه لأحدث مخطط نقطي له.
كما سيتساءل المتداولون حول خطط “الفيدرالي” لاستكمال الموازنة العامة الخاصة به، بعد أعوام من سياسات التسهيل الكمي، وقد يتعرض “باول” لضغوط شديدة بسبب الاضطرابات الموجودة في أسواق التمويل.
إذا عزز الدولار ارتفاعه بالفعل بعد اجتماع “الفيدرالي”؛ سيكون الين على الأرجح أحد أكبر الخاسرين. فالعملة اليابانية “لا مفر لها من ذلك”، بحسب تقرير صادر عن المحللين الإستراتيجيين في شركة “تي دي سيكيورتيز” ، التي أوصت بإجراء رهانات طويلة الأجل على الدولار مقابل الين.
قد يتكبد اليورو أيضاً خسائر أكبر بعدما أشار البنك المركزي الأوروبي إلى وجود مخاطر، وحالة من انعدام اليقين خلال اجتماعه الأسبوع الماضي، رغم شروعه في تنفيذ خطط الإنهاء التدريجي للتحفيزات بشكل غير متوقع.
مخاوف التعثر في سداد ديون روسيا الدولية
رغم ذلك، سيواصل المتداولون تركيزهم بصورة أكبر على روسيا، إذا فشلت الدولة في سداد التزماتها، مما يستبب في اندلاع سلسلة من حالات التخلف عن السداد بين الشركات. ومُنعت روسيا من الوصول إلى نصف احتياطاتها تقريباً، وتتعرض الآن لمزيد من المخاطر الموجهة إلى رأس المال هذا، في ظل تشديد الولايات المتحدة وحلفائها للخناق على الصين، وفقاً لوزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف.
تبحث الجهات التنظيمية الروسية أيضاً عن طرق لإعادة فتح منظومة تداول الأسهم في بورصة موسكو، دون السماح بانهيار أسعار الأصول. ونُشرت أخبار حول انفتاح البنك المركزي على استئناف التداول في وقت سابق من هذا الأسبوع.