اتحاد «ACEA»: هبوط مبيعات المركبات فى أوروبا بأكثر من 39.5 % خلال النصف الأول

مع استمرار انتشار «كورونا» وإغلاق المصانع ومعارض البيع

اتحاد «ACEA»: هبوط مبيعات المركبات فى أوروبا بأكثر من 39.5 % خلال النصف الأول
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

5:53 ص, الأحد, 19 يوليو 20

أعلن اتحاد صناعة السيارات الأوروبية «ACEA» أن مبيعات السيارات هوت فى معظم دول أوروبا بأكثر من %39.5 خلال النصف الأول من العام الجارى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى.

وذكرت وكالة رويترز أن مبيعات السيارات هبطت خلال الستة شهور الأولى من العام الجارى؛ بسبب انتشار وباء فيروس كورونا الذى أدى إلى إغلاق المصانع ومعارض البيع وتطبيق إجراءات العزل العام على الناس، ومطالبتهم بالبقاء فى بيوتهم بهدف الحد من انتشار العدوى من مرض كوفيد 19.

وجاء فى تقرير من اتحاد «ACEA» صدر هذا الشهر أن مبيعات السيارات الجديدة تراجعت فى يونيو الماضى بأكثر من %24 مقارنة بنفس الشهر من عام 2019 لتنخفض إلى 1.1 مليون وحدة فى الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبى وبريطانيا ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية «EFTA»، بينما تراجعت المبيعات فى مايو بحوالى %56.8 على أساس سنوى.

وانخفضت المبيعات فى جميع الأسواق الأوروبية ومنها ألمانيا بحوالى %32.3 وفى إسبانيا بنسبة %36.7 وإيطاليا بأكثر من %23 والبرتغال %56.2 بينما زادت فى فرنسا بنسبة %1.2 خلال يونيو الماضى، بفضل برامج تحفيز الحكومة للسيارات منخفضة الانبعاثات والتى تم تطبيقها منذ بداية ذلك الشهر.

وتراجعت مبيعات كبرى شركات السيارات فى أوروبا خلال شهر يونيو الماضى، ومنها فولكس فاجن جروب الألمانية بانخفاض %26 وبيجو ستروين جروب الفرنسية بنسبة %29.6 ورينو الفرنسية بأكثر من %16 بينما انحفضت مبيعات السيارات الفاخرة بحوالى %26 لشركة BMW وأكثر من %19 لمرسيدس.

وأكد رالف براندستاتر رئيس قسم العلامات التجارية فى مجموعة فولكس فاجن، أنه تم وقف أى تعيينات جديدة حتى نهاية العام الجارى مع تفاقم عدد الوفيات والإصابات فى أوروبا ليقترب حاليا من 200 ألف ضحية و3 ملايين مريض.

ورغم الانتعاش الطفيف فى الطلب على السيارات خلال الأسابيع القليلة الماضية، قال براندستاتر إن المبيعات خلال هذا العام مازالت أقل مما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة الصحية التى سببها وباء فيروس كورونا.

وأوضح براندستاتر أن فولكس فاجن تواجه ضغوط ارتفاع التكاليف الأساسية مع هبوط الإيرادات بصورة حادة بسبب تراجع المبيعات طوال الشهور الستة الماضية، وفى نفس الوقت يوجد جزء كبير من التكاليف الثابتة، خاصة أجور العاملين وهذا هو سبب عدم تعيين أى عاملين جدد هذا العام للحد من هذه التكاليف.

ومع ذلك يرى بيرند أوستيرلوه، رئيس مجلس الأعمال فى مجموعة فولكس فاجن، أنه رغم عدم تعيين عمال جدد فإنه يجب منح تحفيزات قوية للاحتفاظ بالعمالة الحالية، خاصة مع خفض الإنتاج فى مصنع ولفسبرج من 700 ألف سيارة مستهدفة هذا العام إلى 500 ألف وحدة فقط علاوة على أن مصنع ولفسبرج لا يستطيع أن ينتج 3 آلاف سيارة يوميا حاليا، بسبب خفض عدد نوبات العمل من 3-4 نوبات إلى نوبتين فقط فى اليوم.

وعكس ذلك، فقد ارتفع إنتاج مصانع السيارات الأمريكية فى يونيو الماضى بأكثر من %7 للشهر الثانى على التوالى بعد زيادته بحوالى %4 فى مايو عقب إعادة فتح المصانع ومعارض البيع، إلا هذا الانتعاش الطفيف فى نشاط التصنيع تأثر سلبا بتزايد انتشار العدوى من فيروس كورونا بين الأمريكيين ليقترب من 140 ألف وفاة، وإصابة أكثر من 3.6 مليون حالة.

وإذا كانت الشركات والمصانع استأنفت نشاطها الصناعى خلال الشهرين الماضيين بعد إغلاقها منذ منتصف مارس للحد من انتشار العدوى من مرض كوفيد 19 إلا أن ظهور عدوى جديدة من وباء كورونا، ولاسيما فى المدن المزدحمة فى جنوب وغرب الولايات المتحدة جعل السلطات تعيد الإغلاق مرة أخرى أو تمنع استئناف نشاط مصانعها.

وانكمش إنتاج المصانع الأمريكية – الذى يساهم بحوالى 11% من الاقتصاد الأمريكى – بنسبة %47 خلال الربع الماضى، بسبب تفاقم انتشار العدوى بينما كان الانخفاض فى الربع الأول من هذا العام بحوالى %5.5 فقط لأن العدوى من الفيروس كانت طفيفة خلال الثلاث شهور الأولى من العام الجارى.

ويتوقع خبراء الاقتصاد هبوط إنفاق شركات السيارات الأمريكية خلال الربع الماضى للربع الخامس على التوالى، لأن سلاسل الإمدادات العالمية للمصانع مازالت هشة بسبب الوباء، كما أن الطلب على البترول ضعيف مما سيؤدى إلى خفض أسعار البترول وبالتالى إلى تقليص إنفاق شركات التنقيب عن البترول.

وارتفع إنتاج شركات السيارات وقطع الغيار بنسبة %105 فى يونيو الماضى بعد زيادته %120 فى مايو بالمقارنة مع الإنتاج فى أبريل الماضى، بسبب الإغلاق والحظر العام فى الولايات المتحدة، ولكن هذا الإنتاج مازال أقل بحوالى %25 من المستوى الذى كان عليه قبل ظهور وباء كورونا.

ولكن شركة تيسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية انتعشت مبيعاتها خلال الربع الثانى من العام الجارى لترتفع إلى حوالى 90.7 ألف وحدة بزيادة كبيرة عن توقعات المحللين التى توقفت عند 70 ألف مركبة فقط، ولكنها تقترب برغم وباء فيروس كورونا من مبيعات نفس الربع فى العام الماضى، والتى وصلت إلى أكثر من 95 ألف وحدة.

وأكد المحللون أن تيسلا باتت أول شركة سيارات تسجل أرباحا للربع الرابع على التوالى، بينما أعلن الملياردير إيلون ماسك مؤسس وصاحب الشركة أن تيسلا أصبحت أغلى شركة سيارات فى العالم مع ارتفاع قيمتها السوقية إلى حوالى 250 مليار دولار خلال شهر يوليو الجارى.

ورغم أن وباء كورونا ظهر أصلا فى الصين منذ نهاية ديسمبر 2019 إلا أن حكومة بكين استطاعت احتواء الفيروس منذ بداية أبريل الماضى، لينتعش اقتصادها مرة أخرى لدرجة أن إجمالى مبيعات السيارات ارتفع بأكثر من %11.6 خلال شهر يونيو الماضى ليتجاوز 2.3 مليون وحدة بفضل الطلب القوى على الشاحنات وغيرها من المركبات التجارية مع تزايد إنفاق حكومة بكين على البنية التحتية، لتعزيز نمو اقتصادها الذى تعرض لتباطؤ شديد خلال الثلاث شهور الأولى من العام الحالى بسبب الوباء.

وارتفع إجمالى مبيعات السيارات فى يونيو الماضى للشهر الثالث على التوالى، مما يدل على تعافى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم بعد تدابير الحظر والإغلاق بسبب انتشار العدوى من وباء كورونا خلال الربع الأول من العام الجارى، ثم تعافت المبيعات خلال الربع الماضى مع توقف الإصابات والوفيات من مرض كوفيد 19.