كشفت وكالة أصداء بي سي دبليو نتائج النسخة الثانية عشرة من استطلاع الرأي السنوي لرأي الشباب العربي. وأُجري الاستطلاع في 17 دولة عربية وشمل 4000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا بنسبة 50:50 للتوازن بين الجنسين، وتم إجراء البحث على مرحلتين، الأولى قبل أن يصل تأثير جائحة “كوفيد- 19” إلى المنطقة خلال شهري يناير ومارس؛ في حين تم إجراء استطلاع “نبض كوفيد- 19” في المرحلة الثانية في أغسطس بست دول عربية.
قالت دونا إمبيراتو، الرئيس التنفيذي العالمي لوكالة “بي سي دبليو” (بيرسون كون آند وولف): “تسلط نتائج استطلاع رأي الشباب العربي الضوء على التعقيدات التي يتعين معالجتها لتلبية تطلعات الشباب في العالم العربي الذى يعد من أكثر المناطق تنوعًا في العالم، ويشكل الشباب دون سن الثلاثين نحو ثلثي عدد سكانه”.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن 42% من الشباب العربي يفكرون في الهجرة إلى بلد آخر، وكانت تلك الرغبة بالمغادرة أكثر انتشارًا بنسبة (63%) بين شباب دول شرق المتوسط في لبنان والعراق وفلسطين والأردن وسوريا واليمن.
وفي المقابل كان الشباب بدول مجلس التعاون الخليجي أقل ميلًا بنسبة (13%) للتفكير في المغادرة. وتتمثل الدوافع الرئيسية لهذه الرغبة في الأسباب الاقتصادية (24%)، والفساد (16%)، كما تعتبر فرص التعليم والتجارب الجديدة والأمن والأمان من الأسباب المهمة لذلك أيضًا.
كما كشف الاستطلاع أن ما يقارب تسعة من كل 10 شباب عرب في الجزائر والعراق والسودان ولبنان دعموا الاحتجاجات في بلدانهم.
وأبدى غالبية الشباب في هذه البلدان الأربعة تفاؤلهم بأن هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغيير إيجابي حقيقي، وأسهمت جائحة “كوفيد- 19” على ما يبدو في زيادة احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات، ولا سيما في لبنان، حيث أعرب ثلاثة أرباع المشاركين تقريبًا في استطلاع ’نبض كوفيد- 19‘ عن اعتقادهم بأن الوباء جعل الاحتجاجات على الوضع السياسي الراهن أكثر احتمالًا.
من جانبه قال سونيل جون، رئيس شركة بي سي دبليو الشرق الأوسط، ومؤسس “أصداء بي سي دبليو”: “يمكن أيضًا الاستدلال على الصلة بين الاحتجاجات والفساد من النتيجة التي أجمع عليها 36% من المشاركين في الاستطلاع بأن مكافحة الفساد الحكومي هو الأولوية القصوى لضمان تقدم العالم العربي يليها إيجاد فرص عمل جيدة الأجر (32%) ودحر التنظيمات الإرهابية، وحل الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي”.
وحلّت نتيجة “إيجاد فرص العمل” في المرتبة الثانية بين أهم الأولويات لتحقيق التقدم في المنطقة، حيث أعرب 9 من كل 10 شباب (87%) عن شعورهم بالقلق إزاء البطالة، وأعرب قرابة نصفهم فقط (49%) عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة هذه المشكلة.
ويبدو أن المشكلات الاقتصادية المستمرة قد تفاقمت مع تفشي “كوفيد- 19″، حيث قال 20% من الشباب المشاركين في الاستطلاع أن شخصًا ما في أسرهم فقَد وظيفته بسبب الجائحة، وأشار 30% إلى ارتفاع ديونهم الأسرية، وقال 72% إن الجائحة زادت صعوبة إيجاد الوظائف.
وفي منطقة هي الأعلى عالميًّا في معدلات بطالة الشباب (أكثر من 26% وفقًا لمنظمة العمل الدولية)، يبحث عدد متزايد من الشباب عن فرص عمل بغير الوظائف الحكومية ووظائف القطاع الخاص، ويفضلون بدلًا منها العمل بشكل مستقل أو لصالح عائلاتهم (23% مقابل 16% في عام 2019).
ويفكر 2 من كل 5 شباب عرب في إطلاق أعمالهم التجارية الخاصة في غضون السنوات الخمس المقبلة، وتبدو روح ريادة الأعمال هذه أكثر حضورًا بين شباب دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة (55%).
وكشف الاستطلاع كذلك زيف الأفكار النمطية السائدة عن المنطقة، وخصوصًا فيما يتعلق بحقوق الجنسين، حيث تقول الغالبية العظمى من الشابات العربيات (75%) إنهن يتمتعن بنفس حقوق الذكور- وربما أكثر- في بلدانهن. وتتفق الشابات (76%) والشبان (70%) العرب على أن أفضل طريقة تدعم بها المرأة عائلتها هي العمل أكثر من البقاء في المنزل.
وأظهر الاستطلاع أن الشباب العربي ينظر إلى السعودية والإمارات باعتبارهما القوتين العربيتين الأكثر تأثيرًا على البيئة الجيوسياسية في المنطقة (39% و34% على التوالي).
ومن بين الدول غير العربية، يرى الشباب العربي أن الولايات المتحدة زادت نفوذها في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية.
وتبدو نظرة الشباب العربي إلى الولايات المتحدة هذا العام أكثر إيجابيةً (56%) مقارنةً بعام 2019 (41%) أو بأي وقت آخر منذ عام 2016.
وللعام التاسع على التوالي، بقيت الإمارات العربية المتحدة البلد المفضل الذي يرنو الشباب العربي للعيش فيه بنسبة (46%)، ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به (52%). وكانت الولايات المتحدة ثاني أفضل بلد يرنو الشباب العربي للعيش فيه (33%)، ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به (30%).
ومن أبرز نتائج الاستطلاع أيضًا ارتفاع عدد الشباب العرب الذين يعانون الديون الشخصية؛ إذ يقول ثلث الشباب العربي تقريبًا (35%) إن لديهم ديونًا شخصية، ويرى الشباب العربي أن الدين (40%) أكثر جوهريّة لهويتهم الشخصية من الانتماء العائلي أو الوطني، أو النوع الاجتماعي (الجندر)، أو بقية العوامل الأخرى، وأن الشباب العربي أكثر تبنيًا للثورة الرقمية حيث قال 79% من الشباب العرب إنهم يحصلون على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي، وشهد استخدام منصات التجارة الإلكترونية نموًّا كبيرًا بين الشباب العربي، وبات غالبيتهم (80%) الآن يتسوقون عبر الإنترنت.
يُذكر أن الاستطلاع الرئيسي يغطي خمسًا من دول مجلس التعاون الخليجي (البحرين، والكويت، وعمان، والسعودية، والإمارات)، وشمال أفريقيا (الجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، والسودان، وتونس)، وشرق المتوسط (الأردن، والعراق، ولبنان، وسوريا، وفلسطين)، واليمن.
بينما استطلاع “نبض كوفيد-19 ” تم من خلال إجراء 600 مقابلة شخصية ميدانية وعبر الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية؛ وشملت هذه المقابلات شبانًا وشابات عربًا من مواطني ستة بلدان في المنطقة هي الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، والسعودية، والإمارات.