ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات اليوم الجمعة بعد جلسة متذبذبة، ونجحت وول ستريت في تحقيق مكاسب أسبوعية رغم استمرار مخاوف تفاقم الأزمة المصرفية وكذلك سياسات الاحتياطي الفيدرالي.
مخاوف تفاقم الأزمة المصرفية
تجددت المخاوف بشأن القطاع المصرفي عقب ارتفاع مفاجئ في تكاليف التأمين ضد تخلف مصرف “دويتشه بنك” عن سداد ديونه.
وتراجعت أسهم البنوك بشكل جماعي في الأسواق الأوروبية اليوم الجمعة بقيادة سهم “دويتشه بنك”، ما أثار مخاوف بشأن استمرار الأزمة المصرفية وربما تفاقمها بشكل أكثر حدة في الفترة المقبلة.
وتراجع سهم “دويتشه بنك” المدرج في بورصة نيويورك بنسبة 6.75% إلى 9 دولارات، فيما تراجع بأكثر من 9% في بورصة فرانكفورت الألمانية.
وقفزت مقايضات التخلف عن سداد الائتمان الخاصة بالمصرف الألمان، وهي أحد صور التأمين لحملة السندات ضد التخلف عن السداد، إلى 173 نقطة أساس أمس الخميس من 142 نقطة أساس يوم الأربعاء الماضي.
انخفاض طلبيات السلع المعمرة
أظهرت بيانات حكومية صدرت الجمعة أن مؤشر طلبيات السلع المعمرة في أمريكا انخفض بنسبة 1% في الشهر الماضي بينما توقع المحللون ارتفاعه بنسبة 0.4%.
وباستثناء بعض السلع المتذبذبة، استقر مؤشر طلبيات السلع الأمريكية المعمرة في فبراير بينما توقع المحللون ارتفاعه بنسبة 0.2%.
وعلاوة على ذلك، ارتفع مؤشر مديري المشتريات للصناعات التحويلية في الولايات المتحدة إلى 49.3 نقطة في الشهر الجاري من 47.3 نقطة في القراءة السابقة بينما توقع المحللون انخفاضه إلى 47 نقطة.
كما ارتفع مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي في أمريكا إلى 53.8 نقطة في مارس الجاري من 50.6 نقطة في القراءة السابقة مخالفا توقعات بانخفاضه إلى 50.3 نقطة.
قرار رفع الفائدة
في بيانه الرسمي، قرر الاحتياطي الفيدرالي رفع معدلات الفائدة بواقع 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.75% و5%، مقابل نطاق سابق بين 4.5% و4.75%.
وتعتبر هذه الزيادة التاسعة على التوالي في معدلات الفائدة الأمريكية منذ بدء دورة تشديد السياسة النقدية الحالية في مارس من عام 2022.
وشدد الفيدرالي على أن النظام المصرفي الأمريكي سليم وقوي، موضحًا أن التطورات الأخيرة من المرجح أن تؤدي إلى شروط ائتمانية أكثر تشديدا وصرامة بالنسبة للأفراد والشركات الأمر الذي سيؤثر بدوره على النشاط الاقتصادي والتضخم.
وفيما يتعلق بتوقعات معدلات الفائدة، ثبت الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لمعدل الفائدة هذا العام عند 5.1%، ما يشير إلى زيادة واحدة إضافية، لكنه رفع توقعاته للفائدة في عام 2024 عند 4.3% مقابل تقديرات سابقة بلغت 4.1%.
من جانبه، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” إنه من غير المحتمل التحول لخفض معدلات الفائدة الأمريكية هذا العام، مشيرًا إلى إمكانية مواصلة رفع الفائدة وعلق في مؤتمر صحفي قائلا: “إذا كان هناك حاجة لرفع معدلات الفائدة، فإننا سنقوم بذلك، في النهاية، سنقوم بكل ما يلزم لإعادة التضخم نحو المستهدف”.
وأضاف “لكني أعتقد أننا نشهد احتمالية حدوث تشديد ائتماني في الوقت الحالي نتيجة المشاكل المصرفية، وهو ما قد يحل بديلًا عن رفع معدلات الفائدة”.
وأشار “باول” إلى أنه في حال استمرار الاقتصاد كما يتوقع صانعو السياسة، فإنه لن يكون هناك أي سبب لخفض معدلات الفائدة في العام الجاري.
أداء الأسهم الأمريكية
وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.4% (نحو 132 نقطة) إلى 32237 نقطة، وحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.2%.
وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.56% (حوالي 22 نقطة) إلى 3971 نقطة، وحقق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.4%.
وارتفع مؤشر “ناسداك” بنسبة 0.3% (حوالي 36 نقطة) إلى 11824 نقطة، وبلغت مكاسبه الأسبوعية 1.6%.