توقّع خبراء سوق المال مزيدًا من الهبوط للبورصة المصرية الأسبوع الحالي، صوب مستويات 14100 نقطة، جراء الأزمات العالمية التي عصفت بالسوق في التداولات السابقة. ويرى الخبراء أن الأزمات التي يشهدها العالم حاليًّا، ومخاوف اندلاع أخرى مالية جديدة كتلك التي حدثت في عام 2008، انعكست على الأسواق العالمية، وامتد تأثيرها إلى السوق المحلية.
وشهدت الأسواق العالمية مؤخرًا أزمة تعثر بنوك “سيليكون فالي” و”فيرست ريبابليك” في الولايات المتحدة، والقلق بشأن مستقبل بنك كريدي سويس السويسري الضخم، الذي أقر بضعفه ماليًّا، وحصل على مساعدات طارئة بنحو 45 مليار جنيه إسترليني من البنك الوطني السويسري.
وإضافة إلى ذلك، يهيمن على مستثمري البورصة المصرية حالة من القلق والترقب حول انعكاسات تداعيات هذه الأزمات على السوق الأسبوع الحالي،
فضلًا عن قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع الحالي، وقرار المركزي المصري في الأسبوع الذي يليه.
وتتعرض البورصة لموجة قوية من المبيعات الأجنبية، في ظل نزوحهم من الأسواق الناشئة والتوجه نحو “المتقدمة”، لتتجاوز 4 مليارات جنيه منذ مطلع العام الحالي، وحتى نهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
وأنهت البورصة المصرية تعاملاتها، الأسبوع الماضي، على هبوط حاد لمؤشراتها التي هَوَت بنسب تراوحت بين 10 إلى 16%، بينما خسر رأس المال السوقي 108.7 مليار جنيه.
وتراجع مؤشر EGX30 بنسبة 10.5%، مغلقًا على 14704 نقاط، كما هوى EGX70 بنحو 16.4%، مسجلًا 2558 نقطة، وEGX100 بنسبة 15.11%، مستقرًّا على 3814 نقطة.
وخرج رأس المال السوقي من منطقة التريليون جنيه، مغلقًا على 957.1 مليار جنيه، بعد خسائر أسبوعية نسبتها 10.2%، ما يعادل 108.7 مليار جنيه.
وتعرضت السوق لضغوط بيعية قوية من المستثمرين الأجانب بصافي 731.3 مليون جنيه، وفي المقابل اتجه المستثمرون المحليون والعرب للشراء بنحو 358.7 و 372.6 مليون جنيه على التوالي.
قالت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، وعضو مجلس إدارة البورصة المصرية، إن نهاية الأسبوع الماضي شهدت تفاقم مخاوف المستثمرين من أزمات القطاع المالي العالمي، وقادت إلى مبيعات أجنبية قوية ضغطت على أداء السوق، إلى جانب ظهور المارجن كول الذي أثر على أسهم الأفراد.
وترى رانيا يعقوب أن السوق تجتاحها حاليًّا حالة من المخاوف وعدم اليقين جراء الأزمات التي يشهدها العالم، بدءًا من اندلاع فيروس كورونا، مرورًا بتعطل سلاسل الإمداد، وارتفاعات أسعار الغذاء، والتضخم، والحرب الروسية الأوكرانية، التي قد تقود إلى أزمة عالمية جديدة أعنف من التي حدثت في 2008.
وأشارت إلى أن السوق تتعرض لضغط حالة الترقب نتيجة اجتماع الفيدرالي الأمريكي، وقراره بشأن أسعار الفائدة، واجتماع المركزي المصري الأسبوع الذي يليه، والتذبذب المسيطر على الأسواق العالمية.
وتابعت أن تلك العوامل ستدفع البورصة المصرية إلى مستويات تتراوح من 14100 إلى 14900 نقطة، إضافة إلى بعض الضغوط على الأسهم القيادية، مطالبة المستثمرين بتجنب الشراء الهامشي، والاحتفاظ بالسيولة.
وقال عامر عبد القادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، إن أزمة كريدي سويس الأسبوع الماضي ألقت بظلالها السلبية على البورصة المصرية، إضافة إلى حالة الانتظار لقرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة.
وتوقّع مواصلة السوق الهبوط، خلال النصف الأول من الأسبوع، صوب مستوى 14400 ثم التماسك والصعود مجددًا في النصف الثاني نحو 15100 نقطة.
ورجّح أن تسيطر عمليات المتاجرة على السوق خلال الأسبوع، وأوصى المستثمرين بعدم فتح مراكز جديدة للشراء الهامشي، وإغلاق المراكز الحالية، والاستثمار في الأسهم صاحبة المركز المالي، والقوائم المالية القوية.
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم مصر للاستثمارات المالية، إن البورصة تفتقر للقوى الشرائية، وتتعرض لضغوط قوية من مبيعات المستثمرين الأجانب.
ولفت إلى أن الأزمات العالمية التي تشمل التضخم ومخاوف انهيار القطاع البنكي، تؤثر سلبًا على البورصة المصرية.
وتوقّع مواصلة السوق الهبوط نحو مستوى 14200 نقطة، وأوصى المستثمرين باستغلال فترة التراجع الحالية وبناء مراكز استثمارية على المديين المتوسط وطويل الأجل، وتجنب عمليات الشراء الهامشي.