اتحاد شركات التأمين المصرية: الاقتصاد السلوكي مفتاح لفهم قرارات شراء الوثائق

يساعد شركات التأمين على تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لتعزيز الوعي التأميني

اتحاد شركات التأمين المصرية: الاقتصاد السلوكي مفتاح لفهم قرارات شراء الوثائق
مروة صلاح

مروة صلاح

12:47 م, الأحد, 2 مارس 25

أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الصادرة اليوم الأحد 2 مارس 2025، أن الاقتصاد السلوكي يلعب دورًا جوهريًا في تشكيل قرارات الأفراد بشأن شراء وثائق التأمين، مشيرًا إلى أن الفهم العميق للعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على سلوك المستهلك يمكن أن يساعد شركات التأمين على تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لتعزيز الوعي التأميني وزيادة معدل انتشار المنتجات التأمينية في السوق.

الاقتصاد السلوكي مقابل الاقتصاد التقليدي

أوضح الاتحاد أن الاقتصاد السلوكي يختلف عن الاقتصاد التقليدي الذي يفترض أن الأفراد يتخذون قراراتهم بعقلانية تامة لتحقيق أقصى منفعة ممكنة، فعلى العكس، يرى الاقتصاد السلوكي أن البشر غالبًا ما يتأثرون بالانحيازات المعرفية والعواطف، ما يؤدي إلى قرارات قد لا تكون مثالية من منظور اقتصادي بحت، مثل تأجيل شراء التأمين أو تجنبه تمامًا رغم أهميته في تقليل المخاطر المستقبلية.

العوامل المؤثرة في قرارات شراء التأمين

وأشار الاتحاد إلى أن عدة عوامل نفسية وسلوكية تؤثر على قرارات المستهلكين عند شراء وثائق التأمين، من أبرزها:

تصور المخاطر: يميل الأفراد إلى شراء التأمين عند شعورهم بأنهم معرضون لمخاطر كبيرة، حتى لو كانت احتمالية وقوعها منخفضة، مما يجعل الوعي الشخصي بالمخاطر عاملًا رئيسيًا في اتخاذ القرار.

الثقة في شركات التأمين: تتأثر ثقة العملاء بسمعة الشركة وتجاربهم السابقة معها ومدى وضوح شروط الوثائق، ما يجعل التواصل الفعّال والشفافية أمرًا ضروريًا لبناء الثقة.

التسعير: يبحث المستهلكون عن توازن بين تكلفة التأمين والمزايا المقدمة، مع مراعاة قدرتهم المالية على تحمل الأقساط.

التجارب السابقة: يمكن أن تؤثر التجارب الإيجابية أو السلبية السابقة مع شركات التأمين على قرارات الشراء المستقبلية.

التأثير الاجتماعي والثقافي: تلعب البيئة الاجتماعية والثقافية دورًا مهمًا في تشكيل نظرة الأفراد للتأمين، حيث يتأثر القرار برأي الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحيط.

دور الاقتصاد السلوكي في تعزيز الوعي التأميني

سلط الاتحاد الضوء على بعض التحيزات المعرفية التي تؤثر على سلوك المستهلكين، مثل “النفور من الخسارة”، حيث يميل الأفراد إلى تجنب الخسائر أكثر من سعيهم لتحقيق المكاسب، ما يجعل التأمين أكثر جاذبية عند تسويقه كوسيلة للحماية من الخسائر المحتملة. كما أن “الانحياز للحاضر” يدفع البعض إلى تأجيل قرارات التأمين، خاصة الشباب الذين لا يدركون حاجتهم الفورية له، وهو ما يمكن التغلب عليه من خلال تقديم مزايا فورية للمؤمن عليهم.

استراتيجيات لتعزيز قرارات شراء التأمين

أوصى اتحاد شركات التأمين المصرية الشركات العاملة في السوق بتوظيف مفاهيم الاقتصاد السلوكي في استراتيجيات التسويق والتواصل مع العملاء، وذلك عبر تصميم حملات تسويقية تبرز المخاطر المحتملة حال عدم شراء التأمين، وتقديم خصومات أو مزايا فورية لتحفيز اتخاذ القرار.

بالإضافة إلى تبسيط وثائق التأمين لضمان وضوح الشروط والأحكام، وتعزيز سمعة الشركات من خلال الشفافية والتعامل الاحترافي مع المطالبات.

وأكد الاتحاد أن تبني هذه الاستراتيجيات لا يسهم فقط في زيادة معدلات شراء وثائق التأمين، بل يعزز أيضًا ثقافة التأمين في المجتمع، مما يدعم استقرار القطاع ونموه على المدى الطويل.