اجتماعات حكومية موسعة مع البعثة الفنية للاتحاد الأوروبي لمناقشة إجراءات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي

خلال اليوم الأول من أعمال بعثة الاتحاد الأوروبي رفيعة المستوى في مصر.

اجتماعات حكومية موسعة مع البعثة الفنية للاتحاد الأوروبي لمناقشة إجراءات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي
سمر السيد

سمر السيد

8:08 م, الأربعاء, 1 مايو 24

استضافت وزارة التعاون الدولي، عددًا من الاجتماعات مع الجهات الوطنية وأعضاء البعثة، لمناقشة الإجراءات والسياسات المتعلقة بآلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة، خلال اليوم الأول من أعمال بعثة الاتحاد الأوروبي رفيعة المستوى، وذلك في إطار الدور التنسيقي الذي تقوم به الوزارة لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، تحت مظلة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وما يحظى به الملف الاقتصادي من أهمية كبيرة في العلاقات المصرية الأوروبية، لاسيما في ضوء ما تنفذه الدولة المصرية من إجراءات لتعزيز مسار الإصلاح الاقتصادي والهيكلي بما يدفع تعافي الاقتصاد المصري ويحقق النمو الشامل والمستدام.

وعقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، اجتماعًا ثنائيًا مع أعضاء البعثة، كما تم عقد اجتماعات متتالية شارك فيها الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، و أحمد كجوك، نائب وزير المالية، والسفير عُمر أبوعيش، مساعد وزير الخارجية وأمين عام الأمانة التنسيقية لتنفيذ اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، والدكتورة جيهان صالح، مستشار رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، وأسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، و محمود السقا، مستشار رئيس الوزراء لبرنامج الطروحات الحكومية، و حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار، والدكتور محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، كما حضر من الاتحاد الأوروبي السفير كريستيان، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، وأعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي التي تختتم أعمالها اليوم.

وشهدت الاجتماعات مناقشات حول الإجراءات والجهود التي تقوم بها الدولة لدعم تعافي الاقتصاد المصري، والتغلب على التحديات التنموية، لاسيما على مستوى جهود الحماية الاجتماعية ودعم الفئات الأقل دخلًا، وكذلك إجراءات تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر وتمكين القطاع الخاص، وجهود تحسين مؤشرات المالية العامة، وتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية وإدارة الشركات المملوكة للدولة.

من جانبها أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أن الوزارة تعمل تحت مظلة رؤية الدولة المصرية، ومن خلال إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي، على تعزيز جهود الإصلاح الاقتصادي والهيكلي، من خلال العمل المشترك مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، مشيرة إلى أن المباحثات مع الجانب الأوروبي تتكامل مع الجهود المبذولة مع شركاء التنمية الأخرى وفي هذا الصدد فإنه يجري تنفيذ برنامج تمويل سياسات التنمية الذي يقوم على 3 ركائز رئيسية، تشمل تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال؛ وتعزيز قدرة الاقتصاد الكلي على الصمود؛ ودعم التحول الأخضر، لتعزيز خطط الإصلاح الهيكلي من خلال دعم الموازنة العامة للدولة.

وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن ترفيع مسار العلاقات المصرية الأوروبية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، يأتي بمثابة تتويج لتاريخ ممتد وعلاقات وثيقة بين الجانبين، موضحة أن المرحلة المقبلة في إطار العلاقات المصرية الأوروبية تعد مرحلة استثنائية لتعزيز جهود التنمية ودعم أولويات الدولة فيما يتعلق بتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وزيادة فرص مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد، وتعزيز دوره في جهود التنمية، من خلال العديد من المحاور من بينها تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، وتحسين حوكمة الشركات المملوكة للدولة، وتحسين كفاءة وفعالية إدارة الموارد العامة.

وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن حزمة تدخلات الحماية الاجتماعية الموجهة إلى 20 مليون مواطن لا تقتصر على الدعم النقدي فقط، بل تضم خدمات الرعاية الصحية للأطفال تحت سن 6 سنوات، والصحة الإنجابية للنساء، والالتحاق بالتعليم المدرسي، وتوفير بطاقة دعم سلعي وخبز، والتأمين الصحي، بالإضافة إلى إتاحة فرص التدريب المهني والفني، والحصول على تيسيرات لتنفيذ مشروعات متناهية الصغر، مع توفير تكافؤ لفرص الصحية والتعليمية. وقد راعت الدولة حقوق الفئات الأولى بالرعاية مثل النساء المعيلات، وكبار السن، وذوي الإعاقة، والأطفال فاقدي الرعاية.

وتمت الإفادة بتوجه الوزارة نحو التنسيق الفعال مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة الرقابة الإدارية بهدف توحيد قواعد البيانات وتطوير تكنولوجيا المعلومات سياسة إلزامية من أجل حوكمة استحقاقات الدعم والمزايا، ونستخدم سبل علمية متنوعة للتحقق من استهداف المستحقين، كما تحرص الوزارة على إعداد برامج تمكين اقتصادي وتوفير فرص عمل لشباب ونساء الأسر المستفيدة، حتى يمكن تخريجهم تدريجياً ومرحلياً من الفقر للإنتاج وتحسين جودة حياتهم وأسرهم، وتتنوع فرص التشغيل لتشمل أنماط اقتصادية متعددة سواء على المستوى الفردي أو الوحدات الإنتاجية والمشروعات الجماعية بالقرى، أو على مستوى التعاونيات الإنتاجية، أو على مستوى اقتصاد الرعاية والاقتصاد الإبداعي.

كما أكدت القباج على أهمية الشراكة مع المجتمع المدني وتوحيد قواعد بيانات المستفيدين من المزايا الاجتماعية تحقيقاً لممارسات الشفافية والعدالة وعدم ازدواجية الخدمات. وبالمثل تم التأكيد على أهمية توثيق العلاقة مع القطاع الخاص، والتوسع في الشراكات معه، بهدف تعظيم المسئولية المجتمعية والعمل على تنمية الموارد الخاصة بتدخلات الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي.

ومن جانبه تطرق نائب وزير المالية، إلى الإجراءات التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية بما يدعم الاقتصاد القومي، والجهود المنفذة بما يعزز فعالية الدور الذي يقوم به القطاع الخاص لتحقيق التنمية، وتحسين المنافسة بين القطاعين الحكومي والخاص، كما تناول جهود الدولة لتنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل، موضحًا أن الدولة أقرت خطة متكاملة للإصلاح الاقتصادي تتضمن تبنى حزمة متكاملة ومتسقة من السياسات والتدابير والإصلاحات الهيكلية التي من شأنها تحفيز مسار النمو المرتفع والمستدام.

واستعرض السيد/ حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، الإجراءات التي تقوم بها الدولة لتيسير الإجراءات المطلوبة لتأسيس الشركات، وتحسين بيئة الأعمال لمختلف أنواع الشركات، والتوسع في منح الرخصة الذهبية التي تعتبر رخصة جامعة لمختلف التصاريح المطلوبة لتأسيس الشركات وإدارتها وتشغيلها، بغرض التيسير على المستثمرين وتحسين بيئة الأعمال، موضحًا الرخصة الذهبية تحركًا بين العديد من الإجراءات والخطوات الأخرى التي تقوم بها الدولة باستمرار لتشجيع الاستثمارات وزيادة جهود تمكين القطاع الخاص. كما تناول استعدادات انعقاد مؤتمر الاستثمار المشترك مع الاتحاد الأوروبي المقرر له خلال يونيو المقبل.

من جانبه عرض الدكتور محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، استراتيجية ومحاور عمل جهاز حماية المنافسة، والاستراتيجية الوطنية لدعم سياسات المنافسة والحياد التنافسي، والخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية في هذا الشأن من أجل حماية حرية المنافسة وتحسين مناخ الاستثمار، والتعديلات التشريعية التي تمت لدعم سياسات المنافسة وتأثيرها الإيجابي على مناخ الاستثمار في مصر، وتحسين وضع مصر بالمؤشرات الاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الدولية المختلفة.

جدير بالذكر أن القاهرة استضافت، خلال مارس الماضي، قمة مصرية أوروبية تاريخية شهدت توقيع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ورئيسة المفوضية الأوروبية، إعلان ترفيع مسار العلاقات المشتركة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما تضمنت الإعلان عن حزمة تمويلية لدعم الاقتصاد المصري من الاتحاد الأوروبي بقيمة 7.4 مليار يورو.