احتكار المطربين .. أزمات لا تنتهي في الوسط الغنائي

تعرض مؤخرًا المطرب محمد رشاد لأزمة كبيرة مع المنتج هاني محروس، وتسببت في مطالبته بدفع مبلغ 5 ملايين جنيه نظير تعاقده معه، وعدم قدرة رشاد على تسديد المبلغ

احتكار المطربين .. أزمات لا تنتهي في الوسط الغنائي
أحمد حمدي

أحمد حمدي

5:50 م, الأحد, 12 يوليو 20

كل فترة يتعرض مطرب مصري لأزمة معينة مع منتج أعماله الموسيقية، تتسبب في وقف نشاط المطرب فنيا تماما وابتعاده عن جمهوره، فتعرض مؤخرًا المطرب محمد رشاد لأزمة كبيرة مع المنتج هاني محروس، وتسببت في مطالبته بدفع مبلغ 5 ملايين جنيه نظير تعاقده معه، وعدم قدرة رشاد على تسديد المبلغ.

كما حدثت خلافات كبرى بين المنتجة سارة الطباخ والمطرب محمد الشرنوبي أيضا مؤخرا وصلت للقضاء، وأزمة أخرى لاتزال قائمة بين المطرب بهاء سلطان والمنتج نصر محروس، وتسببت في وقف بهاء عن ممارسة نشاطه الفني تماما.

شريف ضياء: الأزمة تحدث بسبب اختفاء المنافسة واحتكار شركتين للسوق

يقول المنتج الموسيقي شريف ضياء إن المنتج لم يعد يحقق مكاسب مادية كبيرة مثل السنين الماضية بسبب غياب مبيعات الكاسيت ، ورغم انه يحقق إيرادات من النغمات ومواقع السوشيال ميديا ايضا لكن ليس مشل الكاسيت .

وأكد أن صناعة الموسيقى كانت سابقا تهد تواجد شركات صغيرة بجانب الشركات الكبرى ، لذلك كانت هناك جو من المنافسة في السوق ويتم طرح ألبومات مختلفة وتنوعا، لكن حينما احتكر السوق شركتين كبيرتين فقط فاختفت المنافسة والصناعة أيضا، حيث كانت شركة هاي كواليتي مثلا تقدم 4 مطربين وشركة أخرى تطرح البومات لمطربين آخرين، لكن مع احتكار الشركات الكبرى للسوق لم يعد هناك منافسة ولم تتطور الصناعة .

وأوضح أيضا أن هذين الشركتين اصبحت متحكمة في السوق مثلما يحدث في بيروت بالنسبة لشركات الاتصالات لا توجد سوى شركتين فقط ويملكهما شخص واحد فقط، لذلك لا توجد منافسة ولا يقوم بتخفيض أسعار المكالمات للجمهور، مشيرا إلى أن هذه الأزمات بين المطربين والمنتجين تحدث بسبب مطالبة المنتج للحصول على 50 في المئة من إيرادات حفلات اللايف للمطرب الذي وقع عقدا معه في بدايته الفنية، فيرفض المطرب ذلك فتحدث الأزمة بعد أن يكون للأخير سعر في السوق.

ونوه إلى أن أي مطرب كبير يكتب في عقده مع المنتج “حفلين فقط في السنة” يحصل على إيراده المنتج، أما الصغار يكون مكتوب في عقودهم مع المنتجين “اللايف”، وذلك يؤثر عليهم فيما بعد حينما يصبحوا نجوما في السوق.

مجد القاسم: الأزمة بسبب تغير الزمن واختفاء مبيعات الكاسيت وعدم تحقيق المنتج عائد مادي كبير

بينما يرى المطرب مجد القاسم أن هذه الأزمات تحدث بسبب استعجال المطرب في بداية مشواره الفني في الحصول على خطوات سريعة من أجل الشهرة والنجاح ، فيقوم بالموافقة على جميع بنود العقد بينه وبينه المنتج في ذلك الوقت لانه يكون بمثابة الوسيلة والامل الوحيد لتقديمه بشكل جيد للجمهور .

وأوضح أنه بعد نجاح هذا المطرب ووصوله لمكانة معينة في الغناء، يشعر أنه تسرع في تنفيذ هذا العقد بينه وبين المنتج، وأن شروطه مجحفة بالنسبة له وتتسبب في تعطيله فنيا وليس تطوره.

ونوه القاسم أن بسبب ذلك تحدث أزمات بين المطرب والمنتج فيما بعد، وتصل لحد القضاء احيانا كثيرة بالاضافة ان المنتج لا يمكن اللوم عليه لان بتغير الزمن واختفاء الكاسيت من صناعة الموسيقى ادى ذلك لخسارة منتجين كثيرين وعدم تعويضهم ماديا من الإنتاج الموسيقي، لاسيما أن الايرادات التي كانت تتحقق من مبيعات شريط الكاسيت في الماضي أعلى بكثير من ايرادات يوتيوب وانغامي والكول تون وغيرها حاليا ، لذلك يطالب المطرب الذي وقف بجانبه في بداية مشواره بالبقاء في شركته وعدم تركه حتى يضمن تحقيق عائد كبير من وراءه بعد ان اصبح نجما مشهورا.

طارق الشناوي: هذه الأزمات عمرها من عمر فن الغناء بمصر

بينما يؤكد الناقد الفني طارق الشناوي أن الأزمات بين المنتجين والمطربين في صناعة الغناء موجودا منذ سنين طويلة.

وأعرب عن كون مطربين كبار تعرضوا لهذه الأزمات مع منتجي ألبوماتهم الغنائية، أمثال عمرو دياب وأنغام وشيرين عبدالوهاب.

ويضيف الشناوي أنه يحدث أحيانا من المنتج عملية تسقيع للمطرب في شركته، بمعنى يقوم المنتج بالتعاقد مع مطرب معين وإعطائه أموالا دون أن ينتج له أغنيات، بهدف تمهيد الطريق لظهور مطرب آخر في الشركة نفسها.

ولفت أيضا إلى أن هذه المشكلات الناجمة بين المطربين والمنتجين عمرها من عمر فن صناعة الغناء في مصر.