الآلاف من أنصار قيس سعيد يطالبون بإصلاحات سياسية

كانت المظاهرة هي الأكبر في وسط تونس ردا على احتجاجات على خطوات الرئيس سعيد

الآلاف من أنصار قيس سعيد يطالبون بإصلاحات سياسية
أيمن عزام

أيمن عزام

7:30 م, الأحد, 3 أكتوبر 21

خرج آلاف من أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد في مظاهرة بالعاصمة يوم الأحد لإبداء دعمهم لقراره تعليق عمل البرلمان ووعوده بتغيير النظام السياسي التي وصفها معارضوه بالانقلاب، بحسب وكالة “رويترز”.

وكانت المظاهرة هي الأكبر في وسط تونس ردا على احتجاجات على خطوات الرئيس سعيد شهدها الموقع ذاته في العطلتين الأسبوعيتين السابقتين.

خروج الآلاف من أنصار قيس سعيد

ولطالما استند سعيد إلى الدعم الشعبي لتحركاته ضد النخبة السياسية ونظام تقاسم السلطة بين الرئيس والبرلمان الذي يقول إنه أحبط الإرادة الشعبية.

ولوح المتظاهرون بالأعلام التونسية ورفعوا لافتات تندد بحزب النهضة الإسلامي أكبر أحزاب البرلمان والذي كان المعارض الرئيسي لسعيد.

ووصف أحد الهتافات راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب، بأنه “قاتل”.

وقال المتظاهر سالم عجرود “لقد فشلوا فشلا ذريعا وجلبوا لنا الفقر والمرض والجوع. لقد دفعوا بشباب إلى الموت في البحر. نطلب من الرئيس حل البرلمان ومحاسبة من جعل الشعب يعاني طيلة عقد”.

وأثار الرئيس أزمة دستورية في يوليو عندما علق عمل البرلمان المنتخب وعزل رئيس الوزراء وتولى السلطة التنفيذية.

وفي الشهر الماضي تجاهل معظم بنود الدستور وبدأ يحكم بمراسيم الأمر الذي ألقى بظلال من الشك على المكاسب الديمقراطية في تونس منذ ثورة 2011 التي أنهت الحكم الشمولي وأطلقت شرارة ما يسمى بالربيع العربي.

جاء تدخل سعيد في أعقاب سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي وتفاقم الوضع بفعل إغلاق باهظ الثمن في العام الماضي لاحتواء فيروس كورونا وبطء حملة التطعيم واحتجاجات في الشوارع.

ويلقي كثيرون من التونسيين باللوم في هذه المشكلات على النخبة السياسية الفاسدة التي تهتم بمصالحها ويرون أن سعيد، وهو مستقل انتخب في عام 2019، بطل شعبي.

ضرورة تصحيح المسار

ويرى أنصار الرئيس على نطاق واسع أن تدخله كان ضروريا لتصحيح المسار بعد انحراف التجربة الديمقراطية بفعل أصحاب المصالح.

وقال المدرس منجي عبد الله القادم من المهدية للمشاركة في المظاهرة “سعيد رجل نظيف جاء لوضع ديمقراطية حقيقية تنهي سنوات من الديمقراطية الفاسدة والمزيفة… ندعمه بقوة”.

ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن ما أخذه سعيد من خطوات يحظى بتأييد واسع النطاق فقد بدأ تأخره في إعلان إطار زمني للخروج من الأزمة في تدعيم المعارضة المناوئة له.

وتقول معظم النخبة السياسية والاتحاد العام للشغل الذي يتمتع بنفوذ كبير إن عليه أن يبدأ التشاور على نطاق واسع إذا كان ينوي إصلاح الدستور كما سبق أن أشار.

ورغم أن مظاهرة الأحد نظمها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أيدتها ثلاثة أحزاب صغيرة في البرلمان، من بينها حزب حركة الشعب، وقالوا إن الشلل في النظام السياسي أجبر سعيد على التدخل.

وقال محمد عمار عضو البرلمان المستقل الذي شارك في المظاهرة “على سعيد أن يعين الحكومة ويبدأ حوارا لإصلاح النظام وقانون الانتخابات، ثم يذهب للاستفتاء”.

تعيين رئيسة للوزراء

وفي الأسبوع الماضي، عين سعيد رئيسة للوزراء وحثها على تشكيل حكومة بسرعة، لكن بعد اضطلاعه بسلطات أوسع، من المتوقع أن يكون تأثيرها أقل من رؤساء الوزراء السابقين.

وألقت الشرطة التونسية اليوم الأحد القبض على عضو بالبرلمان ومذيع تلفزيوني كانا من أبرز منتقدي سعيد منذ يوليو، بحسب محاميهما.