تدرس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع الهيئة القومية للسكك الحديدية مد خط سكة حديد الفردان إلى ميناء شرق بورسعيد، والمنطقة الصناعية.
أكد مصدر مطلع لـ«المال» أن الهيئة تبحث حاليًا مع استشارى المشروع إيجاد الحلول المناسبة لتوصيل الخط وعمل الدراسات الهندسية والجيولوجية الخاصة بالتربة، نظرًا لصعوبة مرور مهمات المنشآت الصناعية من أنفاق قناة السويس بجنوب بورسعيد إلى المنطقة الصناعية والميناء بشرق بورسعيد.
وقال “المصدر” إن مخطط الدولة لرفع كفاءة وازدواج كوبرى الفردان يعود لعام 1994، ضمن سبعة مشروعات رئيسية تضمنها المشروع القومى لتنمية سيناء، الذى أقرته رئاسة الوزراء، وكان من بينها إنشاء خط للسكك الحديدية، يخترق سيناء، ويربط الدلتا عبر قناة السويس، من خلال كوبرى معدنى متحرك، حتى لا يعوق حركة الملاحة الدولية، بقناة السويس.
وأوضح مصدر بهيئة السكك الحديدية أن مسار الخط الحديدى والكوبرى المعدنى من الإسماعيلية للفردان، يعبر قناة السويس، على كوبرى معدنى متحرك، يصل طوله لنحو 640 مترا، صمم بطريقة تسمح بفتحه وغلقه، تزامنًا مع حركة مرور القوافل بقناة السويس، ثم يمتد الخط ليعبر قناة السويس، ومنه لمحطة القنطرة شرق وجلبانة، وبالوظة، ورمانة، ونجيلة، تباعًا حتى محطة بئر العبد، بطول 108 كيلومترات، كمرحلة أولى للمشروع، تستكمل -كما كان محددًا لها فى -2003 لتصل إلى مدينة رفح المصرية، ليصل إجمالى طول الخط 225 كيلومترا، ويضم 13 محطة للسكك الحديدية، لخدمة التنمية الشاملة بسيناء.
واستمر العمل فى إقامة الخط الحديدى شرق قناة السويس، متزامنًا مع أعمال إنشاءات الكوبرى المعدنى لعدة أعوام انتهت فى منتصف 2001، إلا أن الكوبرى تسبب فى خلاف بين هيئة قناة السويس ووزارة النقل وقتها، وتم الاتفاق على فتحة أثناء القوافل، وبالتالى لم يعد مناسبًا لحركة النقل، ولم يتم استغلاله، رغم أن تكلفته الاستثمارية اقتربت من المليار جنيه، ولم يعد للخط الحديدى أى وجود، بعدما سرقت القضبان الحديدية بأكملها، وتوقف المشروع الذى ثبت عدم جدواه، ليفتح الكوبرى المعدنى ضلعيه، على ضفتى القناة فى توقف كامل عام 2008.
وكان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، قرر إعفاء الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية من رسوم استخدام بارجات وقاطرات الهيئة فى نقل مكونات ومعدات ومهمات كوبرى سكة حديد الفردان الجارى استكمال تنفيذه حاليًا تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لربط شرق وغرب قناة السويس بسيناء.
وقامت هيئة قناة السويس بنقل حوالى 11 قطعة معدنية تزن 1200 طن من رصيف الملح بميناء شرق بورسعيد وحتى موقع تنفيذ استكمال كوبرى الفردان بالجزيرة الأولى بقناة السويس الجديدة.
وأوضح المصدر أنه كان من المخطط أن يتم تنفيذ خط سكة حديد بأنفاق قناة السويس (تحيا مصر) التى تم إنشاؤها مؤخرًا ببورسعيد والإسماعيلية إلا أن الدراسات الفنية أكدت أن ذلك سيزيد من طول النفق، وتم العدول على الفكرة وإعادة تأهيل ورفع كفاءة كوبرى الفردان.
ومن المخطط أن تصل معدات ومهمات الكوبرى على متن 12 سفينة إلى ميناء شرق بورسعيد، ومنها إلى موقع الكوبرى الذى يربط بين شرق وغرب قناة السويس، والعمل على رفع كفاءة الكوبرى القائم حاليًا على قناة السويس بمنطقة الفردان بمحافظة الإسماعيلية، حيث يعد مشروع إنشاء كوبرى الفردان المعدنى الجديد والمخصص لعبور القطارات من أهم المشروعات الاستراتيجية لربط شبه جزيرة سيناء بالوادى والدلتا.
وفى سياق متصل تتابع الهيئة الاقتصادية التجهيزات الإنشائية لموقع مشروع صناعات مستلزمات السكك الحديدية “نيرك” فى المنطقة الصناعية، أحد أهم المشروعات ذات القيمة المضافة التى ستنعكس بدورها على مؤشرات الميناء؛ إذ تستهدف الهيئة تعميق وتوطين صناعة السكك الحديدية فى مصر، خاصة الوحدات المتحركة بالجر الكهربائى، بما يؤمَّن متطلبات الدولة المصرية فى هذا الشأن، وزيادة القدرة على التصدير إقليميًا ودوليًا، حيث تستهدف الدولة إنشاء قاعدة صناعية مجهزة فى هذا القطاع لاستقبال الشركات العالمية من أصحاب التكنولوجيا فى مجال صناعة مركبات السكك الحديدية ومستلزماتها وإنتاجها محلياً، لتلبية الاحتياج المحلى والإقليمى والإفريقى.