الأسهم العالمية تهبط مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية والتركيز على بيانات التضخم

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل بشكل طفيف بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى

الأسهم العالمية تهبط مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية والتركيز على بيانات التضخم
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

3:55 م, الأربعاء, 13 نوفمبر 24

شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تراجعًا حادًّا، اليوم الأربعاء، بعد أن أدى الارتفاع الكبير في عوائد السندات الأمريكية إلى إثارة قلق المستثمرين قبيل صدور بيانات مهمة عن التضخم من المرجح أن تؤثر على وتيرة تخفيف السياسة النقدية من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل بشكل طفيف، بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر يوليو الماضي، يوم الثلاثاء، مع إعادة فتح السوق بعد عطلة عيد المحاربين القدامى.

وأدى ذلك إلى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر مقابل الين الياباني، وفقًا لتقرير وكالة رويترز.

ارتفعت عوائد السندات بشكل حاد منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب للبيت الأبيض، الأسبوع الماضي، وسط توقعات بأن خفض الضرائب ورفع الرسوم الجمركية سيؤدي إلى زيادة اقتراض الحكومة ورفع العجز المالي.

ويعتقد المحللون أيضًا أن سياسات ترامب المقترحة ستؤدي إلى زيادة التضخم، مما قد يعوق خفض أسعار الفائدة من قِبل “الفيدرالي” الأمريكي.

وكانت هذه التوقعات نفسها قد دفعت أسواق الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية، لكن الارتفاع توقَّف خلال الليل مع ارتفاع عوائد السندات.

في هذا السياق، صرح كايل رودّا، المحلل المالي الأول في Capital.com، بأن “كل هذا لا يزال جزءًا من صفقة ترامب، التي تقوم في جوهرها على زيادة الإنفاق الحكومي الذي يؤدي إلى عجز أكبر”.

وأضاف: “ومع ذلك، وكما هي الحال في عمليات الارتفاع الأخرى بالسوق، سيظهر في النهاية صراع بين الأسهم والسندات، حيث تؤدي ارتفاع أسعار الفائدة الخالية من المخاطر إلى خنق قيم الأسهم”.

وخفّت وتيرة ارتفاع عملة “بيتكوين” بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بالقرب من 90 ألف دولار في الجلسة السابقة،

حيث راهن المستثمرون على أن يُدخل ترامب بيئة تنظيمية أكثر سهولة بعد تعهده بأن يُجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات الرقمية في العالم”. وتم تداول العملة المشفرة عند حوالي 87,295 دولار.

وهبطت أسعار السلع على نطاق واسع، وسط قلق التجار بشأن آفاق أكبر مستهلك في العالم؛ الصين، والتي ستتحمل وطأة رسوم ترامب الجمركية المهددة.

وفشلت الإعلانات التحفيزية من بكين حتى الآن في إثارة الكثير من التفاؤل بشأن انتعاش اقتصادي.

وتراجع مؤشر هانغ سنج في هونغ كونغ (HSI) بأكثر من 1%، مع انخفاض مؤشر فرعي للأسهم العقارية الصينية في البر الرئيسي (HSMPI) بنسبة 2.5%، وشهد مؤشر الشركات الصينية الكبرى (CSI) انخفاضًا طفيفًا.

كما انخفض مؤشر نيكاي في اليابان (.N225) ومؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية (.KS11) بنسبتيْ 1.8% و2.2% على التوالي، بينما تراجع مؤشر الأسهم الأسترالية (.AXJO) بنسبة 1% تحت تأثير أسهم السلع.

وأشارت العقود الآجلة الأمريكية لمؤشر S&P 500 إلى انخفاض بنسبة 0.2% تقريبًا بعد انخفاض بنسبة 0.3% خلال الليل. وهبطت العقود الآجلة لمؤشر يوروستوكس 50 الأوروبي الشامل بنسبة 0.3%.

وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل سنتين إلى 4.351%، بعد أن قفز إلى 4.367% يوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 31 يوليو.

وتوقّع توني سيكامور، المحلل في IG، أنه “يوجد مستوى مقاومة فنية مهمة عند 4.48 – 4.50% في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجَل عشر سنوات”.

وأضاف: “يمكن أن يؤدي كسر هذا المستوى إلى ارتفاع أقوى من المتوقع للتضخم الليلة، إلى تمهيد الطريق لها لتوسيع مكاسبها نحو مستوى المقاومة عند 4.75%”.