عقد اتحاد المصارف العربية، بالتعاون مع اتحاد البورصات العربية ومركز فرانكفورت المالي، وبمشاركة صندوق النقد الدولي، مؤتمرًا افتراضيًّا يومي 1 و2 سبتمبر الحالي، تحت عنوان “دعم البنوك المركزية لأسواق المال في ظل جائحة كورونا”.
وبحسب بيان صادر من ، شارك في أعمال هذا المؤتمر قيادات عالية المستوى من واشنطن وفرانكفورت ولبنان والكويت والمغرب والمملكة العربية السعودية والبحرين.
ومن بين هذه القيادات الشيخ محمد الجراح الصباح رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، والدكتور جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، ووسام فتوح الأمين العام لاتحاد المصارف العربية، ورامي الدوكاني الأمين العام لاتحاد البورصات العربية، والدكتور جهاز الوزير، نائب مدير ورئيس قسم العمليات المصرفية المركزية في صندوق النقد الدولي، والدكتور محمد زيد صالح رئيس اتحاد البورصات العربية، الرئيس التنفيذي للبورصة المصرية، والشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبورصة البحرين، وهوبرت فاتث، العضو المنتدب في مركز فرانكفورت المالي، وخالد عبد الله الحصان، الرئيس التنفيذي للسوق المالية السعودية (تداول)، وكيلي أكهولد، خبير رئيسي في إدارة سوق النقد ورأس المال في صندوق النقد الدولي، وآدم فاركاس، الرئيس التنفيذي لاتحاد أسواق النقد ورأس المال في أوروبا، كما شارك في فعاليات هذا المؤتمر ممثلون عن بورصتي الدار البيضاء وعمان.
وركّزت كلمات ومداخلات هذا المؤتمر على عرض واقع الأسواق المالية العربية، وخصوصًا أسواق رأس المال، وإجراءات تطويرها وتفعيلها، إضافة إلى آليات التمويل طويل الأجل في ظلّ إنتشار فيروس كورونا، والتركيز على دور المصارف المركزية العربية في تطوير وتفعيل أسواق رأس المال، وتحفيز انخراط أكبر للشركات فيها، طبقًا للبيان.
وسام فتوح: القطاع المصرفي يمر بتحول جذري
افتتح أعمال المؤتمر الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح بكلمة رحّب فيها بالمشاركين، معتبرًا أن القطاع المصرفي يمرّ بتحوّل جذري شمل نماذج الأعمال المتغيّرة، وخصوصًا الامتثال، إضافة إلى تغيير المشهد التنافسي في الصناعة المصرفية.
وذكر فتوح أن العالم يشهد مجموعة لا مثيل لها من الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية والصحيّة والاجتماعية التي غيّرت المشهد الاقتصادي والتجاري والدولي.
وأضاف أن كل تحوّل من هذه التحوّلات قادر بمفرده على فرض تحديات خطيرة على النمو العالمي، وقمع التنمية العالمية.
وأشار إلى أن الانتشار الواسع لأزمة كورونا وانخفاض أسعار النفط في المنطقة العربية أدّى إلى وضع الأنظمة المالية العربية تحت ضغوط شديدة، إضافة إلى الانخفاض الكبير في الطلب على الأسهم وأدوات الدين والأوضاع المالية الصعبة، وانخفاض أرباح البنوك، معتبرًا أن هذه التطوّرات السلبية تتطلّب تدخلًا كبيرًا من البنوك المركزية العربية لدعم تعافٍ أسرع للأسواق المالية الإقليمية، ولا سيما أسواق رأس المال.
رامي الدوكاني: البورصة العربية كانت تعتمد على البنوك المركزية خلال 2020
وقال رامي الدوكاني، الأمين العام لاتحاد البورصات العربية، إن البورصة العربية كانت تعتمد على البنوك المركزية لمساعدتها خلال عام 2020، لكننا رأينا كيف أن عام 2020 لم يكن جيّداً للغاية، وشهدنا انخفاضًا حادًّا في معظم أسواقنا، لكن البورصات العربية أظهرت مرونة رغم هبوط الأسعار التي تنخفض ولكن لم يتم إغلاق “المصفوفة”، ولم نشهد الكثير من الاضطراب في سوقنا، واستمرت البنوك المركزية بضخّ السيولة في العديد من الأسواق.
وأضاف: “أننا نعمل على مشروع يقوم بشكل أساسي على توحيد KYC (اعرف عميلك) بين البنوك التجارية والبورصات. وندرس أوجه التشابه والاختلاف بينها، ونجد أنها أفضل طريقة لمشاركة نتائج أعرف عميلك من أجل الخروج بتوصيات حول كيفية توحيد هذه النتائج ومشاركتها لإنشاء مستثمر عربي موحد يحتاج إلى مساعدة في هذا المشروع”.
محمد الجراح: اتحاد المصارف العربية لم يتوقّف أمام شراسة فيروس كورونا
رحّب الشيخ محمد الجراح الصباح، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، بالمشاركين خلال كلمته، قائلًا إن اتحاد المصارف العربية لم يتوقّف أمام شراسة فيروس كورونا، بل واجهه بتعزيز التواصل بين القيادات المصرفية والمؤسسات المالية، ومع مراكز صنع القرار الدولية والعربية لتبادل التجارب والإجراءات المتّخذة في مواجهة هذه الآفة.
وأضاف أن الهدف من هذا المؤتمر التركيز على دور المصارف المركزية العربية في تطوير وتفعيل أسواق رأس المال وتحفيز إنخراط أكبر الشركات فيها.
جوزف طربيه: الجائحة فرضت تحديًا تاريخيًّا تمثل في هبوط حاد بأسعار الأسهم وتوقف نشاط إصدارات الأوراق المالية
أعرب الدكتور جوزف طربيه، رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، عن تقديره لإبقاء الحوار قائمًا بين المرجعيات المالية العربية وتعزيز التواصل مع المؤسسات الدولية في وقتٍ ضربت جائحة كورونا اقتصادات العالم أجمع، وجمّدت الدماء في شرايين الحياة البشرية.
وقال إنّ جائحة كورونا فرضت تحديًا تاريخيًّا تمثل بهبوط حاد في أسعار الأسهم، وتوقف نشاط إصدارات الأوراق المالية في الأسواق وهبوط أسعار النفط، وتفاقم الركود الاقتصادي، وتوسّع البطالة وفقدان فرص العمل، معتبرًا أن هذه الجائحة أصابت الاقتصاد اللبناني، وهزّت الثقة بمقوماته، تبعها الانفجار المُجرم الذي دمّر جزءًا كبيرًا من بيروت.
وأشار طربيه إلى أن هذه الكوارث والأحداث على الساحة اللبنانية لن تنحصر تداعياتها السلبية على الوضع الاقتصادي والنقدي فقط في لبنان، بل يبدو أنه ستكون لها عواقب سياسية وجيوسياسية تتطلّب تعاونًا دوليًّا لاحتوائها والمساعدة في حلّها.
جهاد الوزير: البنوك المركزية كان لها دور هام في الحفاظ على استقرار النظام المالي العالمي
تحدّث الدكتور جهاد الوزير، مساعد مدير في صندوق النقد الدولي ورئيس قسم عمليات المصارف المركزية، وشكر اتحاد المصارف العربية على استضافته في هذا المؤتمر الهام، معربًا عن أسفه وحزنه على الكارثة التي تعرّضت لها بيروت، وتمنى أن تعود بيروت أفضل مما كانت.
وركز الوزير، في كلمته، على الوضع الإقليمي وتداعيات جائحة كورونا على كل الاقتصادات في العالم، موضحًا أن انتشار فيروس كوفيد- 19 عالميًّا فرض إجراءات لاحتوائه قد تقود إلى مزيد من التشديد للأوضاع المالية العالمية.
وأضاف أن هذا التشديد قد يؤدي بدوره إلى الكشف عن مواطن الضعف المالية التي تراكمت في السنوات الأخيرة في بيئة من أسعار الفائدة شديدة الانخفاض، ومن شأن هذا أن يفاقم صدمة كوفيد- 19.
وتابع الوزير قائلًا: “للحفاظ على استقرار النظام المالي العالمي ودعم الاقتصاد العالمي، كان للبنوك المركزية دور هام في أن تكون خطًّا للدفاع. حيث قامت هذه البنوك بتيسير السياسة النقدية إلى حد كبير عن طريق تخفيض أسعار الفائدة الأساسية، وقدمت سيولة إضافية للنظام المالي، بما في ذلك عن طريق عمليات السوق المفتوحة. وأخيرًا اتفق عدد من البنوك المركزية على زيادة تقديم السيولة الدولارية عن طريق ترتيبات خطوط تبادل العلامات”.
وأوضح أن الإجراءات الكبيرة المنسقة من جانب البنوك المركزية لتوفير السيولة للبنوك في كثير من الاقتصادات يُتوقع أن تساعد على تخفيف توترات السيولة المحتملة.
وسيظلّ للبنوك المركزية دور حاسم في حماية استقرار الأسواق المالية العالمية والحفاظ على تدفق الائتمان إلى الاقتصاد. لكن هذه الأزمة ليست مجرد أزمة سيولة، إنما تتعلق في الأساس بالملاءة – في وقت أصبحت فيه قطاعات كبيرة من الاقتصاد العالمي في حالة توقف تام. ونتيجة لذلك، فإن للسياسة المالية العامة دورا حيويا تؤديه، بحسب الوزير.
وأشار إلى أنّ البلدان المصدرة للنفط في المنطقة تواجه صدمة إضافية تتمثل في الهبوط الشديد في أسعار النفط، وأدت القيود المفروضة على السفر عقب وقوع هذه الأزمة المتعلقة بالصحة العامة إلى تراجع الطلب العالمي على النفط، وأدى عدم وجود اتفاقية إنتاج جديدة بين أعضاء أوبك+ إلى حدوث تخمة في المعروض، وأنه نتيجة لذلك، انخفضت أسعار النفط بما يزيد على 50% منذ بدء الأزمة المتعلقة بالصحة العامة.
محمد فريد: الوباء ساعدنا في الاعتماد على التكنولوجيا وتطوراتها
وقال محمد فريد صالح، رئيس اتحاد البورصات العربية، إنّ أصعب المهام تتمثّل في التعامل مع تأثير وباء كورونا على قطاع سوق رأس المال وعلى القطاع المصرفي وعلى الاقتصاد، والفرق بين هذا الوباء وأي صعوبة أخرى هو تأثيره على كامل سلسلة الاقتصاد والسوق المالي.
وأضاف أنه على الرغم من الوباء العدواني وما خلّفه من تحديات، فقد ساعدنا في دفع تطورات التكنولوجيا واعتمادها، في تعزيز دور المودعين في الأسواق المالية، واستمرارية التبادل رغم الصعوبات المرتبطة بـأزمة كورونا (على الأقل من منظور العمليات).