خالد بدر الدين وأيمن عزام
أكد محللون أن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى يوم 7 يونيو المقبل، ستفرض على خليفتها الخروج من الاتحاد الأوربى ( بريكست) دون اتفاق بعد أن فشلت “ماى” ثلاث مرات فى الحصول على موافقة البرلمان على الاتفاق الذى أبرمته مع الاتحاد.
وقال موقع “ناشيونال بوست” إن قادة الاتحاد الأوروبى يصرون على استبعاد إعادة التفاوض على اتفاق الخروج الذى تم إبرامه مع “ماى” والذى سعت الأخيرة جاهدة إلى تمريره من البرلمان دون أن يحالفها التوفيق سعيا منها لتجنب المخاطر الاقتصادية الناتجة عن الخروج بلا اتفاق.
وأكد بوريس جونسون، وزير الخارجية السابق، وأبرز المرشحين لخلافة “ماى” – أمام تجمع اقتصادي انعقد فى سويسرا فى نهاية الأسبوع – أن بلاده ستخرج من الاتحاد يوم 31 أكتوبر المقبل بموجب اتفاق مع الاتحاد أو بدونه.
وأعلن أمس، وزير الصحة البريطانى مات هانكوك أنه سيخوض المنافسة على زعامة حزب المحافظين ليصبح خامس مرشح يعلن عزمه الترشح ليحل محل “ماى” بينما سبق “هانكوك” فى إعلان الترشح للمنصب كل من وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الذى ينظر له على أنه المرشح الأوفر حظا، وجيريمى هنت وزير الخارجية الحالى، ورورى ستيوارت وزير الدولة للتنمية الدولية، وإيستر مكفى وزيرة العمل والمعاشات السابقة.
وصدرت عن العواصم الأوروبية تصريحات ترجح تزايد فرص الخروج بلا اتفاق، فقالت إيزبيل سيليا المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إن “بريكست” بلا اتفاق أصبح أمرا واقعا بعد استقالة “ماي”.
وقالت روزا بلفور عضو صندوق مارشال الألمانى: ” لا ينبغى على السياسيين البريطانيين المراهنة على إعادة التفاوض… هذا لن يحدث، فقد حصلوا بالفعل على أفضل اتفاق ولن يتم تغيير الخطوط الحمراء.”
وعلى الرغم من أن بعض القادة الأوروبيين، ومنهم الرئيس الفرنسى إيميل ماكرون يودون إتمام “البريكست” باتفاق أو بدونه فإن الدبلوماسيين الأوروبيين مستعدون لمنح بريطانيا تمديدا إضافيا للمهلة عند انتهائها فى أكتوبر المقبل و لكن مع استمرار وفاء بريطانيا بالتزاماتها المالية تجاه ميزانية الاتحاد.
ويشمل التعديل الذى يمكن إدراجه على اتفاق “بريكست” لمنع الاصطدام بالخطوط الحمراء البريطانية ويضمن التمرير برلمانيا، عدم بناء سور جمركى يفصل إيرلندا الشمالية عن بريطانيا وعدم الفصل بين إيرلندا الشمالية وإيرلندا، ولابد أن يشتمل التعديل كذلك على السماح للمواطنين البريطانيين باستمرار العيش والعمل فى الاتحاد الأوروبى والسماح بنفس الشئ للأوربيين.
وأعلنت “ماى” الجمعة وهى تحاول أن تحبس دموعها أنها ستترك منصبها، لتفتح الباب لمنافسة ستأتى برئيس جديد للوزراء يمكن أن يسعى إلى خطة انفصال أكثر وضوحا عن الاتحاد الأوروبي.
وسيعمق رحيل “ماى” من أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد إذ يرجح أن يرغب الزعيم الجديد فى انفصال أكثر حسما، وهو ما يزيد احتمالات الصدام مع الاتحاد وربما إجراء انتخابات برلمانية مبكرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
وتستقيل “ماى” التى أيدت على مضض عضوية الاتحاد فى الماضى، وفازت بالمنصب الرفيع فى خضم الاضطرابات التى أعقبت استفتاء الخروج عام 2016، دون أن تنجز تعهدها الأساسى وهو قيادة المملكة المتحدة للخروج من التكتل ورأب الانقسامات.
ومن ناحية أخرى، أعرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أثاء لقاء صحفى وسائل الإعلام فى البيت الأبيض عن شعوره بالأسى من أجل “ماى” التى قالت إنها ستستقيل بعد أن أخفقت فى تنفيذ انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبى ووصف “ماى” بأنها امرأة عظيمة بذلت قصارى جهدها وأنه سيقابلها أثناء زيارته لبريطانيا الشهر المقبل.