العائد يتراوح بين 47 و91 سنتًا لكل ألف زائر
المال ـ خاص
لجأ عدد من المواقع الإخبارية فى الفترة الأخيرة للاستعانة بمواقع اختصار الروابط فى نشر الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأبرزها موقع جوجل العالمى، والذى يتيح للناشر معرفة احصائيات دقيقة عن معدل زياراة كل رابط على حدة وتوزيع الزوار جغرافيا ونوعية المتصفح الذين قاموا بزيارة الخبر من خلاله وغيرها من الإحصائيات التى تساعدهم على متابعة حركة الزوار على كل خبر بشكل منفصل.
وفى إطار سعى المواقع الإخبارية لتعظيم أرباحها مستغلة معدل الترافيك الخاص بها، لجأ بعضها إلى استخدام مواقع شبيهة لجوجل مثل «Link Bucks»، الذى يتيح إمكانية اختصار الروابط إلى جانب الربح منها، حيث يضطر الزائر للانتظار لمدة 5 ثوانٍ قبل الدخول على الخبر الرئيسى يشاهد خلالها أحد إعلانات الشركات المتعاقدة مع الموقع اختصار الرابط، مقابل عائد مادى للناشر يتراوح من 47 إلى 91 سنتًا لكل ألف زائر.
قال عمرو محسن، المدير التنفيذى لوكالة «EGY Designer» للدعاية والإعلان، إن معظم هذه المواقع إن لم يكن جميعها، يدفع أربحا لعملائه، مشيرا إلى أن الهدف منها رفع الـ «Back Links» للمواقع بدلا من الدفع لجوجل أو أليكسا لرفعها.
وأوضح أن هذه المواقع غير مخالفة لسياسات جوجل أدسنس وفيس بوك، بدليل إمكانية استخدام الروابط المختصرة لجوجل على مواقع التواصل الاجتماعى.
وعن مدى تعارض استخدام المواقع الإخبارية لنظام الربح من الروابط المختصرة مع معدل قرائها، أكد أنه فى بداية ظهورها كانت تمثل إزعاجا للزائرين حيث كانت تعتمد على نظام الـ«Pop Up» فى إعلاناتها، ولكن مع ارتفاع حجم الإنفاق الإعلانى ابتكرت هذه المواقع طرق جديدة للربح وهى جعل القارئ مضطرا للانتظار بضع ثوان قبل تحويله للرابط الرئيسى للخبر، لافتا إلى أن القارئ اعتاد على رؤية هذه المواقع.
وعن نوعية المعلنين الذين يستخدمون هذه المواقع، قال إن كل الشرائح أصبحت تستخدم هذه المواقع فيما عدا الشركات الكبرى مثل بيبسى وكوكاكولا وشيبسى وشركات الاتصالات وغيرهم، وهناك قطاعات تعتمد عليها بشكل كبير مثل العقارات والسياحة وغيرهما، مؤكدًا أن الهدف من الإعلان على هذه المواقع تحقيق التواجد والانتشار.
وأوضح أن متوسط أسعار الربح من عدد الظهور لهذه المواقع فى مصر فقط من 47 إلى 91 سنتًا لكل ألف ظهور، مضيفا أنه على الرغم من انخفاض معدل الربح إلا أن المواقع التى تحقق ملايين الزيارات يوميا تستطيع تحقيق أرباحا هائلة من هذا النظام.
قال عمرو كيلانى، اخصائى الديجيتال ميديا بوكالة «Brand Worx» للإعلان، إن أى إعلان غير مبنى على الاستهداف هو إعلان عديم الفائدة، موضحا أن القارئ الذى يزور الرابط لقراءة خبر أو لتحميل ملف هو غير مهيأ نفسيا للانتظار لمدة 5 ثوان قبل تحويله إلى الرابط الأساسى، وبالتالى فإن الأموال التى ينفقها المعلن على هذه النوعية من الإعلانات تضيع هباء.
وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من مواقع اختصار الروابط مقابل الربح تندرج تحت بند «النصب» لعدم وجود نظام محاسبة دقيق وشفاف للأرباح وعدد الزيارات الحقيقى، وهناك مواقع أخرى تدفع أرباحا للناشرين بالفعل ولكن ضئيلة جدا.
وأوضح أن الزيارة الواحدة يتم حسابتها بسنت واحد فقط، وبالتالى يتطلب الأمر مئات الآلاف من الضغطات لتحقيق عائد مجزى فى الوقت الذى لا تمتلك فيه هذه المواقع عدد الإعلانات الكافى لهذا الكم، مضيفا أن نوعية المعلنين الذين يستخدمون هذه الروابط هم المعلنين أصحاب الشركات الصغيرة.
وأكد أن بعض هذه المواقع مخالفة لسياسات فيس بوك وجوجل أدسنس، وبعضها غير مخالف، لافتا إلى أن بعضها فى الأساس الهدف منه هو إرسال فيروسات لجهاز المستخدم.
قال أحمد الرفاعى، مدير وكالة «Egy Web» لحلول الويب، إن هناك من يستخدم هذه المواقع دون الحصول على مقابل مادى وهناك من يستخدمها من اجل الربح، نافيا أن تصنفها كمواقع نصب كما يصفها البعض.
وعن مدى تعارض استخدام هذه المواقع مع مصلحة المعلن والناشر خاصة أنها تكون مزعجة لزوار المواقع إلى حد ما وبالتالى قد تفقد هذه المواقع شعبيتها بالاعتماد على هذا النظام الربحى، أشار إلى أن الناشر لا يهمه سوى الحصول على المال لكنه يحاول معالجة المشاكل التى تنتج عن استياء البعض من نظام الانتظار 5 ثوان قبل التحويل للرابط الأساسى، وذلك بوقف النظام لفترة ثم إعادة استخدامه بعد فترة، موضحا أن القارئ فى النهاية هو ضحية المعلن والناشر فى نفس الوقت.
ولفت إلى إمكانية تراجع معدل قراء الجريدة بسبب هذا النظام، وهو ما يجب وضعه فى الاعتبار قبل استخدامه، مضيفا أن هناك أنظمة أخرى قد تتسبب فى تراجع معدل الزوار أيضا وهو كم الإعلانات الهائل الذى تضعه بعض المواقع بهدف زيادة معدل الأرباح، وهو ما يسبب إزعاجًا كبيرًا للزائرين، موضحا أنه من الممكن الاعتماد على عدد محدود من المساحات الإعلانية مقابل رفع قيمة الإعلان.
وعن نوعية المعلنين الذين يستخدمون هذه المواقع، أكد أنهم ممن يستهدفون الأشخاص الذين هم علاقة بمحتوى المقالات والأخبار فى مختلف المجالات سواء الرياضة أو السياسة أو الاقتصاد وغيرهم.