أصبحت إيرادات السينما لبعض الأفلام حاليا تتخطى 100 مليون جنيه، حيث حقق فيلم كيرة والجن أرقاما قياسيا كبيرة في فترة قصيرة للنجمين أحمد عز وكريم عبد العزيز وتخطى 100 مليون جنيه فعليا.
استطلعت “المال”، أراء معنين بصناعة السينما، ويري البعض أن ارتفاع سعر تذكرة السينما سببا في تجاوز إيرادات السينما هذه الأرقام بجانب التوزيع الخارجي الذي يجلب عملة صعبة للفليم.
وكانت الأفلام المصرية في فترات سابقة لا تتجاوز هذا السقف وتقف أحيانا عند متوسط 30:40 مليون جنيه.
نادر عدلي : إيرادات السينما المرتفعة سببها ارتفاع سعر التذكرة
من جانبه، أوضح الناقد الفني نادر عدلي أن الأمر عبارة عن عرض وطلب في السوق السينمائي ، فهناك من يستطيع دفع قيمة التذكرة لآسرته واخرين لا .
وأكد أن وصول التذكرة لـ120 جنيها له تعني أن هناك شريحة من الطبقة المتوسطة تستطيع شراء هذه التذكرة ، وهو مايعتمد عليه الموزعين في تسويق الأفلام السينمائية .
وأضاف أن الأمر الآخر أن هذه الأفلام السينمائية تعرض معظمها داخل المولات التجارية بمصر ، مما يعني أن المتفرج الذي يذهب لشراء سلعة من مول ما او التنزه والفسحة في هذا المكان أصبح انتهاء هذا اليوم يتضمن مشاهدة فيلم سينمائي، وذلك سبب الرواج الموجود حاليا لهذه الأسعار الخاصة بالتذاكر.
ونوه عدلي إلى أن ارتفاع سعر تذكرة السينما لـ120 جنيها أمرا سلبيا حقيقيا ، لأن معظم الأفلام السينمائية ان لم تكن جميعها التي تعرض في المولات بهذه الأسعار هي أفلام تجارية صرفة ، ولاتهدف لتقديم الدور المفترض أن تلعبه السينما في وجدان الشعب حتى لو ادعت أنها أفلام وطنية لكنها في الأساس أفلاما سينمائية تجارية.
وأضاف: “وتأكيد هذا الأمر أن تلك الأفلام وجدت سوقا جيدا في المملكة العربية السعودية مما جعل ايرادات تلك الأفلام التجارية أصبحت نوعا من الرغبة لدى كل المنتجين والموزعين السينمائيين ، والأزمة التي نتجت عن هذه الأعمال التجارية أن كل الأفلام المتميزة والتي أطلق عليها وصف أفلام مستقلة لفظت من دور العرض السينمائي .
وتابع: “أصبح الموزع السينمائي يرفض تسويقها رغم مانفتخر به من كونها هي الأفلام التي تشارك وتعرض في المهرجانات العالمية ، وأكبر دليل على ذلك الأفلام الخمسة الأخيرة التي تعرض على منصة نتفليكيس.
وأشار إلى أن الأزمة الحقيقية هو أن السينما المصرية أصبحت تصنف لقسمين هما سينما الشباب التي لاتجد تمويلا وتقدم فنا حقيقيا وسينما أخرى للاستهلاك المحلي والعربي.
دعاء حلمي : تحقيق الأيرادات المرتفعة للأفلام المطروحة مؤخرا ماهي إلا فرق العملة
بدورها، ترى الناقدة دعاء حلمي أن منتجي وموزعي السينما يعون جيدا أن الأفلام يتم قرصنتها على الانترنت بمجرد طرحها في دور العرض السينمائي بمصر ، لذلك يقومون برفع أسعار التذاكر للسينمات لأنهم يدركون أن أول 3 أيام لعرض الفيلم السينمائي تشهد اقبال كبير من الأسر المصرية ، لكن بعد ذلك تقل قاعات العرض السينمائي من الحضور الجماهيري .
وأضاف أن تحقيق الإيردات المرتفعة للآفلام المطروحة مؤخرا ماهي إلا فرق العملة قبل تعويم الجنيه المصري وحاليا وذلك ، لأن تكلفة هذه الأفلام مثل كيرة والجن تخطت 120 مليون جنيه والفيلم يكاد يكون غطى تكلفته الإنتاجية بوصول ايراداته حاليا 100مليون جنيه ، لكن ذلك ليس معناه أن هناك إقبال كبير من الجمهور وإنما هذه الأرقام تحققت بسبب فرق العملة والتوزيع الخارجي للفيلم مثلما يفعل تامر حسني في فليمه الجديد بحبك يحاول تغطية نفقاته من خلال التوزيع الخارجي .
وأوضحت حلمي قائلة أن السعودية تقوم بشراء كل تاريخنا وأفلامنا السينمائية الحديثة ، بالإضافة أنها حاليا تمتلك كافة حقوق عرض هذه الأفلام على أي منصة رقمية ديجيتال وليس من حق صناع هذه الأفلام المصرية بيعها أو عرضها في أي منصة أو محطة دون إذن السينما السعودية.
وأضافت: “هذه كارثة حقيقية ستدمر صناعة السينما المصرية خلال السنوات القادمة وستصبح تابعة فقط للسينما السعودية ولن يكون لدينا أي تاريخ سينمائي من حقنا أن نتصرف فيه أو نستغله أو نعرضه في أي مكان أو منصة”.
وأوضحت أن سبب تحقيق أي فيلم مصري ايرادات كبيرة بالسعودية هو فرق العملة وليس الاقبال الجماهيري .
مصطفى كيلاني : رفع تذكرة السينما يقلل فرصة الجمهور على السينمات
وأوضح الناقد الفني مصطفى كيلاني أننا نعيش أزمة اقتصادية كبيرة ، لذلك رفع تذكرة لسينما يقلل فرصة اقبال كبير من الجمهور على السينمات ، لأنه لايمكن أن تدخل أسرة مصرية مكونة من 4 أفراد فقط السينما ب500 جنيه بالاضافة لشراء مأكولات أو مسليات أثناء مشاهدة الفيلم السينمائي .
وأضاف أن أضخم انتاجي سينمائي مؤخرا هو فيلم كيرة والجن ، لكنه رغم ذلك حقق ايرادات كبيرة في أيام العيد فقط وصلت ل2 مليون ونصف في اليوم واحد لكن بعد انقضاء العيد تقلصت ايراداته يوميا لمليون جنيه فقط برغم ضخامة انتاجه السينمائي ، وذلك لأن الجمهور لايستطيع تحمل تكلفة تذكرة السينما المرتفعة لـ120 جنيها .
ولفت كيلاني إلى أنه يجب الانتباه لأزمة فرض ضريبة على السينما بنسبة 42% منها ضريبة ملاهي قبل معرفة هل الفيلم السينمائي سيحقق ايرادات أم لا ، لذلك أغلب المنتجين يحجمون عن الانتاج السينمائي لأن الضرائب تحسب عليهم مقدما قبل تحقيق الفيلم أي ايرادات .
وتابع قائلا أن تذكرة السينما كانت وصلت لـ75 جنيها في المولات التجارية وسينمات جيدة للعرض ، لكن حينما يتضاعف السعر لـ120 جنيه ذلك يساهم سلبيا في تقليص الأعداد المقبلة على السينمات بدرجة كبيرة في مصر .