اقتبس عدد من كتاب السيناريو أسماء عدد من الأفلام القديمة واستخدموها فى أفلامهم، ولكن بشكل ساخر مثل فيلم «كلبى دليلى» للفنان سامح حسين، و«أبى خلف الشجرة»، لتامر حسنى، و«حافية على جسر من الخشب» لأيمى سمير غانم، كما صمم أيضاً القائمون على فيلم «أبوالنيل» للفنان أحمد مكى أفيش الفيلم من وحى غلاف مجلة «سمير» الشهيرة للأطفال، وتمت كتابة اسم الفيلم بنفس «لوجو» المجلة، وهو «سمير»، مع وضع اسم المؤلف والمخرج ومنتج العمل محمد السبكى وكلمة «قريباً» بشكل شبه كارتونى وبألوان قديمة وباهتة إلى حد ما.
اعتبر خبراء التسويق هذه الأفكار أساليب دعائية جديدة يعتمد عليها القائمون على الأفلام لجذب الجماهير إلى العمل قبل عرضه وتحفيزهم على مشاهدته، خاصة مع انخفاض حجم الاقبال على السينما، وأرجع البعض ذلك إلى الفقر فى الأفكار الإبداعية وعدم القدرة على إيجاد طرق دعائية جديدة لجذب الجماهير، مما دفع القائمين على الأعمال بتقليد الاسماء القديمة أو اقتباس فكرة الافيش من مجلات الأطفال.
وانتقد الخبراء تقليد اسماء الأفلام القديمة بشكل تهكمى، فيرى البعض أنه يؤثر بالسلب على دعاية الفيلم، بينما أشادوا بفكرة أفيش فيلم أحمد مكى كأسلوب يلفت انتباه الفئات العمرية من 25 سنة فأكثر نحو المجلات المفضلة لديهم فى صغرهم، بالإضافة إلى أنها محرك للطفل وتجذب أنظاره نحو العمل.
قال طارق الديب، مدير الميديا بوكالة «روتانا» للخدمات الإعلامية والإعلانية، إن اقتباس أسماء الأفلام القديمة فى الأفلام الجديدة بأسلوب تهكمى يوثر سلبياً على دعاية الفيلم، لأن الجمهور يرفض التهكم على أى عمل قديم له قيمته، وخير مثال على ذلك عدم تقبل الجمهور المطربة أمينة عندما قلدت أم كلثوم، وشعبان عبدالرحيم عندما قلد الفنان محمد عبدالوهاب.
وعن فكرة أفيش أحمد مكى يرى الديب أن مكى نجح مؤخراً فى جذب الجمهور بأفكار قديمة، حيث قدم فى ألبومه الجديد أغنية عن أغانى الأطفال القديمة، بالإضافة إلى فكرة أفيش فيلمه الجديد الذى اعتمد فيه على شخصية مجلة كانت من المجلات المفضلة لأطفال فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، لذلك فأنها أسلوب جذاب للفت انتباه الفئات العمرية الحالية من سن 25 وحتى 35 فى الوقت الحالى باعتبار أنهم رواد السينما ليذكرهم بمجلتهم المفضلة قديماً، وبالتالى فإنها أسلوب دعاية جيد وجديد من نوعه ساعد على خلق رد فعل إيجابى، وزاد من فضول الجمهور لمتابعة الفيلم، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب موجه أكثر للكبار، وليس للأطفال مثلما توقع البعض، لأن الأطفال حالياً لا يهتمون بمجلة سمير مثل السابق.
ويرى مدحت زكريا، رئيس قسم الإبداع بوكالة «In House » للدعاية والإعلان، أن الاقتباس من الأفلام القديمة أو تصميم أفيش فيلم على شكل مجلة نوع من الفقر فى الأفكار الإبداعية، مما دفع القائمين على الأعمال الفنية إلى الاعتماد على أسماء الأعمال القديمة الناجحة.
وقال إن اقتباس اسماء الأفلام القديمة سلاح ذو حدين يلزمه عمل فنى جيد وقوى لكى يحقق مردوداً ايجابياً وإلا جاء بنتائج عكسية، مشيراً إلى أن أفيش فيلم أحمد مكى وسيلة دعائية جديدة لجذب الانتباه وتخلق حالة من الفضول تجاه الفيلم قبل عرضه، لذلك فإن استغلال ذلك من قبل القائمين على الفيلم وتوظيفه بنجاح سيجعله وسيلة دعاية قوية فى صالح الفيلم.
وأوضح محمد فتح الله، مسئول قسم الإذاعة بوكالة «Pro communication » للدعاية والإعلان أن أغلب الأفلام فى الفترة الأخيرة أصبحت تركز على السخرية والتهكم بشكل كبير لجذب انتباه الجمهور، ولكن ربط الأفلام القديمة القوية بفيلم جديد تهكمى على أمل لفت انتباه الجمهور أسلوب لا يتقبله الجمهور.
وقالت الدكتورة داليا عبدالله، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بإعلام القاهرة، إن انخفاض حجم الاقبال على السينما بسبب الظروف الصعبة اضطر القائمين على صناعة الأفلام للبحث عن كل جديد للفت أنظار الجماهير، مشيرة إلى ذكاء الجمهور، وأن جودة العمل المعيار الحقيقى وراء اقبال الجماهير وإذا كان العمل غير جيد سيتعرض لدعاية مضادة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، لذلك يجب الحذر عند الاقتباس لأن الأفلام القديمة ذو قيمة كبيرة لا يجب التهكم باسمها.
وترى أستاذة الإعلان أن أفيش فيلم أحمد مكى فكرة جديدة ستساعد على تحفيز الأطفال لمشاهدة الفيلم باعتبار أنهم محرك مهم للأسرة، وهو ذكاء دعائى من القائمين عليه.