قال جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية إن التاكسي الأبيض لا يعد بديلا عمليا وموضوعيا عن خدمات النقل الذكي باستخدام السيارات الخاصة، لأسباب تتعلق بعوامل سعرية وأخرى، بناء على استبيان أجراه على مجموعة من المستهلكين.
وأوضح الملخص التنفيذي لتقييم موقف الجهاز من صفقة استحواذ «أوبر» على «كريم» أن التحول إلى وسيلة نقل أخرى فى حال وجود زيادة افتراضية فى سعر الخدمة بنسبة 10% هو أمر غير مرجح، لافتا إلى قدرة الكيان الناتج عن الاستحواذ على تسعير خدماته لتحقيق هامش ربح احتكاري دون أى اعتبار لأى منافسة حالية أو محتملة من قبل سيارة الأجرة.
وأكد أن المنافسة بين «أوبر» و«كريم» تتم فى نطاقات جغرافية ضيقة فى مصر لا تتعدي حدود المحافظة الواحدة ما يعني وجود أسواق معنية متعددة يتنافس فيها الأطراف، مبينا أن القاهرة الكبري والإسكندرية تستحوذان على 95% من إجمالى حجم أعمال الشركتين على مستوى الجمهورية.
ولفت إلى أن «أوبر» أكدت أن القاهرة هى المدينة الأسرع نموا فى المنطقة من حيث استخدام خدمات حجز السيارات من خلال التطبيقات الإلكترونية لذلك سيقوم الجهاز بدراسة اتفاق الاستحواذ بين الطرفين وآثاره بالتركيز على منطقة القاهرة الكبرى والإسكندرية باعتبارهما يمثلان الجزء الأكبر من أعمال الشركتين فى مصر، وعليه فإن أغلب آثار الاتفاق ستحدث فيهما وا وتنعكس حتما على باقي محافظات الجمهورية.
وأضاف أن دراسة الجهاز خلصت إلى أنه من شأن إتمام اتفاق الاستحواذ بين أوبر وكريم منع واضح وملحوظ للمنافسة فى السوق بسبب غياب أى بديل آخر من وجهة نظر المستهلكين وذلك بسبب اعتبار المستهلكين الخدمات المقدمة من الشركتين بدائل لبعضهما البعض وصولا إلى تعزيز القوة السوقية لكيان ما بعد الاستحواذ .
وخلص الجهاز إلى أن الاستحواذ سيخلق أيضا عقبات تجاه دخول شركات جديدة إلى السوق المعنية وتجاه توسع مستثمرين حاليين، بالإضافة إلى عقبات أخري منها غياب الربحية قصيرة الأجل من السوق فعلى الرغم من كون مصر أحد أكبر الأسواق بالنسبة لشركة أوبر إلا أنها لا تزال غير محققة للربحية.
ومن خلال دراسة الجهاز للسوق توصل إلى تقديرات وإحصائيات توضخ\ح أنه حتي الآن تتكبد كل من أوبر وكريم خسائر سنوية تتراوح بين 30 و50 مليون جنيه وترجع استمرارية نشاط الشركتين إلى دعم المستثمرين الدائم لهم عن طريق ضخ الأموال باستمرار لتغطية الخسائر المحققة .
كما ستواجه سوق خدمات النقل التشاركي فى مصر أيضا مشكلة فى الحصول على التمويل نظرا لأن استحواذ كيان ما بعد الصفقة على كامل السوق يعني ارتفاع قيمته وبالتالى ستضبح احتمالية زعزعة الوضع المسيطر لذلك الكيان ضيئلة مما سيؤدي إلى احجام المستثمرين المحليين والدوليين عن الاستثمار فى القطاع ويضعف فرص المنافسة المحتملة لكيان ما بعد الاستحواذ على المدي المنظور .
بالإضافة إلى صعوبة جذب السائقين والركاب لبناء شبكة قوية ، والولاء للعلامة التجارية ، والحصول على البيانات .
وإلمح الجهاز إلى أن دخول منافس جديد يتمتع بثلاث شروط رئيسية سوف يحد من الآثار السلبية للصفقة على السوق وتقييد القوة السوية للكيان الجديد ، أولها يجب أن تكون فرص دخول مستثمر جديد كمنافس محتملة التحقق وكافية لتقييد قدرة الكيان المتمتع بقوة سوقية من التأثير على عناصر المنافسة فى السوق وأن تتحقق على المدي القريب .
وقد أوضحت دراسة حماية المنافسة أن احتمالية دخول أى استثمار جديد على المدي القريب ستنعدم فى حال إتمام الاتفاق وذلك نتيجة الاستحواذ مما يؤكد أن عقبات دخول السوق من شأنها أن تقلل من الاستثمارات المتدفقة إلى السوق المصري سواء من خلال تمويل للشركات المصرية الناشئة أو من خلال دخول شركات أجنبية إلى السوق .