وصل سعر النحاس إلى 10000 دولار أمريكي للطن للمرة الأولى منذ عامين، مع تزايد التكهنات بأن المناجم في العالم ستكافح من أجل تلبية موجة الطلب القادمة من الصناعات الخضراء، بحسب وكالة بلومبرج.
واستعاد المعدن تلك العتبة، إذ أن الضغط التاريخي على المعروض يهدد بتعريض السوق لعجز كبير، ويسود المستثمرون تفاؤل متزايد بشأن الطلب.
الطلب الصيني ضعيف
إحدى الرياح المعاكسة للارتفاع هي أن الطلب الصيني يبدو ضعيفًا بشكل مثير للقلق. وعزز المستثمرون في مراكز العقود الآجلة في بورصة لندن للمعادن رهاناتهم الصعودية إلى مستوى قياسي، في حين ارتفعت مبيعات الكيانات التجارية.
لكن تحديات العرض الأخيرة والتوقعات المتفائلة للاستخدام العالمي تشجع المضاربين على صعود النحاس مثل شركة بلاك روك ومجموعة ترافيجورا، اللتين تقولان إن المعدن سيتعين عليه القفز إلى أعلى من ذلك لتحفيز بناء مناجم جديدة.
ومن المقرر أن تكون هناك حاجة إلى ملايين الأطنان من الإمدادات الجديدة في السنوات المقبلة لاستخدامها في السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، وشبكات الطاقة الموسعة إلى حد كبير، حيث أصبح العثور على المناجم الرئيسية أكثر صعوبة، وأصبح بناءها أو توسيعها أكثر تكلفة.
شراء المنافسين بدلا من بدء مشاريع جديدة
يسلط العرض الضخم الذي قدمته مجموعة بي إتش بي لشراء شركة أنجلو أمريكان هذا الأسبوع الضوء على أن العديد من عمال المناجم يفضلون شراء المنافسين بدلاً من بدء مشاريع جديدة تمامًا.
وقال كولين هاميلتون، المدير الإداري لأبحاث السلع لدى شركة بي إم أوه كابتل ماركتس، عبر الهاتف من لندن: “يخبرك هذا أن بناء الأشياء مكلف للغاية”.
وتابع:”كان الجميع يتوقع أن الإمدادات ستحد من ارتفاع الأسعار في الوقت الحالي، لكن الأمر لم يحدث”.
وقالت أوليفيا ماركهام، التي تشارك في إدارة صندوق بلاك روك العالمي للتعدين، في مقابلة أجريت معها في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن النحاس سيحتاج إلى الوصول إلى 12 ألف دولار للطن لتحفيز الاستثمارات واسعة النطاق في مناجم جديدة وتفادي العجز المستقبلي.
وارتفعت العقود الآجلة للنحاس بما يصل إلى 1.7 في المائة إلى 10033.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2022.
وارتفعت الأسعار القياسية بنسبة 17 في المائة هذا العام. ارتفعت جميع المعادن في بورصة لندن للمعادن يوم الجمعة.
وكان التقدم هذا العام مدعوماً بالتفاؤل الحذر بشأن الاقتصاد العالمي، حتى مع تراجع توقعات انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وفي الصين، أكبر مستهلك في العالم، تجاوز النمو في الربع الأول التقديرات، مما ساعد على دعم الطلب.