قفز متوسط قيمة إيجارات المنازل فى أرقى 100 حى فى – والتى يتجاوز دخل الفرد من سكانها 405 آلاف دولار سنويا- بحوالى 354%، خلال الفترة من مارس إلى سبتمبر- التى تفاقم خلالها وباء فيروس كورونا- ليصل إلى 28.6 ألف دولار للوحدة شهريا بالمقارنة مع 6.3 ألف دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
وذكرت وكالة بلومبرج بناء على بيانات من الهيئة الأمريكية للخدمات الداخلية، أن أسعار المنازل والشقق الفاخرة فى الأحياء الراقية مثل مانهاتن بمدينة نيويورك، وسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ارتفعت إلى مستويات قياسية بسبب تفاقم فيروس «كورونا» الذى أرغم الناس على البقاء فى منازلهم أسابيع طويلة للحد من انتشار العدوى، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الفيللات والشقق الفاخرة فى الضواحى والمناطق الفاخرة التى تدفّق الناس عليها.
ويدفع مليارديرات ومليونيرات الولايات المتحدة مبالغ طائلة للسكن بجوار بعضهم البعض فى امتلاك أو تأجير الفيلات والقصور فى أرقى المناطق، مما أدى لارتفاع صاروخى فى أسعار التمليك بهذه المناطق، لدرجة أن الشخص يحتاج إلى 2.2 مليون دولار سنويا للسكن فى المناطق الراقية التى ارتفعت أسعارها أكثر وأكثر بسبب الوباء ومنها جزيرة فيشر أو منتجعات بالم بيتش فى ولاية فلوريدا أغلى المناطق، وبعدها أثيرتون فى وادى السليكون بكاليفورنيا.
وساعد وباء كورونا على التعجيل بظهور الاتجاه الذى كان سائدا حتى قبل انتشار مرض كوفيد- 19 وهو ارتفاع أسعار الوحدات السكنية فى المناطق الراقية، لدرجة أن تيرى زميسلو، مدير شركة كريميو للعقارات؛ صاحبة العلامة التجارية كريميو للعقارات الفرنسية الفاخرة، والذى افتتح فرعًا فى بالم بيتش منذ ثلاث سنوات، أكد أن الأثرياء بدءوا يتدفقون على شراء الوحدات السكنية الغالية منذ ظهور الوباء وحذر من حدوث فقاعة عقارية فى المستقبل القريب والتى ظهر منها 1% حتى الآن ولكنها آخذة فى التضخم، لاسيما أن مبيعات الشركة قفزت بحوالى 50% خلال الشهور القليلة الماضية.
وجاء ارتفاع أسعار المساكن الفاخرة فى ولاية فلوريدا بعد أن زاد متوسط دخل الفرد من سكان منطقة بالم بيتش بحوالى 29% منذ عام 2018 ليصل إلى 1.37 مليون دولار ومن أشهر سكانها الرئيس السابق دونالد ترامب الذى اتخذ منتجع مارالاجو فيها مقرا دائما له العام الماضى لتصبح ثالث أغنى منطقة فى الولايات المتحدة.
وتحتل جزيرة فيشر بالقرب من ميامى فى ولاية فلوريدا المركز الأول كأغنى منطقة فى الولايات المتحدة مع ارتفاع متوسط دخل الفرد من سكانها إلى 2.2 مليون دولار منذ ثلاث سنوات حتى الآن وبعدها حى أثيرتون فى كاليفورنيا والتى زاد متوسط دخل الفرد من المقينين فيها بحوالى 33% ليتجاوز 1.72 مليون دولار.
وقالت إيلين هوايت خبيرة العقارات فى شركة كولدويل بانكر إن متوسط أسعار المنازل الفاخرة ارتفع خلال عام الوباء فى المناطق الراقية مثل أثيرتون إلى حوالى 6.5 مليون دولار لتصبح من أغلى المناطق فى الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن كوفيد- 19 جعل العديد من المدراء التنفيذيين للشركات الكبرى مثل فيسبوك يتركون فيللاتهم الفاخرة ويتجهون إلى المنتجعات والفنادق لأنهم توقفوا عن الذهاب إلى مقارّ العمل لمنع تفشى العدوى بالفيروس.
ومع ذلك يقتنص الأثرياء المنازل الفاخرة المعروضة للبيع فى أثيرتون مثلًا بأسرع ما يمكن للاحتماء من فيروس كورونا فى الوقت الذى يقومون فيه حاليا بتجديد فيللاتهم فى الضواحى وتحويلها إلى منتجعات مزودة بحمامات سباحة وأجنحة للضيوف وغيرها من وسائل الترقيه للإقامة فيها وقتا ربما يكون طويلا بسبب الفيروس.
وتقع نسبة 49% من الأحياء الراقية المائة فى سبعة مقاطعات فقط: مانهاتن وويستشيستر فى ولاية نيويورك وفيرفيلد فى ولاية كونيكتيكت وكوك فى ولاية شيكاغو ولوس أنجلوس وسانتا كلارا فى ولاية كاليفورنيا وهاريس فى ولاية هيوستن.
ولكن الفيللات ذات الأسعار الخيالية لا تجد إقبالا من عشاق العقارات الفاخرة خلال شهور الوباء لدرجة أن قصر أوبوس الذى كان معروضا للبيع بحوالى 100 مليون دولار منذ ثلاث سنوات فى بيفرلى هيلز فى لوس أنجلوس قام صاحبه ببيعه هذا الأسبوع بحوالى 48.4 مليون دولار فقط بسبب الوباء الذى منع الأجانب من الإقامة فى الولايات المتحدة التى تتصدر العالم فى عدد الإصابات التى بلغت حوالى 14 مليون حالة أو ما يقرب من 22% من إجمالى 64 مليون مريضا على مستوى العالم حتى الآن.