تعد التقنيات الرقمية أحد أبرز التطورات التي تشهدها مختلف الصناعات في العصر الحديث، وصناعة التأمين ليست بمعزل عن ذلك، ولا بد أن تواكب التقدم التكنولوجي السريع وتحقق متطلبات العملاء للحصول على خدمات فورية ومرنة.
وبين الاتحاد المصري للتأمين في دوريته الأسبوعية، أن التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة لشركات التأمين التي تسعى إلى تحقيق النمو في السوق.
وتابعت الدورية أن اعتماد التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الكبيرة وتقنيات Blockchain تمكّن شركات التأمين من تحسين كفاءتها التشغيلية وتقلل التكاليف وتقدم خدمات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل.
وبينت أن التحولات لم تؤثر فقط في كيفية تقديم الخدمات التأمينية، بل أسهمت في إعادة تشكيل نماذج الأعمال التقليدية في هذه الصناعة، لتحقيق النمو المستدام وتحسين قدرة الشركات على المنافسة، من خلال تقديم تجربة عميل متميزة تعتمد على السرعة والكفاءة والمرونة.
وذكرت أن التأمين الرقمي يعد تحويل خدمات التأمين التقليدية إلى خدمات رقمية، ما يسهل على العملاء الحصول على الخدمات دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع شركة التأمين، بينما يتيح التأمين الرقمي للعملاء الوصول إلى منتجات وخدمات تأمينية متنوعة عبر منصة إلكترونية أو عبر الإنترنت، وتستخدم هذه المنصات الخوارزميات الرقمية لتسعير التغطيات.
والجراف التالي يبين معدلات نمو تكنولوجيا التأمين عالميا في الفترة 2020 – 2030، وفق بيانات “سويس ري” العالمية لإعادة التأمين:
وأشارت الدورية إلى أن العديد من شركات التأمين تعتمد على التكنولوجيا الرقمية لتحسين تجربة العملاء، من خلال منصات إلكترونية وتطبيقات مخصصة لتسهيل عملية شراء التغطيات التأمينية وتقديم المطالبات حال تحقق الخطر المؤمن عليه، فضلا عن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتقديم حلول تأمينية مخصصة والتنبؤ بالمخاطر وتحديد التغطيات التي تلائم الخطر بشكل أكثر دقة، إضافة إلى تمكين الأفراد والشركات من الوصول إلى منتجات التأمين بسهولة عبر منصات رقمية دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع شركة التأمين بما يحقق تجربة أفضل للعملاء.
وأوضحت أن الرقمنة تعمل على زيادة الاعتماد على تحليل البيانات الضخمة، بينما من المتوقع أن تستمر شركات التأمين في زيادة اعتمادها على تحليل البيانات الكبيرة لتحسين التنبؤ بالمخاطر وإدارة المطالبات، عبر استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء مثل أجهزة قياس اللياقة البدنية، حيث تلعب هذه التكنولوجيا دورا كبير في جمع البيانات وتحديد التغطيات التأمينية المناسبة للخطر.
وأفادت بأن الشركات تسعى إلى تحسين تجربة العملاء من خلال توفير التكنولوجيا الرقمية التي تتيح للعملاء سهولة التعامل بالإضافة إلى تقديم دعم للعملاء عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تسعى شركات التأمين إلى دخول أسواق جديدة وفتح فرص لعملاء جدد.
وذكرت أن شركات التأمين تهتم بإعداد نماذج أعمال جديدة وتحسين عملياتها وتقديم خدمات أكثر تخصصا في قطاع التأمين، مثل التأمين عند الطلب، حيث يمكن للعملاء شراء التغطية حسب الحاجة، كالتأمين على رحلة قصيرة أو حدث خاص، على سبيل المثال.