توقع عدد من الخبراء والمستثمرين الزراعيين أن العام المقبل سوف يشعد طفرة فى الإنتاج الزراعى المصرى نتيجة كثافة إنتاج الصوب الزراعية التى تشرف عليها القوات المسلحة حاليا وتستكمل مراحلها، كما تمت إضافة مليون ونص فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية خلال 6 سنوات طبقا لبعض التقديرات.
وأكد الدكتور ماهر أبو جبل عضو نقابة الزراعيين وعضو اللجنة الاستشارية بوزارة الزراعة والمدير الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة جيت الزراعية، أنه سيتم افتتاح مجمع صوبات أبو سلطان التابع لمشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية خلال الربع الأول من العام المقبل 2021 وهو يقع على مساحة 12.5 ألف فدان صوبات زراعية.
وأوضح “أبو جبل” أن المشروع يستهدف زراعة الطماطم والخيار والفلفل والفلفل الألوان ونباتات طبية وعطرية وغيرها، لافتا إلى أن الفترة الحالية تشهد توسعات كبيرة في مجال الصوب الزراعية، لا سيما مع تبني الدولة لهذا النهج الذي يوفر علي الدولة الكثير من الموارد ويحقق افضل استغلال لوحدتى الآرض والمياه ، يذكر أن فدان الصوبة “الزراعة المحمية” يحقق انتاجية 10 أضعاف الفدان العادي الذي يزرع في المناخ المفتوح.
وأوضح ابو جبل أن الأنتاج الزراعي المصري سوف يحقق طفرة غير مسبوقة خلال العام المقبل 2021 نتيجة دخول مساحات جديدة من مشروع الصوبات الزراعية حيز الأنتاج فضلا عن دخول مساحات جديدة من الراضي الزراعية التي قام الأهالي باستصلاحها خلال 6 سنوات وهي بمساحة تجاوزت 1.5 مليون فدان لتقترب المساحة الزراعية في مصر من حاجز الـ 10 ملايين فدان.
وموقع أبو سلطان الذى يقع جنوب منطقة أبو سلطان على مساحة 12500 فدان تضمن (2350) بيت زراعى متوسط التكنولوجيا مساحة كل منها 2.5 فدان وتم إنشاؤها بالتعاون مع شركة سينوماك الصينية وسيوفر المشروع (20.000) فرصة عمل/يوم ويتم بدء التجهيز للزراعة فى أبريل 2019 ، فضلاً عن أنه جار الانتهاء من تنفيذ الأعمال الخاصة بالمياه بواسطة إدارة المياه للقوات المسلحة من خلال رافع مياه بطاقة 200 ألف م3 / يوم على ترعة السويس ، كذلك جار الانتهاء من تنفيذ الأعمال الخاصة بالكهرباء بواسطة الشركة الوطنية للزراعات المحمية من خلال إنشاء محطة كهرباء بقدرة كهربائية 80 ميجا فولت امبير من محطة كهرباء أبو سلطان.
وتضمنت المرحلـة الأولى من المشروع البالغ مساحته 34.000 فـدان موزعة على عدة مواقع منها موقع قرية الأمل بمساحة 100 فدان وجنوب أبوسلطان على مساحة 12500 فدان، ومدينة الحمام بمساحة 6000 فدان ومدينة العاشر من رمضان بمساحة 2500 فدان، بالإضافة إلى مساحة 13000 فدان بمحافظة الفيوم.
واشار أبو جبل إلى أن الاعتماد على تقنيات الزراعات المحمية فى مصر أصبح خلال السنوات الماضية من الأولويات الأساسية بهدف توفير الحماية لمحاصيل الخضروات والتى تختلف فيما بينها فى احتياجاتها الحرارية.
ومن جانبه أكد الدكتور مصباح قطب باحث مناخ فى وزارة الزراعة، أن النتائج الخاصة بأحد الدراسات العلمية أثبتت أن استخدام التغطية بأغشية بلاستيكية يزيد من انتاجية المحاصيل بمعدل 45.5 في المئة، ويحسن كفاءة استخدام المياه بنسبة 58 في المئة في دولة مثل الصين وهو ما بدأنا بالفعل في تنفيذه على أرض مصر.
وأضاف أن الصوب الزراعية ترفع كفاءة استخدام المياه لوحدة المساحة حيث تعتمد الزراعات المحمية على نظام الري بالتنقيط، مما يؤدى إلى توفير كميات كبيرة من المياه التى يمكن استخدامها في استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية.
والجدير بالذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قام بافتتاح المرحلة الأولي فى فبراير عام 2018 بقاعدة محمد نجيب بمنطقة الحمام بمحافظة مرسي مطروح، حيث تضم 1302 صوبة زراعية على أحدث التقنيات العالمية وتتراوح مساحة الصوبة الواحدة ما بين 3 – 12 فدانا على مساحة 500 فدان على احدث الأنظمة العالمية.
أما المرحلة الثانية من المشروع القومى للصوب الزراعية فقد افتتحها الرئيس السيسي فى شهر ديسمبر 2018 وتتضمن 7100 صوبة زراعية على مساحة 34 ألف فدان في مدينة العاشر من رمضان نفذتها الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة من المشروع القومى لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية على مساحة 100 ألف فدان لإنتاج الحاصلات الزراعية الكبير فى مناطق الحمام وأبو سلطان والعاشر من رمضان وقرية الأمل بسيناء شرق الإسماعيلية حيث كانت بداية تدشينها فى شهر فبراير الماضى على مساحة 5 آلاف صوبة زراعية في نطاق قاعدة محمد نجيب العسكرية بمحافظة مرسى مطروح.
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى السبت المرحلة الثالثة من المشروع القومى للصوب الزراعية الـ 100 ألف صوبة زراعية والذى تم تحديد مساحة له 100 الف فدان وتعد هذه المرحلة هى المرحلة الثانية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بعدد 1300 صوبة زراعية علي مساحة 10 آلاف فدان ضمن قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية.
وأكد عادل الغندور المستثمر الزراعى ورئيس مجلس ادارة شركة سنتك الزراعية أن مشروع الصوب الزراعية يعتبر نقلة كبيرة فذكر إن القيراط الواحد من الصوب الزراعية يعادل إنتاج فدان كامل من الأراضي الزراعية، لافتًا إلى أنه المستحيل الاعتماد على إنتاجها فقط لأنه لن يكفي 100 مليون مواطن.
وذكر الغندور أن الصوب الزراعية تحمي النباتات من الطقس السيء، حيث تكيف الجو الداخلي داخلها على الإنتاج النباتي، وتساعد على إنتاج نباتات في غير ميعادها، وأن الكثير من المعامل المتخصصة في وزارة الزراعة، يعمل بها نخبة من المختصصين والخبراء في علوم النبات، لإنتاج تقاوي زراعية تقاوم التغيرات المناخية.
وأوضح الغندور أن هناك طفرة مرتقبة في الأنتاج الزراعي نتيجة التوسع في مشروعات الصوب الزراعية وهو ما حدث العام الحالى، حيث تم التغلب علي تداعيات أزمة كورونا وتم زيادة معدلات التصدير نتيجة زيادة الإنتاج الزراعي في مصر.