«استيراد اللحوم‮».. ‬مكاسب للمستهلكين وخسائر للمربين

خبراء: الإجراءات التي اتخذتها وزارة الزراعة عبارة عن مسكنات والمطلوب وضع حلول جذرية للمشكلة

«استيراد اللحوم‮».. ‬مكاسب للمستهلكين وخسائر للمربين
أحمد عاشور

أحمد عاشور

12:00 ص, الأحد, 2 مايو 10

أعدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خطة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم واتخذت عدة إجراءات منها زيادة كميات اللحوم المستوردة خلال الفترة المقبلة، كما قررت توفير اللحوم الحمراء البلدية الطازجة بسعر 38 جنيهاً للكيلو بعد أن ارتفعت أسعار اللحوم بشكل جنوني. وقررت الوزارة أيضا إرسال لجان مؤخراً إلي عدد من الدول التي يتم استيراد اللحوم منها سواء حية أو مذبوحة ومن هذه الدول اثيوبيا والبرازيل وأورجواي والسودان من أجل المساهمة في حل الأزمة.

وأعلنت الوزارة عن زيادة القروض الموجهة لمشروع البتلو من 1500 جنيه إلى 2000 جنيه للرأس الواحدة، وزيادة الحد الأقصي للقروض إلي 300 ألف جنيه لمشاريع الأفراد.

من جانبهم أكد الخبراء أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة عبارة عن مسكنات، والمطلوب وضع حلول جذرية للمشكلة ومنها الاهتمام بالقطاع الداجني مع زيادة إنتاج اللحوم الحمراء، ووضع ضوابط جديدة للاستيراد من أجل توفير الاحتياجات الفعلية وسد الفجوة في هذا القطاع.

وقد أكدت دراسة حديثة لمجلس البحوث الزراعية حصلت عليها “المال” أن وزارة الزراعة تستهدف زيادة إنتاج اللحوم الحمراء من 67 مليون طن إلي 853 مليون طن في عام 2017 في حين تتوقع الدراسة زيادة واردات اللحوم من 33 مليون طن إلي 251 مليون طن خلال نفس الفترة.

قال الدكتور ممدوح البلتاجي، رئيس مجلس البحوث الزراعية، إن استراتيجية التنمية الزراعية تستهدف زيادة الإنتاج الحيواني عن طريق عدة وسائل منها التحسين الوراثي للأبقار والجاموس لزيادة نصيب الفرد من اللحوم والألبان.

وأشار البلتاجي إلي اتخاذ عدة إجراءات للحد من خسائر القطاع الحيواني منها وضع أنظمة متقدمة ضد الأمراض العابرة للحدود سواء للأبقار والجاموس ومصادر اللحوم الحمراء أو مواجهة انفلونزا الطيور الذي سبب خسائر كبيرة في قطاع الدواجن.

وأوضح أن استراتيجية تطوير الدواجن تستهدف زيادة متوسط نصيب الفرد ليصل إلي كيلو جرام يومياً في عام 2017 ، مشيراً إلي التوسع في استيراد أمهات دجاج التسمين خلال هذه الفترة.

البهنساوي يحذر من زيادة الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك

وحذر الدكتور أسامة البهنساوي الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الأزهر، من زيادة الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك بسبب الزيادة السكانية مما يؤدي إلي الاتجاه للاستيراد الذي يؤثر سلباً علي الإنتاج المحلي من الحيوانات.

وأشار إلي العقبات التي تواجه مشروع تسمين البتلو منها عدم تقديم تسهيلات ائتمانية كافية وعدم جدية الرقابة مما أدي إلي تدهور المشروع.. الأمر الذي تسبب في نقص المعروض من اللحوم.

وطالب البهنساوي بضرورة اهتمام الدولة بإنشاء مشروعات جديدة للثروة الحيوانية من أجل سد الفجوة الغذائية في هذا القطاع خاصة في مجالي إنتاج الدواجن والأسماك.

وأوضح الدكتور سامي طه كبير البيطريين أن مسألة استيراد اللحوم من الخارج أصبحت من ضمن الضروريات خاصة في ظل عجز الإنتاج المحلي عن سد الاحتياجات المحلية فضلاً عن أهميتها في زيادة حجم المعروض، مما يؤدي إلي انخفاض الأسعار بما تتناسب مع المواطن البسيط.. لكن الاعتماد علي استيراد اللحوم لابد أن تقابله إجراءات صحية مشددة للتأكد من سلامة هذه اللحوم وذبحها وفقاً للشريعة الإسلامية والتأكد من عدم احتكار فئة معينة لـ”استيراد اللحوم” منعاً لارتفاع أسعارها، فضلاً عن ضرورة التوجه إلي الدول العربية مثل السودان خاصة بعد موافقة الحكومة السودانية علي اتفاقية تيسير التجارة العربية واتفاقية الكوميسا الأسبوع الماضي.

وعن رفع قيمة القروض المقدمة من وزارة الزراعة للمربي أكد طه أنها تعتبر خطوة لإحياء مشروع “البتلو”.. لكن لابد من زيادة هذا الدعم خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف مما يزيد من تكلفة الإنتاج، فضلاً عن ضرورة تجريم ذبح أناث الماشية من خلال تشديد الرقابة علي الفلاحين والمربين.

من جانبه قال الدكتور عادل عبدالعظيم، أستاذ كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن تنمية الثروة الحيوانية والحد من ارتفاع الأسعار يتطلبان وضع استراتيجية واضحة ومحددة لتحقيق مجموعة من الأهداف… الأمر الذي ينتج عنه الارتقاء بالثروة الحيوانية في مصر.

عبدالعظيم: هناك ضرورة لإحياء مشروع البتلو

وأشار عبدالعظيم إلي ضرورة إحياء مشروع البتلو من خلال زيادة الدعم المقدم من الحكومة للمربين للتغلب علي ارتفاع أسعار الأعلاف خاصة أن هذا المشروع من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي في مصر.

وعن استيراد اللحوم من الخارج أوضح عبدالعظيم أن استيراد اللحوم من أكبر الوسائل اللازمة لسد الفجوة الغذائية من اللحوم في مصر وزيادة المعروض في الأسواق.. الأمر الذي يجعل أسعار هذه اللحوم في متناول المواطن.. ولكن لابد من استيراد اللحوم من الدول التي لا توجد بها أمراض وبائية حفاظاً علي سلامة الإنسان فضلاً عن ضرورة وجود لجان بيطرية متخصصة وعلي كفاءة عالية تشرف علي اللحوم المستوردة من الخارج.

وأكد عبدالعظيم أن الحد من الأسعار لا يأتي إلا من خلال تدخل الدولة ممثلة في هيئة السلع التموينية وهيئة الخدمات البيطرية للحد من ارتفاع الأسعار في السوق.

وشدد عبدالعظيم علي أن مشروع البتلو من المشروعات الرائدة التي يجب علي الحكومة توفير الأموال اللازمة لإحيائه خاصة أن من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر.

ومن جانب آخر علمت “المال” أن بعض الشركات حصلت علي موافقة استيراد أبقار من جيبوتي ستصل منها شحنة بمقدار ألف رأس خلال أيام.

وحددت الوزارة برنامجاً زمنياً لتسلم باقي الدفعات لصفقة اللحوم الإثيوبية التي تم الاتفاق علي استيرادها وتبلغ 15 ألف رأس حيث تم تسلم أول شحنة منها الشهر الماضي وهي 2200 رأس عجل إلي جانب 8 آلاف جمل.

وتقدم عدد كبير من الشركات التي تعمل في مجال استيراد اللحوم إلي هيئة الخدمات البيطرية بطلبات استيراد لحوم حية أو مذبوحة في الفترة الأخيرة.

ومن المقرر طرح اللحوم المستوردة في الأسواق والشوادر التابعة للشركات والموجودة بالمحافظات بأسعار تتراوح بين 25 و30 جنيهاً للكيلو.

فتح الباب للاستيراد أمام القطاع الخاص

وكشفت مصادر بهيئة الخدمات البيطرية عن فتح الباب للاستيراد أمام القطاع الخاص ومنها مولدوفيا واستونيا وكولومبيا لاستيراد اللحوم بهدف تحقيق التنافسية في السعر والجودة وتوفير اللحوم في الأسواق خلال الفترة المقبلة.

يذكر أن عدد المجازر الحالية يبلغ 489 مجزراً تتبع المحليات في مختلف أنحاء الجمهورية.. ويتم استخدام عدة وسائل للتأكد من صلاحية المنتجات المعروضة أو المستوردة من اللحوم من أجل مواكبة زيادة الحصص الاستيرادية، كما يخطط لإنشاء مجازر خاصة لفحص الصفقات المستوردة.

كتب: علاء البحار – أحمد عاشور