ارتفاع قيمة الاسهم على أسعار عروض الشراء يعزز احتمالات فشل صفقات الاستحواذ

شهدت البورصة المصرية فى الآونة الأخيرة، فشل عدة عروض شراء لشركات مقيدة فى السوق بعد ارتفاع الأسعار السوقية لأسهم الشركات المستهدفة بالشراء لمستويات تقترب أو تتجاوز أسعار عروض الشراء، تلك الظاهرة تكررت مرتين فى السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية بشركتى المجموعة المالية هيرمس والقاهرة للاستثمار.

ارتفاع قيمة الاسهم على أسعار عروض الشراء يعزز احتمالات فشل صفقات الاستحواذ
جريدة المال

المال - خاص

12:38 م, الأربعاء, 6 أغسطس 14

جهاد سالم ـ أحمد على:

شهدت البورصة المصرية فى الآونة الأخيرة، فشل عدة عروض شراء لشركات مقيدة فى السوق بعد ارتفاع الأسعار السوقية لأسهم الشركات المستهدفة بالشراء لمستويات تقترب أو تتجاوز أسعار عروض الشراء، تلك الظاهرة تكررت مرتين فى السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية بشركتى المجموعة المالية هيرمس والقاهرة للاستثمار.

حيث فشلت صفقة استحواذ تحالف ساويرس – بلتون، على %20 من أسهم المجموعة المالية هيرمس، بعد استجابة %9.5 فقط من أسهم هيرمس لعرض الشراء الذى قدمه التحالف، وذلك فى ظل ارتفاع قيمة السهم خلال فترة عرض الشراء، لتقترب بقوة من سعر عرض الشراء، حيث بلغ أعلى مستوى سعرى للسهم خلال فترة عرض الشراء 15.42 جنيه، مقارنة بـ16 جنيها لسعر عرض «ساويرس – بلتون».

أما حال شركة القاهرة للاستثمار، فقد لقى عرض الشراء الذى قدمته شركة هكسلاى التابعة لمجموعة أبراج للاستحواذ على شركة القاهرة للاستثمار، استجابة ضعيفة جدًا، أو شبه منعدمة من المساهمين فى السوق، وذلك فى ضوء تجاوز سعر السهم فى السوق القيمة المحددة فى عرض الشراء ما ترتب عليه فشل عرض الشراء، علمًا بأن حملة 2497 سهمًا بشركة القاهرة كانوا قد عرضوا أسهمهم للبيع خلال عرض الشراء، ثم سحبوها مرة أخرى بعد ارتفاع سعر السهم فى السوق، لتبلغ نسبة الأسهم المستجيبة لعرض الشراء %0.07 من أسهم الشركة.

وقال خبراء سوق المال، إن سعر عرض الشراء هو اللاعب الرئيسى فى نجاح صفقات الاستحواذ، مؤكدين أنه يجب أن يكون سعر العرض أعلى بـ%20 عن سعر السهم السوقى كحد أدنى لضمان نجاح الصفقة.

وأكدوا أن قبول أو رفض المساهم عرض الشراء المقدم له يتوقف على عدة أمور أبرزها، توقيت التقدم بعرض الشراء، ونسبة الأسهم المستهدفة، إلى جانب سعر العرض الذى يجب أن يكون مرتفعًا بنسبة كبيرة.

وأشار الخبراء إلى أن توجهات مجالس إدارات الشركات المستهدفة بعرض الشراء تؤثر إلى حد ما على قرار مساهمى شركاتهم، خاصة فى ظل عدم امتلاك الكثير من المساهمين ثقافة تقييم عروض الشراء والأسهم بمفردهم، واعتمادهم بشكل كبير على مجالس إدارات شركاتهم.

قال أيمن أبوهند، مدير الاستثمار بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، إن من مبادئ التقدم بعرض للاستحواذ على شركة ما، عدم الإعلان عن خبر الاستحواذ حتى التقدم بشكل رسمى للشركة المستهدفة، وذلك يرجع إلى تأثير التسريب على سعر السهم المستهدف، حيث يؤدى ذلك إلى ارتفاع سعر السهم السوقى بشكل كبير.

وأضاف أن ارتفاع سعر السهم المستهدف فى السوق قبل وأثناء تقديم عرض الشراء يؤدى بشكل كبير إلى فشل الصفقة المستهدفة، خاصة فى حال عدم الاتفاق بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، على أن المستثمر المتقدم بعرض الشراء يمتلك خيارين فقط، فى حال ارتفاع سعر السهم السوقى على سعر العرض، أولهما إعادة هيكلة عرض الشراء بشكل يجعله مغريا لمساهمى الشركة المستهدفة، وثانيهما تحديد مدى قدرة المستثمر على تخفيض نسبة الربح المستهدفة.

وأكد أبوهند، أن ارتفاع سعر السهم السوقى على سعر عرض الشراء ليس المعيار النهائى فى فشل الصفقة، مشيرًا إلى أن قبول مساهمى الشركة لسعر السهم بعرض الشراء يتوقف على عدة عناصر أبرزها طبيعة المساهم سواء كان طويل الأجل أو قصير الأجل وسعر اقتنائه للسهم المستهدف.

ولفت مدير الاستثمار بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، إلى وجود دور لمجالس إدارات الشركات المستهدفة فى التأثير على قرار مساهمى شركاتهم فى قبول أو رفض عرض الشراء المقدم لهم، حيث لا يمتلك العديد من المساهمين بمصر ثقافة تقييم عروض الشراء بمفردهم، وتحديد مدى الاستفادة العائدة عليهم فى حال موافقتهم على سعر السهم بعرض الشراء، وهو الأمر الذى يؤدى إلى استعانتهم بنصائح مجالس الإدارات المرتبطة بموقفها من عرض الشراء نفسه.

وأشار أبوهند، إلى تأثير الضرائب المفروضة على الأرباح الرأسمالية والتوزيعات النقدية فى البورصة على قرار المساهمين بقبول أو رفض عرض الشراء، موضحًا أنه فى حال ارتفاع سعر السهم السوقى عن سعره بعرض الشراء سيقوم المساهم المالك لأسهم الشركة المستهدفة باحتساب قيمة الضريبة المفروضة ضمن تكاليف اقتنائه للسهم، وخصمها من سعر البيع، خاصة فى حال اقتناء السهم منذ فترة بعيدة.

وربط مدير الاستثمار بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، بين سعر السهم بعرض الشراء والنسبة المستهدفة، مؤكدًا وجود علاقة طردية بينهما، حيث يجب زيادة سعر السهم بعرض الشراء على سعر السهم الوقى بنسبة لا تقل عن %20.

من جانبه قال عمرو الألفى، مدير إدارة البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن الظروف المحيطة والملابسات الخاصة بعرض الشراء هى التى تحدد احتمالات نجاح الصفقة من عدمها.

وأضاف أن ارتفاع سعر السهم السوقى مقارنة بسعر عرض الشراء، وذلك بعد تقديم عرض للاستحواذ على نسبة من أسهم إحدى الشركات لا يؤدى إلى فشل الصفقة، خاصة فى حال اقتراب النسبة المستهدفة من %100 من أسهم الشركة.

وأكد مدير إدارة البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، وجود بعض العناصر التى تؤدى إلى نجاح صفقة للاستحواذ حتى فى حال اقتراب سعر السهم السوقى من سعر العرض وأبرزها ارتفاع نسبة الأسهم المستهدفة، وطبيعة المستثمر مقدم عرض الشراء التى يفضل أن يكون مستثمرا استراتيجيا.

وأوضح الألفى، أن العناصر المطلوب توافرها لنجاح عرض الشراء، ارتفاع سعر السهم بالعرض عن سعر السهم السوقى بنسبة لا تقل عن %20.

وأشار مدير البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إلى ضرورة توافق عرض الشراء مع رؤية مجلس إدارة الشركة المستهدفة، موضحًا أن اتفاق مقدم العرض من مجلس الإدارة يساهم فى تعزيز فرص نجاح صفقة الاستحواذ.

ولفت إلى أن خوف المساهمين من حدوث مشكلات فى إدارة الشركة عند اختلاف الرؤى الخاص بمقدم العرض ومجلس إدارة الشركة المستهدفة، قد يؤدى إلى عدم تقبل عرض الشراء بناء على موقف مجلس إدارة الشركة.

وألمح إلى إمكانية نجاح الصفقة فى ظل اختلاف أو رفض مجلس إدارة الشركة المستهدفة، وذلك حال ارتفاع نسبة الأسهم المستهدفة وسعر العرض.

وقال ولاء حازم، مدير الاستثمار بشركة إتش سى لتداول الأوراق المالية، إن ارتفاع سعر السهم السوقى بعد التقدم بعرض شراء لا يعنى بالضرورة فشل الصفقة، فهناك معايير أخرى تؤخذ فى الحسبان عند تحديد مدى نجاح عرض الشراء فى إغراء مساهمى الشركة المستهدفة.

وأضاف أنه من البدهى أن يؤدى التقدم بعرض شراء نسبة ما من إحدى الشركات المقيدة، إلى ارتفاع سعر أسهمها السوقى، واقترابه بشكل كبير من سعر عرض الشراء، ضاربًا المثل بما حدث فى صفقة استحواذ تحالف ساويرس – بلتون على %20 من أسهم المجموعة المالية حيث ارتفع سعر السهم السوقى بنسبة كبيرة بعد تسرب خبر نية الاستحواذ.

وأكد مدير الاستثمار بشركة إتش سى لتداول الأوراق المالية، أن نجاح العرض يتوقف على مدى تقبل المساهمين سعر عرض الشراء، حيث يحدد كل مساهم نسبة الربح الخاصة به حال موافقته على عرض الشراء.

وضرب حازم مثالا يؤكد عدم تأثير ارتفاع سعر السهم السوقى بعد التقدم بعرض شراء لشركة ما، وأبرز تلك الأمثلة استحواذ بنك قطر الوطنى على أسهم بنك الأهلى سوسيتيه جنرال، بالإضافة إلى صفقة استحواذ أوليمبيك جروب، حيث ارتفعت أسهم تلك الشركات بعد إعلان عرض الشراء، ولم تؤثر على نجاح الصفقة.

وأوضح مدير الاستثمار بشركة إتش سى لتداول الأوراق المالية، وجود تأثير لتوجهات مجالس إدارات الشركات المستهدفة، على قرار مساهميها سواء كانت بالإيجاب أو بالرفض، مشيرًا إلى أن توجه مجلس إدارة الشركة إلى رفض أو قبول عرض الشراء المقدم لا يلزم مساهمى الشركة عند اتخاذهم قرارهم الاستثمارى الذى يتوقف على مدى اقتناع المستثمر بعرض الشراء وبنوده.

وقلل حازم، من تأثير طبيعة المستثمر على قرار قبول أو رفض عرض الشراء المقدم، وذلك بسبب اختلاف تقييمات المساهمين من شخص لآخر، مؤكدًا أن زيادة نسبة الأسهم المستهدفة تؤدى إلى نجاح الصفقة بشكل كبير.

من جانبه قال أيمن حامد، العضو المنتدب لشركة النعيم القابضة، إن نجاح عروض الاستحواذات يتوقف بشكل أساسى على السعر المقدم بالعرض، وتوقيت الإعلان عنه، فضلاً عن وضع الشركة المراد الاستحواذ عليها المادى والإدارى.

وأشار إلى أنه على سبيل المثال فشل العرض المقدم من تحالف «ساويرس – بلتون» للاستحواذ على %20 من أسهم المجموعة المالية هيرمس قد يرجع إلى التوقعات الإيجابية من قبل المستثمرين بارتفاع سعر السهم بما يزيد على السعر المقدم بعرض الاستحواذ، خاصة مع تقييم المستشار المالى المستقل لسعر السهم بما يزيد على 22 جنيهًا فى الوقت الذى بلغ فيه سعر العرض 16 جنيها.

ورأى العضو المنتدب لشركة النعيم القابضة، أن توقعات المستثمرين الأفراد باعتزام مقدم العرض بتقديم عرض شراء جديد بسبب ارتفاع سعر السهم يؤدى أيضًا إلى فشل عروض الاستحواذ مثلما حدث بعرض الشراء الذى قدمه تحالف «ساويرس – بلتون»، للاستحواذ على %20 من أسهم المجموعة المالية هيرمس.

ولفت إلى أن تأثير فشل أى عرض استحواذ ينعكس سلبًا على سعر تداول السهم بالسوق على المدى الزمنى القصير، إلا أنه على المدى المتوسط سيكون تأثيره إيجابيًا، حيث سيعطى انعكاساً عن تمسك المستثمرين بالسهم، فضلاً عن تقييم المستشار المالى المستقل الذى يعطى انطباعًا بقدرة السهم على الارتفاع.

وقال حامد، إن تراجع إقبال المستثمرين على تنفيذ عرض الشراء الإجبارى المقدم من شركة هكسلاى هولدنج ليمتد التابعة لمجموعة أبراج كابيتال للاستحواذ على %100 من شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، يعود فى الأساس إلى أن هيكل ملكية الشركة لمجموعة محدودة من المستثمرين الاستراتيجيين هم اللاعبون الرئيسيون فى نجاح العرض من عدمه طبقًا لاتفاقات مسبقة.

فى سياق مواز، أرجع عمر رضوان، المدير التنفيذى لقطاع إدارة الأصول بشركة إتش سى للأوراق المالية، فشل عرض ساويرس بلتون للاستحواذ على %20 من أسهم المجموعة المالية هيرمس وضعف الاستجابة لتنفيذ عرض الشراء الإجبارى لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارى، إلى النظرة المتفائلة من المستثمرين بتحرك سوق الأوراق المالية، وقدرة السهم على تجاوز سعر العرض خلال فترة قصيرة.

واستبعد أن ينعكس فشل الاستحواذات سلبًا على أسعار الأسهم فى السوق، حيث إن تأثير العرض سيكون لفترة قصيرة جدًا، وسرعان ما يعاود السهم الارتفاع مجددًا، خاصة مع النظرة الإيجابية للمساهمين لتحسن الأوضاع الاقتصادية بالبلاد وعودة سوق الأوراق المالية لحالتها الطبيعية.

وأشار رضوان إلى أن توقيت الإعلان عن تلك الاستحواذات لعب دورًا مهمًا فى فشلها، خاصة مع بدء تحسن نظرة المستثمرين تجاه السهم، حيث إنه على سبيل المثال فى حال تقديم تحالف ساويرس – بلتون، لعرض الشراء جزءا من أسهم المجموعة المالية هيرمس منذ عام، كان سيلاقى إقبالاً شديدًا بسبب النظرة السلبية التى كانت تخيم على السوق. 

جريدة المال

المال - خاص

12:38 م, الأربعاء, 6 أغسطس 14