أكدت شركات مكونات وقطع غيار السيارات المكسيكية ، أن فروعها المنتشرة فى العديد من مدن أمريكا الشمالية من المتوقع أن تحقق مبيعات قياسية هذا العام، بفضل موافقة مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع على اتفاقية تجارة حرة جديدة USMCA تضم الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا.
ذكرت وكالة بلومبرج أن مجلس الشيوخ وافق بأغلبية ساحقة على اتفاقية «USMCA» التجاري الجديد لأمريكا الشمالية فى منتصف الشهر الجارى، يعيد صياغة قواعد التجارة مع كندا والمكسيك.
من المتوقع أن يوافق البرلمان الكندى على الاتفاقية الجديدة التى تحل محل اتفاقية النافتا التى تم تطبيقها منذ عام 1994، التى تفرض على شركات السيارات استخدام المزيد من المكونات المحلية فى إنتاجها لتصبح مؤهلة للانضمام لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «USMCA».
كان يتعين على شركات السيارات رفع نسبة المكون المحلى خلال الأعوام الماضية من %62.5 إلى %75 ما جعلها تواجه تحديات لإعادة تنظيم خطوط الإنتاج أثناء الفترة الانتقالية التى حاولت فيها رفع هذه النسبة.
من المقرر أن تحل هذه الاتفاقية الجديدة «USMCA» محل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «النافتا NAFTA» التى دامت 25 عاما، التى أسقطت معظم الحواجز التجارية، أدت إلى زيادة التجارة رغم أن ترامب وغيره من النقاد ألقوا باللوم عليها لأنها شجعت الشركات الأمريكية على نقل مصانعها إلى الجنوب من الحدود، للاستفادة من العمال المكسيكيين أصحاب الأجور المنخفضة.
أعلن ألبيرتو بوستامانت، رئيس التجارة الخارجية لرابطة صناعة مكونات السيارات «INA»، عن أن ثلاث شركات سيارات صينية تخطط للانتقال إلى المكسيك للاستفادة من اتفاقية «USMCA» الجديدة، التى تعفيها من الرسوم الجمركية والتى تساعد فى تعزيز إنتاج المكونات.
تتوقع رابطة «INA» مبيعات مكونات السيارات مع نهاية العام الحالى إلى أكثر من 102 مليار دولار لأول مرة فى تاريخها، ارتفاعا من 99 مليار دولار العام الماضى.
رغم أن الاقتصاد المكسيكى كان على حافة الركود خلال العام الماضى مع هبوط مبيعات وإنتاج السيارات وصادراتها ومن المتوقع أن تواصل الانخفاض هذا العام إلا أن صناعة مكونات السيارات المحلية ومنها راسينى، ونيمارك، والشركات الأجنبية العاملة فى مدن المكسيك، مثل «جوديير» و»بيريللى» سجلت نموا بأكثر من %2.2 فى 2019.
كانت اتفاقية «USMCA» تستهدف فى البداية تقليص خروج شركات السيارات فى الولايات المتحدة وكندا، من خلال فرض إنتاج % 40 من السيارات الخفيفة و %45 من الشاحنات الخفيفة من الدول ذات الأجور المرتفعة التى تدفع لعمال المصانع 16 دولارًا على الأقل فى الساعة.
يرى ميجيل إيليزالد، رئيس رابطة شركات المركبات الثقيلة « ANPACT» فى المكسيك، أن الاتفاقية الجديدة تؤدى لصعوبات مع الموردين لأنها تتطلب نسب محددة من الألومنيوم والحديد فى مكونات السيارات، لكن شركات تصنيع السيارات المكسيكية تؤكد أنها قادرة على الاستحواذ على 55 – 60 % من السوق المحلية.
يتفق كينيث سميث، كبير المفاوضين التجاريين للمكسيك خلال عامى (2017 و2018)، على أن الشروط الجديدة فى اتفاقية « USMCA » تمثل تحديات صعبة لشركات السيارات فى أنحاء أمريكا الشمالية، وأنها ليست جيدة للدول الثلاث الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، لأن منتجات الحديد المتخصصة تصبح أعلى سعر لصناعة السيارات، غير أنه بعد موافقة واشنطن فإنها ستكون مربحة للمستثمرين والمصدرين المكسيكيين.
من الشركات الأجنبية التى تسعى للاستفادة من الاتفاقية الجديدة تويوتا موتور اليابانية، أكبر شركة سيارات فى العالم، التى أعلنت هذا الأسبوع عن أنها تنقل مصانعها التى تنتج شاحنات البك آب الخفيفة تاكوما من الولايات المتحدة، مع نهاية العام المقبل إلى المكسيك لتركز على التصدير لأنحاء أمريكا الشمالية بدون رسوم جمركية.
أعلنت شركة تويوتا عن أنها ستوقف إنتاج طرازات تويوتا سيكوايا فى ولاية إنديانا الأمريكية بحلول 2022، وتنقل هذا الإنتاج إلى تكساس كما تركز على إنتاج الموديلات الرياضية متعددة الأغراض SUV متوسطة الحجم والمينى فان.
كانت شركة تويوتا تنتج شاحنات تاكوما الخفيفة فى مصنعها بمدينة باجا فى المكسيك منذ 2004، وبدأت الشهر الماضى فى تجميع هذه الشاحنات فى مصنعها فى مدينة جواناجواتا المكسيكية، الذى ينتج شاحنات تاكوما بطاقة 266 ألف وحدة سنويا، بينما بلغت مبيعاتها فى الولايات المتحدة 249 ألف شاحنة خفيفة من تاكوما العام الماضى، بزيادة %1.3 عن عام 2018.
قالت شركة تويوتا إن نقل مصانعها إلى المكسيك يساعد على تحسين سرعة التشغيل، وتعزيز المنافسة وتحويل مصانع التجميع فى أمريكا الشمالية إلى المكسيك، بفضل الاتفاقية الجديدة التى تضمن لشركات السيارات إنتاج شاحنات البيك آب فى المكسيك دون أن تتعرض لرسوم جمركية عقابية.