تتصاعد أزمة شركة سيديكو للأدوية – إحدى شركات مجموعة أكديما – مع استمرار توقف خطوط الإنتاج لليوم الثامن عشر، حيث يرفض الموظفون استئناف العمل احتجاجًا على ما وصفوه بتعنت الإدارة وعدم تنفيذ مطالبهم، التي أكدوا أنها مشروعة.
تصاعد الأزمة واتهامات بالتخلي عن الوعود
أكد عدد من العاملين في الشركة، في تصريحات لـ”المال”، أنهم حصلوا أكثر من مرة على وعود من رئيس الشركة الحالي عادل الخبيري، كان آخرها في نوفمبر 2024، بتنفيذ الزيادات والعلاوات السنوية في يناير 2025، مشيرين إلى أنهم يتقاضون رواتب متدنية مقارنة بتكاليف المعيشة.
وأوضحوا أنهم فوجئوا في نهاية يناير الماضي بتراجع رئيس الشركة عن تلك الوعود، حيث تم الإعلان عن زيادة لا تمثل سوى 40% من حقوقهم، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج والمطالبة بتوضيح الأمر من قِبَل الإدارة.
تعطيل العمل والصيانة المثيرة للجدل
وأشار العاملون إلى أنه في اليوم التالي للاحتجاجات، صدر قرار مفاجئ من رئيس الشركة بتعطيل العمل داخل الشركة لأجل غير مسمى، بحجة إجراء أعمال الصيانة، واستمر هذا التوقف لمدة 13 يومًا.
وفي 9 فبراير الجاري، أصدرت الإدارة خطابًا للعاملين يفيد بانتهاء أعمال الصيانة السنوية، مع توجيههم بالعودة إلى العمل اعتبارًا من 10 فبراير، إلا أن العاملين أكدوا أن خطوط الإنتاج لا تزال متوقفة حتى الآن، وسط تجاهل الإدارة لمطالبهم.
المطالب العمالية واستمرار الإضراب
أكد العاملون أن مطالبهم واضحة وتتمثل في إلغاء التحقيقات مع 10 موظفين بسبب قيادتهم المطالبات بالمستحقات المالية وعدم احتساب أيام توقف العمل من رصيد الإجازات السنوية وصرف العلاوات والزيادات السنوية التي تقرها الحكومة، والتي لم يحصلوا عليها حتى الآن وصرف حوافز الإنتاج بعد أن تمكن العاملون من تحقيق أكثر من 95 % من الإنتاج المطلوب.
قرارات الإدارة وتداعيات الأزمة
كان عادل الخبيري، رئيس مجلس إدارة الشركة، قد أصدر قرارًا إداريًا في 23 يناير 2025 بتعطيل العمل في المصانع اعتبارًا من 26 يناير، بدعوى إجراء الصيانة السنوية، مع خصم هذه الفترة من رصيد الإجازات. وحمل القرار توقيع رئيس القطاع الإداري، كامل سيد.
وفي 9 فبراير 2025، أصدر مجلس الإدارة منشورًا إداريًا جديدًا يعلن فيه الانتهاء من أعمال الصيانة، مطالبًا العاملين بالعودة إلى العمل في اليوم التالي، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة بسبب استمرار توقف الإنتاج، ما يهدد بتداعيات خطيرة على الشركة وسوق الأدوية المصرية.
الموقف الحالي وتأثر السوق
في ظل عدم التوصل إلى حل للأزمة، هناك مخاوف من تفجر الموقف أكثر، ما أثر على السوق الدوائية خلال الأيام الأخيرة، بفعل اختفاء عدد من الأصناف الحيوية التي تنتجها الشركة، يأتي في مقدمتها صنف “فاسكولار”، لمرضى الأوعية الدموية.