تتبنى شركة أدويا للصناعات الدوائية خطة كبيرة للتوسع خلال العام المقبل، من خلال اختراقها قطاعات جديدة للتصنيع تعمل بالتكنولوجيا المتطورة، إلى جانب ضخ مزيد من الاستثمارات تتوزع ما بين التمويل الذاتى والبنكى.
وتستهدف الشركة زيادة صادراتها للأسواق الخارجية، كمحاولة منها للاستفادة من سعر الدولار، ومحاولة تدبير سيولة كافية من العملة الصعبة لتغطية متطلبات استيراد المواد الخام، وعلى صعيد آخر تعتزم «أدويا» طرح 15 منتجًا جديدًا متنوعاً، ما بين البشرى والبيطرى خلال العام الجديد.
حاورت «المال» الدكتور محمد خطاب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة «أدويا للصناعات الدوائية»، للحديث عن خطة الكيان خلال العام المقبل، وما تم تنفيذه فى 2022 الحالى، إضافة إلى الرؤية للقطاع فى السوق المحلية، وما تأثيرات زيادات الدولار الأخيرة على الأداء.
وبدأ الدكتور محمد خطاب حديثه عن تاريخ شركة «أدويا» وصولًا إلى صفقة الاستحواذ التى تمت عليها العام المنقضى، ومستهدفات السنوات المقبلة.
عن «أدويا»
وأوضح أن شركة «أدويا» تم تأسيسها أواخر الثمانينيات، وكانت عبارة عن كيان عائلى، إلى أن تم الاستحواذ عليها من جانب تحالف ثلاثى خلال 2021، تمثل فى البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD» ومؤسسة British International Investmentالبريطانية التى كانت تُسمى «CDC» سابقًا، إلى جانب صندوق ثالث إنجليزى الجنسية.
ولفت إلى أن التحالف قام بتأسيس شركة كليكس بايو KELIX Bio ومقرها «دبي” لتُتم من خلالها عملية الاستحواذ على «أدويا للصناعات الدوائية» فى السوق المصرية.
وأضاف «خطاب» أن أداء شركة «أدويا» تطور بشكل كبير منذ التأسيس وحتى الوقت الحالى، ليصل حجم المبيعات المستهدف بنهاية 2022 حوالى 1.200 مليار جنيه، ولديها ما يقرب من 130 منتجًا مطروحًا بالأسواق، و100 أخرى تحت التسجيل، ومن المرجح إطلاقها تباعًا خلال السنوات القادمة بدءًا من 2023.
وقال إن «أدويا» تعمل بحوالى 5 قطاعات دوائية منذ التأسيس فيما يتعلق بالشق البشرى بإنتاج أدوية القلب، والمسكنات، والجهاز الهضمى، وصحة الرجل والمضادات الحيوية.
وعلى جانب آخر، أوضح أن الشركة تعمل بإنتاج الأدوية البيطرية، وتُعد واحدة من الكيانات الرائدة بسوق الدواء البيطرية، ولديها حوالى 80 منتجًا فى القطاعات المختلفة الخاصة بهذا الناشط.
ولفت إلى أن إيرادات شركة «أدويا» مقسمة بواقع %80 بالنسبة لمبيعات الأدوية البشرية و%10 لنظيرتها البيطرية، و%10 آخر للصادرات من القطاعين.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك مصنعًا واحدًا للإنتاج بمنطقة العاشر من رمضان، ويُقام على مساحة 15 ألف متر مربع، ويُخصص لإنتاج الأدوية البشرية والبيطرية، سواء الصلبة أو السوائل أو الحقن أو البودر، منوها بأنها تمتلك خلال الوقت الحالى حوالى 5 خطوط إنتاج.
مستهدفات العام الجديد
وانتقل الدكتور خطاب، خلال الحوار للحديث عن مستهدفات الشركة وخطتها فى العام المقبل، والتى تتنوع ما بين طرح مزيد من الأصناف الدوائية، وإضافة خطوط إنتاج جديدة، إلى جانب زيادة حجم الصادرات، ورفع قيمة المبيعات أيضًا.
وكشف أن «أدويا» تعتزم ضخ استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه خلال العام المقبل 2023، سيتم تدبيرها عبر التمويل الذاتى والبنكى، موضحًا أن تلك القيمة الاستثمارية ستوجه لإضافة خطين جديدين للإنتاج أحدهما للأدوية البيولوجية والآخر بالمنطقة العقيمة، إلى جانب تطوير القائمة بشكل فعلى بالوقت الحالى.
وأوضح أن الشركة تُخطط لزيادة قيمة مبيعاتها لتصل إلى 1.600 مليار جنيه خلال العام المقبل، مقارنة مع 1.200 مليار مستهدفة بنهاية 2022.
ولفت إلى أن «أدويا» تُجرى مفاوضات حالية مع 3 بنوك محلية حكومية وخاصة لتدبير قروض بواقع 300 مليون جنيه توجه لعملياتها التوسعية، موضحاً إن الشركة تستهدف زيادة مبيعاتها بشكل عام بأكثر من %35، وبواقع %15 لمعدلات الربحية لديها.
وكشف أيضًا أنه ضمن خطة شركة «أدويا» للعام المقبل الدخول فى انتاج أنواع جديدة من الأدوية التى تعمل بالتكنولوجيا المتطورة، مثل البيولوجية، والخاصة بالجهاز التنفسى، والسكر، والأورام.
ونوه بأن صناعة الأدوية البيولوجية فى السوق المحلية محدودة جدًا، تمثل العلاجات التى تستخدم فى الفشل الكلوى وغسيل الكلى، وأخرى للمناعة، وغيرها للسرطانات، ومن بينها سرطان الثدى.
ولفت إلى أن الشركة تستهدف طرح حوالى 15 منتجًا جديدًا خلال العام المقبل، متنوعة ما بين البشرى والبيطرى، من إجمالى الـ100 تحت التسجيل.
وقال إن الشركة تسعى لتقديم مزيد من المنتجات الجديدة للتسجيل بواقع 30 منتجًا بشريًا وبيطريًا، بخلاف الـ100 منتج سالفة الذكر، خاصة أن تلك العميلة عادة ما تأخذ فترات طويلة تصل إلى سنوات.
ولفت «خطاب» إلى أن من ضمن مخططات الشركة خلال الأعوام الخمسة المقبلة مضاعفة مبيعاتها عن الأرقام الراهنة، عن طريق طرح مزيد من المنتجات الجديدة وزيادة الكميات، ورفع معدلات الصادرات أيضًا.
فيما استبعد أن تلجأ «أدويا» لطرح جزء من أسهمها فى البورصة المصرية خلال الفترات المقبلة، إذ ينصب التركيز الأساسى حاليًا على بناء المؤسسة والوصول بها لحجم أعمال معين، ومن ثم التفكير لطرح سُبل التخارج على المستثمرين الحاليين.
استثمارات 2022
وعن تحركات الشركة خلال العام الحالى، قال إن «أدويا» ضخت استثمارات بأكثر من 200 مليون جنيه، إذ أجرت عمليات تطوير شاملة للبينة التحتية إلى جانب تطوير خطوط الانتاج.
وقال إن الشركة تستهدف مبيعات بقيمة 1.200 مليار جنيه بنهاية العام الجارى، موضحًا أن كل السُبل مطروحة لتمويل الخطط التوسعية، سواء ما بين التمويل الذاتى أو الاقتراض البنكى، أو اللجوء لإجراء عمليات زيادات رؤوس أموال.
ولفت إلى «أدويا» تُهيمن على حوالى %1.3 من سوق الدواء البشرية فى مصر، معتبرًا أنها حصة جيدة، فى ظل قوة المنافسة وتعدد الكيانات العاملة فى المجال، كما اعتبر أن الشركة واحدة من أكبر 3 كيانات على صعيد الجانب البيطرى.
واستبعد أن تخترق «أدويا» أيًا من القطاعات المختلفة عن نشاطها الرئيسى مثل المكملات الغذائية أو مستحضرات التجميل أو غيرها.
وفيما يتعلق بالتوسع الخارجى، قال إن الأولوية فى الوقت الحالى للتوسع عبر الصادرات، ولكنها على الرغم من ذلك تبحث أيًا من الفرص المتاحة، لعقد شراكات أو إنشاء مصنع بالخارج، خاصة أنها مملوكة لكيان مقرهُ دبى.
ولفت إلى أن السوق السعودية واحدة من الأسواق محل الأنظار حاليًا، لافتًا إلى أن عملية التطوير التى أجرتها الشركة لمصنعها خلال العام الحالى كان الغرض الرئيسى منها الحصول على الموافقات الخارجية للتصدير بكونه مطابقا للمواصفات العالمية.
وتابع أن «أدويا» تنتظر الحصول على موافقة السوق السعودية للتصدير خلال العام المقبل، إذ إنها ترى أنها واحدة من أهم الأسواق فى المنطقة المجاورة.
وقال «خطاب»، إن الهدف الأكبر للشركة خلال الفترات المقبلة، التوجه لإنتاج وتصنيع المنتجات الدوائية، من خلال التكنولوجيا المتطورة واختراق قطاعات جديدة، بما يمكنها من سد الفجوة للمنتج المستورد وتوفيره محليًا، خاصة فيما يتعلق بالأمراض الحرجة.
وفيما يتعلق بالتحرك لإقرار أى من الزيادات السعرية الجديدة خلال الفترة المقبلة، قال إن غرفة الدواء وهيئة الدواء المصرية تتفهم الوضع الحالى للشركات العاملة بالمجال ومدى قوة الضغوط التى تواجهها وقد يكون هناك تحركات جديدة من جانبها.
ولفت إلى أن صناعة الدواء دائمًا ما تمس المواطن بشكل مباشر، وبالتالى فإن التحرك لإجراء أى زيادات سعرية من جانب الجهات المختصة لا بد أن تتم بشكل منظم ومدروس.
ملف الصادرات
وفيما يتعلق بملف الصادرات، قال الدكتور «خطاب»، إنها تُسجل حوالى %10 من حجم إنتاج الشركة الإجمالى، وتتم من خلال وكلاء، وتوجه خلال الوقت الراهن لدول الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وكازخستان، وأذربيجان، وأوزبكستان، والخليج.
وأضاف أن الصادرات من المتوقع أن تُسجل حوالى 5.5 مليون دولار بنهاية العام الحالى، مقارنة مع 3.5 مليون خلال 2021.
وأوضح «خطاب» أن «أدويا» لديها مخطط لزيادة صادراتها خلال العام المقبل، لتصل إلى %15 بقيمة 8 ملايين دولار، خاصة مع زيادات الدولار الحالية، وهو ما يساعدها فى النهاية على توفير جزء من السيولة اللازمة لاستيراد مواد الإنتاج من الأسواق الخارجية.
وأكد أن الشركة تسعى لتدبير السيولة الدولارية اللازمة لعمليات استيراد المواد الخام من الدول الخارجية ذاتيًا من خلال تحسين الصادرات.
وفسر بأن الـ8 ملايين دولار المستهدفة من التصدير خلال العام المقبل، من المفترض أن تُغطى حوالى %70 من احتياج الشركة الدولارى اللازم للوفاء بعمليات استيراد المواد المستخدمة فى الإنتاج، موضحًا أن «أدويا» تستورد ما يزيد على %90 من مستلزمات إنتاجها، وعلى رأسها المواد الفعالة للدواء من الأسواق الخارجية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الموردين كمواد التعبئة والتغليف على سبيل المثال.
ولفت إلى أن «أدويا» تُخطط لافتتاح أسواق جديدة للتصدير، وعلى جانب آخر تعمل على زيادة الكميات المباعة فى الدول الحالية.
وأشار إلى أن زيادة الدولار الأخيرة رفعت التكلفة على الشركة بنسبة تتراوح بين 30 – %40، مشددا على أن صناعة الدواء لها أولوية فى تدبير الدولار من خلال البنك المركزى.
وقال إن الشركة تتبع مجموعة من العوامل لتحوط ضد زيادة التكاليف، وأيضًا الحفاظ على معدلات الربحية لديها بشكل سنوى.
وأوضح أنه على رأس تلك العوامل دور هيئة الدواء المصرية، إذ أقرت بعض الزيادات السعرية لبعض الأصناف الدوائية التى تنتجها الشركة، لافتا إلى أن «أدويا» تخضع للتسعيرة الجبرية المقررة من جانبها.
وأشار إلى أن زيادة الأسعار تمت بشكل منظم من جانب هيئة الدواء المصرية، عبر تحديدها حوالى %5 من إجمالى منتجات الشركة، ثم تطبيق زيادة سعرية مختلفة وفقًا لكل قطاع على حدة.
وتابع أنه على الرغم من إيجابية هذا التحرك، فإن الزيادة المقررة على نوعيات الأدوية، لم تغطِّ زيادة التكاليف، ولكنها ساهمت إلى حد ما فى تخفيف الضغط.
وأضاف أن العامل الثانى من عوامل التحوط هو عمل الشركة على تحجيم التكاليف الخاصة بها، مع الحفاظ على الجودة، وثالثًا زيادة الجهود لدعم صادرات الشركة للخارج وزيادة حجهما بغرض توفير سيولة دولارية بمعدل أكبر.
الرؤية للسوق
وقال إن القطاع كان قد شهد تطورًا إيجابيًا خلال الفترات الماضية، فى ظل الاهتمام الحكومى به، خاصة فيما يتعلق بعمليات تدبير الخامات اللازمة للصناعة من السوق المحلية.
وأضاف أن سوق الدواء فى مصر تعتبر واحدة من كبرى الأسواق فى منطقة الشرق الأوسط، فحجمها حاليًا يصل إلى 8 مليارات دولار، بدعم من تسارع وتيرة معدلات النمو السكانى بشكل سنوى.
ورجح أن تستمر معدلات نمو سوق الدواء فى مصر خلال الفترة الماضية، موضحًا أن الصناعة مرت بالعديد من الأزمات وتمكنت من تجاوزها.
ولفت إلى أن زيادة التكلفة واحدة من أبرز التحديات التى تواجه الصناعة خلال الفترات المقبلة، خاصة أن شركات القطاع خاضعة للتسعيرة الجبرية من قبل هيئة الدواء المصرية دون القدرة على التحرك بشكل فردى.
ونوه بأن مبيعات الشركة تتم إما من خلال التعاقدات مع هيئة الشراء الموحد، إلى جانب جزء آخر خاص بالموزعين فى السوق.
تجدر الإشارة إلى أن سوق الدواء المصرية شهدت طفرة غير مسبوقة فى حجم المبيعات فى الفترة من 2016 حتى 2021، بنسبة بلغت %98.3، وكان الارتفاع عام 2021 كبيرا مقارنة بالعام 2016.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أكد خلال وقت سابق اهتمام الدولة المصرية بدعم قطاع صناعة الدواء، باعتباره أحد القطاعات الجاذبة للاستثمار، مع العمل على تعظيم الإمكانات التى تمتلكها مصر بهدف دعم التنافسية العالمية فى مجال صناعة الدواء.
وتأسست «أدويا» كشركة مساهمة مصرية عام 1984 بموجب أحكام قانون الاستثمار رقم 47 لعام 1974 وهى شركة إنتاج أدوية بشرية، وبيطرية، ومبيدات حشرية.