ضخت شركة هنكل الألمانية (المتخصصة فى إنتاج المنظفات والعناية المنزلية ومستحضرات التجميل ومواد اللصق)، استثمارات فى السوق المصرية على مدار 10 أعوام الماضية، سجلت مليار و500 مليون جنيه (80 مليون يورو).
قال أحمد فهمي، العضو المنتدب ورئيس شركة هنكل مصر ونائب الرئيس لأفريقيا، فى حوار لـ «المال»، إن الشركة نفذت خطتها الاستثمارية التى كانت قد أعلنت فى 2016 عن ضخ 50 مليون يورو، منها 40 مليونا لبناء مصنع جديد بمدينة السادس من أكتوبر، و10 ملايين يورو، لتحديث وتجديد مصنعها القائم فى بورسعيد.
أوضح رئيس الشركة، أن هنكل تسعى دومًا للتوسع فى السوق المحلية لما تلمسه من جدية الحكومة المصرية فى تشجيع الاستثمار وتوفير مناخاً خصباً للعمل، والإنتاج ودعم وتحفيز الصناعة الوطنية لتعزيز الطاقات التصديرية لديها، مشيرًا إلى أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً فى برنامج الإصلاح الاقتصادى حين قامت بتنفيذ إصلاحات تطلبت الكثير من العمل الدؤوب والجاد، الأمر الذى شجع هنكل العالمية اتخاذ مصر مركزاً لأهم وأكبر أسواقها الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
لفت إلى أن هنكل تسعى دوماً للمساهمة فى دعم الاقتصاد المصرى، من خلال تنمية أعمالها بشكل مستمر، وانتهت من تجديد وتطوير خطوط الإنتاج فى مصنع الشركة بمدينة بورسعيد، لزيادة قدراته الإنتاجية، فضلاً عن تحسين تدابير السلامة والكفاءة، كما انتهت من الأعمال الإنشائية وبدء الإنتاج الفعلى لمصنع الشركة الجديد فى مدينة السادس من أكتوبر، ويعد أحد أكبر مصانع شركة هنكل فى قطاع المنظفات والعناية المنزلية بالشرق الأوسط من حيث التقدم التقنى والتكنولوجى فضلاً عن طاقته الإنتاجية العالية.
ذكر أن المصنع متخصص فى إنتاج المنتجات السائلة التابعة لقطاع المنظفات والعناية المنزلية، مثل برسيل جيل، وبريل، وإكسترا جيل وجنرال، مشيرًا إلى أن حرص هنكل على استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية وأكثر الماكينات الصناعية تطوراً للعمل على ترشيد استهلاك الطاقة والموارد فضلاً عن مراعاة الأثر البيئى والحد من الانبعاثات الكربونية الضارة للحفاظ على البيئة وتطبيق أقصى معدلات الجودة والسلامة العالمية.
أفاد أن هنكل لديها تواجد قوى فى الأسواق الناشئة، وتحقق %40 من مبيعاتها السنوية فى تلك الأسواق، مؤكدًا أن الشركة تعمل على جعل مصر مركزاً للتصدير بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا باعتبارها واحدة من الدول الاستراتيجية فى المنطقة، وذلك بعد النمو الملحوظ فى المبيعات بفضل التطورات الملموسة فى الأسواق المصرية والمستجدات الإيجابية فى المناخ الاستثمارى فى مصر.
بالحديث عن سياسة التسعير داخل الشركة خلال فترة ما بعد تحرير سعر الصرف، قال إن هنكل لجأت للرفع التدريجى لأسعار بعض المنتجات بما يتناسب مع معدل التضخم، لعدم الضغط على المستهلك.
أوضح أن الشركة تعتمد فى صناعاتها على %70 من مواد خام محلية، للتغلب على مشكلة ارتفاع سعر الدولار، وأنها تطرح أحجام اقتصادية جديدة من منتجات بريل، وبرسيل على سبيل المثال.
استطرد: «ارتفاع الأسعار تشكله عدة عوامل متداخلة مثل الارتفاع فى أسعار المواد الخام، ونسبة التضخم والقدرة الشرائية للمستهلك، ولذلك تعمل هنكل دائما على التخطيط المبكر المبنى على دراسة دقيقة لمتغيرات السوق المصرية لمواجهة والحد من ارتفاع الأسعار».
أضاف: «الشركة تتصدى لمشكلة ارتفاع تكاليف الإنتاج على عدة أصعدة مثل فتح أسواق جديدة داخل مصر وخارجها، والتعاون مع وزارة التموين والوزارات الأخرى المعنية بتلبية احتياجات الاستهلاك المحلى، وطرح أحجام اقتصادية جديدة.
عن استراتيجية التصدير، قال إن هنكل تهدف إلى جعل مصر مركزاً للتصدير بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتسعى إلى تنمية صادراتها فى الفترة المقبلة وفتح أسواق جديدة فى أفريقيا.
بدأت هنكل الألمانية أعمالها فى مصر عام 1992، وتمتلك عدة علامات تجارية منها برسيل، بريل، جنرال، ومنتجات الشركة الخاصة بالعناية الشخصية مثل باليت وجليس، ويعمل بمصانع الشركة فى مصر ما يقرب من 700 موظف بشكل مباشر وأكثر من 3 آلاف بشكل غير مباشر.أما هنكل العالمية فيمتد تاريخ إنتاجها لأكثر من 140 عامًا، وتوظف ما يقرب من 53 ألف شخص على مستوى العالم، ولديها 180 مصنعًا و23 مركزًا للبحث والتطوير.