استقر سعر النفط عالميًّا، اليوم الأربعاء، وسط توازن بين المخاوف من تصاعد الأعمال العدائية في حرب أوكرانيا وتأثيرها على إمدادات النفط الروسية، من جهة، وبين البيانات التي أظهرت زيادة في مخزونات النفط الخام الأمريكية من جهة أخرى، وفق تقرير وكالة رويترز.
وارتفعت عقود خام برنت بمقدار 22 سنتًا، أو 0.3%، لتسجل 73.53 دولار للبرميل، في الساعة 10 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، بمقدار 31 سنتًا، أو 0.5%، لتصل إلى 69.70 دولار للبرميل.
لقد أبقت الحرب المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، اللتين تُعدان من أكبر منتجي النفط في العالم، على مستوى الأسعار في السوق هذا الأسبوع.
في هذا السياق، قال ياب جون رونغ، إستراتيجي السوق في “آي جي”: “من المتوقع أن تبقى أسعار خام برنت مدعومة فوق مستوى 70 دولارًا في الوقت الحالي، في ظل استمرار مراقبة تطورات الوضع الجيوسياسي من قِبل المشاركين في السوق”.
وفي يوم الثلاثاء، استخدمت أوكرانيا صواريخ “أتاكس إم إس” الأمريكية لاستهداف الأراضي الروسية لأول مرة، وفقًا لما أعلنته موسكو، بينما خفف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من معايير الهجوم النووي المحتمل.
من جانبه، أضاف هاري تشيلينجويليان، رئيس قسم الأبحاث في “أونيكس كابيتال جروب”: “لقد كانت حركة أسعار النفط غير مثيرة إلى حد كبير بعد الانتخابات الأمريكية، ولكن شهدنا زيادة في الأسعار خلال اليومين الماضيين بسبب انقطاع مؤقت في الإنتاج في بحر الشمال، بالإضافة إلى التصعيد الإضافي في طبيعة الصراع في أوكرانيا”.
وفيما يتعلق بالإنتاج، أعلنت شركة “إكوينور” النرويجية، يوم الأربعاء، استعادة قدرتها الإنتاجية الكاملة في حقل “جوهان سفيردروب” النفطي في بحر الشمال بعد انقطاع الكهرباء.
وكانت “إكوينور” قد أعلنت، الشهر الماضي، أن الحقل كان ينتج بمعدل طاقته القصوى، التي تصل إلى حوالي 755,000 برميل مكافئ نفطي يوميًّا.
أما على جانب الطلب، فقد ارتفعت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 4.75 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر، وفقًا لما ذكرته مصادر سوقية يوم الثلاثاء، استنادًا إلى بيانات معهد البترول الأمريكي. وكان هذا الارتفاع أكبر من الزيادة التي توقّعها المحللون، والتي كانت 100,000 برميل فقط.
في المقابل، تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 2.48 مليون برميل، مقارنة مع التوقعات بزيادة قدرها 900,000 برميل.
كما انخفضت مخزونات المشتقات النفطية، حيث تراجعت بمقدار 688,000 برميل الأسبوع الماضي، وفقًا للمصادر نفسها.
وتترقب الأسواق صدور البيانات الرسمية من الحكومة الأمريكية في وقت لاحق من يوم الأربعاء. وقال تشيلينجويليان: “إذا تم تأكيد الرقم الأولي لمخزونات النفط الخام الصادرة عن معهد البترول الأمريكي، فمن المحتمل أن يتراجع السوق إلى المستويات التي شهدناها في بداية الأسبوع”.