استبدال الممرضات بالروبوتات في بريطانيا

بتمويل من الاتحاد الأوروبي

استبدال الممرضات بالروبوتات في بريطانيا
نيفين نبيل

نيفين نبيل

5:46 م, الأربعاء, 7 فبراير 24

أصبحت الأتمتة أمرا لا مفر منه في القضاء على الوظائف بشكلها التقليدي الحالي خلال السنوات القليلة الماضية ويبدو أن التمريض سيكون ضمن أوائل هذه الوظائف.

ولم يعد غزو الروبوتات خيال علمي نشاهده في الأفلام بل أضحى حقيقة وواقعا نعيشه، بدأ مع ظهور “تشات جي بي تي” في أكتوبر من العام الماضي، الأمر الذي أحدث آنذاك موجة من الجدل ما بين مؤيد لهذه التكنولوجيات المتطورة، ومعارضا لها.

ووفقًا لتقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لتوقعات 2023، فإن القطاعات الأكثر احتمالا لاعتماد الروبوتات هي الإلكترونيات وتكنولوجيا الطاقة والمرافق والسلع الاستهلاكية ومع ذلك هناك وظائف أخرى دخلت على الخط وباتت مهددة.

ويمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي أن تكون بديلا للممرضات، من خلال التعامل مع المرضى والإجابة عن أسئلتهم المختلفة وأداء المهام البسيط، هذا ما خلصت إليه تجارب معهد الروبورتاريوم الوطني في بريطانيا.

وأجرى المعهد العلمي ومقره جامعة هيريوت وات في إدنبرة، تجارب لدمج الروبوتات في النظام الصحي بالمستشفيات، وتبين أن الروبوتات كانت قادرة على الإجابة “بسلاسة” على بعض الاستفسارات الطبية حتى يتسنى للطبيب التواجد مع المريض والتعامل معه مباشرة.

وتبين أن الآلات الذكية قادرة على المشاركة في “دردشة عامة” مع المرضى، بالإضافة إلى تقديم الاختبارات والألغاز وحتى تمارين التنفس المهدئة، والأهم من ذلك، أنه الاختبارات العملية وجدت أن هذه الروبوتات قادرة على الدخول في جدالات ومناقشات تشمل عدد كبير من الممرضات أو المرضى.

ولعب الروبورتاريوم دورًا محوريًا في مشروع “الروبوتات المساعدة اجتماعيًا في الرعاية الصحية للشيخوخة” الذي يموله الاتحاد الأوروبي بقيمة 7 ملايين جنيه إسترليني. وتهدف تجربة أجريت على مرضى كبار السن في أحد مستشفيات باريس إلى اختبار ما إذا كانت الروبوتات قادرة على “مساعدة المرضى، وتخفيف قلقهم، وتخفيف الضغط على طاقم التمريض”.

وخلص العلماء إلى أن الروبوتات يمكن أن تكون محورية في “تعزيز الإنتاجية” فيما يتعلق “بالواجبات الروتينية اليومية” بمجال الرعاية الصحية، وخاصة حال دمجه في نظم هيئة التأمين الصحي البريطاني، وأشاروا كذلك إلى أن الروبوتات يمكنها تقليل خطر انتقال العدوى عن طريق تقليل الاتصال الجسدي المحتمل بين الأطباء والمرضى.

وقال أوليفر ليمون، أستاذ الذكاء الاصطناعي والقائد المشارك في “National Robotarium”، إن النتائج تمثل “معلماً هاماً” في استخدام الروبوتات الاجتماعية بالمستشفيات، قائلا “إن احتمال تعاون الروبوتات بسلاسة مع موظفي المستشفى لتعزيز تجربة المريض أصبح الآن أقرب إلى الواقع”.

وأضاف “لقد أظهرت التجارب الأولية الواعدة في مستشفيات باريس قدرة الروبوت الخاص بنا على التحدث بفعالية مع المرضى ومرافقيهم في وقت واحد.”

وأشار إلى أن الآلات كانت قادرة على تنفيذ “المهام الروتينية”، مثل إعطاء التوجيهات وتوفير المعلومات العامة، مع الإجابة أيضًا على “الأسئلة المتكررة”، مثل أوقات العمل و”كم من الوقت يجب أن أنتظر؟”. وأضاف أنه يمكنهم أيضًا “المساعدة في التخلص من القلق وتوفير الترفيه”، من خلال تمارين التهدئة وممارسة الألعاب مع المرضى.

الجدير بالذكر أن حكومة المملكة المتحدة 21 مليون جنيه إسترليني في” National Robotarium” للمساعدة في تعزيز الأبحاث الرائدة عالميًا ودعم الوظائف عالية الجودة والاستثمار والنمو، كجزء من استثمارات تزيد عن 2.9 مليار جنيه إسترليني للارتقاء بالمستوى الطبي في جميع أنحاء أسكتلندا.