افتتح محمد قاسم، رئيس مجلس إدارة جمعية المصدرين المصريين- اكسبولينك، النسخة الأولى من مبادرة الاحتفال بيوم المُصدّر المصري، والتي أطلقتها الجمعية إيمانًا بأهمية وضع قضية التصدير على الأجندة الوطنية.
وأقيمت النسخة الأولى من المبادرة، هذا العام، تحت رعاية بنك تنمية الصادرات والغرفة التجارية الإيطالية- مصر.
شارك في الاحتفالية، المهندس شادي المنزلاوي الأمين العام للجمعية، والمهندس أحمد عز الدين عضو مجلس الإدارة، والمهندس أحمد طه المدير التنفيذي للجمعية، وعدد كبير من رواد التصدير ورجال الأعمال وممثلي الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية والبنوك.
وقال قاسم، في كلمته، إن الاحتفال بيوم المُصدّر المصري يأتي تدشينًا لتكريم جمعية المصدرين المصريين كبرى الشركات المصدرة سنويًّا بالاستعانة بشركائها في هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، ومعتمدة على أرقام الهيئة الرسمية لتحديد كبار المصدرين في القطاعات المختلفة خلال 2023.
وأوضح قاسم أن هذا الحدث يُعقَد لتأكيد الملامح الرئيسية لخريطة الطريق التي يطالب بها مجتمع الأعمال من أجل تمكينه من زيادة معدل الصادرات وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
ولفت رئيس الجمعية إلى أن الاقتصادات التي تستطيع الصمود أمام الأزمات الخارجية هي تلك التي ترتكن إلى قاعدة إنتاجية صناعية وزراعية ذات كفاءة وقدرة على التصدير والمنافسة في الأسواق العالمية،
مشيرًا إلى أن الدولة أعلنت هدفًا طموحًا لزيادة الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار خلال 3 سنوات، وهو أمر ليس بعيد المنال،
بل لدينا القدرة على تخطي هذا المستهدف إذا توفرت البيئة الملائمة لدعم التصنيع والتكنولوجيا والتنوع الرأسي والأفقي، وتطوير سلاسل القيمة؛
وذلك بهدف واحد أصيل وهو زيادة حجم الصادرات وتنوع هيكلها بعيدًا عن المواد الأولية عن طريق جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لإنشاء التجمعات الصناعية الضخمة وتمويل البحث والتطوير.
ولفت إلى تجربة الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها الحسنة، لتطبيقها لسياسات استثمارية أكثر تحفيزًا للاستثمار والتصنيع؛ بهدف تعزيز الصادرات وليس لإحلال الواردات، وهو الأمر الذي مكَنها بالفعل من بناء قدراتها التنافسية في السوق العالمي كما نراها الآن.
وأكد أهمية جذب الاستثمار الأجنبي لمصر اللازم لبناء القاعدة الصناعية والإنتاجية المعززة لقدرتنا على التصدير وهو أمر بات محوريًّا وعاجلًا، بدعم العديد من المبادرات والبرامج التي اتخذتها الحكومة في هذا الصدد، وفي إطار إستراتيجية قومية متكاملة متسقة ومحددة البوصلة والأهداف،
لافتُا إلى أنه رغم نجاح مصر في تنويع هيكل الصادرات وزيادة مساهمة صادرات السلع نصف المصنّعة والمنتجات الزراعية بأكثر من 90% في المتوسط، فإن نسبة السلع تامة الصنع لم تتجاوز 40% في المتوسط.
وقال: أمامنا الآن العديد من الفرص المتاحة للانطلاق وبقوة للحصول على مكانتنا في الأسواق العالمية، منها انخفاض قيمة العملة المصرية، والذى أدى إلى زيادة التنافسية في السوق العالمية الاتجاهات العالمية،
ومنها الحرب في أوكرانيا والخلافات التجارية مع الصين وأمريكا، والتوجه إلى إعادة هيكلة سلاسل الإنتاج العالمية، وخفض الاعتماد على الصين في التجارة والصناعة،
واتجاه المصنعين في الدول الأوروبية إلى الأسواق القريبة الصديقة، موضحًا أن الدول الأفريقية تأتي على رأس المناطق الأكثر استهدافًا من كبرى الدول الصناعية لتوطين صناعتها بها.
وأشار رئيس الجمعية إلى الفرصة الواعدة في مجال الطاقة الخضراء، موضحًا أن الدولة أخذت بالفعل العديد من الخطوات الجادة لاجتذاب هذه الفرص ونثني عليها في ذلك.
وأوضح قاسم أن إمكانيات الطاقة المتجددة في مصر تضع الصناعات المحلية في وضع أقوى لتخضير صادرتها، مؤكدًا أنها تعد فرصة أخرى لتعزيز تنافسية صادراتنا في السوق العالمية،
حيث يمكن للشركات في مصر أن تكون الأولى من حيث الامتثال بقواعد الكربون الجديدة في أوروبا وتصنيع منتجات نظيفة بكفاءة أكبر وتكلفة أقل من البلدان الأخرى.
وأكد أهمية العمل بخطى حثيثة للبناء على ما تحقق من مكتسبات واقتناص الفرص المتاحة، موضحًا أن انفراج ازمة السيولة الأجنبية الذي تحقق مؤخرًا سيخفف بلا شك من الضغوط التي تواجه الاقتصاد،
لكنه لا يقدم حلًّا مستدامًا لمعوقات الصناعة، والتي تتطلب معالجة هيكلية جذرية سريعة حتى يستطيع مجتمع الأعمال أن يستفيد من الفرص التصديرية غير المستغلة، والتي قدرتها منظمة التجارة العالمية بنمو 28 مليار دولار.
ولفت قاسم إلى حرص الجمعية في تنظيم هذا اليوم على أن تكرر النداء من مجتمع الأعمال إلى ضرورة توحيد البوصلة الاستراتيجية للسياسة الاستثمارية والتي تهدف إلى التصدير، والانطلاق الفوري نحو اتخاذ كل السبل وتذليل كل العقبات لتشجيع الاستثمار الأجنبي المعزز لبناء القاعدة الصناعية اللازمة للانطلاق بحجم صادرتنا الصناعية والزراعية إلى المستوى المأمول والقادر على المنافسة والاستمرار في الأسواق العالمية.
وأوضح أنه انطلاقا من هذا المبدأ، تبنّت الجمعية، هذا العام، مبادرة ” الاستثمار من أجل التصدير”، وهو العنوان الذي يأتي في اطاره هذا المؤتمر، موضحًا أنها عملت من أجل ذلك على تحقيق هدفين رئيسين؛ الأول هو بناء القدرة التصديرية للشركات المصرية لتمكينها من الولوج إلى الأسواق العالمية باحترافية وكفاءة.
وأوضح رئيس الجمعية أنه تم مؤخرًا تدشين أكاديمية للتصدير بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ممثلة في مركز تدريب التجارة الخارجية كأول أكاديمية للتصدير بمصر والشرق الأوسط، بدعم من مؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.
وأضاف قاسم أن الهدف الثاني هو تعزيز فرص الاستثمار من أجل التصدير لتحقيق المستهدف القومي لزيادة الصادرات ورفع كفاءة وتنافسية المنتجات المصرية.
ولفت إلى أنه تم تدشين وحدة دعم السياسات لتكون الذراع الفكري للجمعية، موضحا أنها تعمل على ثلاث محاور رئيسية وهي: استقطاب وتعزيز الفرص الاستثمارية المعززة للقدرات الانتاجية من أجل التصدير، رفع الوعي فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالسياسات الداعمة والمحفزة للاستثمار والتصدير، وتعزيز معرفة المصدرين بالفرص التصديرية المتاحة ودراسة الأسواق بما يعمل على تعزيز فرص التصدير في الأسواق.
وأكد أن جمعية المصدرين المصريين تتطلع من خلال مناقشات وجلسات يوم المصدر المصري أن تسهم نتائجها في تعضيد الجهود وبلورة السياسات الفاعلة من أجل الدفع بقوة نحو الاستثمار من أجل التصدير والانطلاق بمصرنا الحبيبة إلى المستويات التي تليق بمكانتها التاريخية.
وتتضمن احتفالية يوم المصدر المصري جلسات حوارية شارك فيها نخبة الخبراء المعنيين بملف التصدير والاستثمار حيث عقدت الجلسة الأولى بعنوان ” التصدير طوق النجاة” برئاسة المهندس علاء دياب الرئيس التنفيذي لشركة بيكو، وشارك فيها كل من، الدكتور شريف الجبلي رئيس مجموعة بولي سيرف للأسمدة، والدكتورة عبلة عبداللطيف المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، والدكتور وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديري لمواد البناء، والسيد الاستاذ محمد ابو السعود نائب رئيس مجلس إدارة البنك المصري لتنمية الصادرات بالإضافة إلى السيد الاستاذ أحمد مدكور رئيس شركة Recavery Advisers -الراعي البلاتيني للاحتفالية هذا العام.
واقيمت الجلسة الحوارية الثانية تحت عنوان: ” الاستثمار من أجل التصدير” والتي تهدف إلى إلقاء الضوء على المحاور الأساسية للاقتصاد المصري وآليات تذليل العقبات والتحديات التي تقف في طريق جذب المستثمرين وتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي.
رأس الجلسة المهندس شادي المنزلاوي الرئيس التنفيذي لشركة طيبة المنزلاوي بمشاركة الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير الاستثمار والتعاون الدولي سابقا، والسيد الاستاذ أحمد سعد نائب المدير التنفيذي للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والسيد الاستاذ ياسر عباس نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والسيد الاستاذ أوميت جونيل المدير الإقليمي لشمال إفريقيا لشركة بيكو جلوبال.
كما أعلنت جمعية المصدرين المصريين – اكسبولينك على هامش الحفل عن إطلاق اكاديمية التصدير بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ممثلةً في مركز تدريب التجارة الخارجية بدعم مادي أولي من برنامج الأفتياس 2.0 – التابع للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة بهدف بناء القدرة التصديرية لرواد الاعمال، وسيدات الأعمال، والخرجين الجدد، والشركات القائمة على المستوى المحلي والعربي والإفريقي للتمكين من التصدير باحترافية الي الأسواق العالمية