إيه أخبار النعامة..؟

1:21 م, الخميس, 11 سبتمبر 14

جريدة المال

المال - خاص

1:21 م, الخميس, 11 سبتمبر 14

نجوى صالح: 

النعامة فى أحسن حالاتها حاطة راسها فى الرمل ومش مهم سخونة الرمل ولا إن معندهاش تكييف، لأن الكهربة مقطوعة لكن المهم إنها دافنة دماغها حتى مالهاش دعوة بجسمها، الذى يهتز فى حركات راقصة لجلب بعض البهجة للترويح عن كآبتها فى الظلام المحيط لتعيش شوية فى البلالا، والترويح عن تلك الكآبة التى تمكنت منها على مدى السنوات الأربع الأخرى، وصل خبر للمشايخ أن النعامة بترفه عن روحها بالتعبير عن بعض الانفراج فى البلد فتقوم قومة رجل واحد، حتى مؤسسة الأزهر الوسطية فى هجوم شرس على أن النعامة حركت جسمها، يا نهار أسود، ونزلوا من باب الفضيلة المهدرة والتردى الخلقى وكأن الرقص البلدى مش سلو بلدنا، ودة رقصنا الشعبى يا سيادنا ده رد فعلنا الفطرى من زماااااااان.

بعد كبت دولة العلم والإيمان وهو ده رقصنا من أيام الفراعنة، كون هؤلاء المشايخ وجدوا سبوبة جديدة للظهور، ليثبتوا أن الرقص دة ما نعرفوش وما نحبوش، وان هذا دخيل علينا ما يعرفوش منين..؟! والنعامة مش عايزة تواجه الواقع بأن دة رقصنا وما عرفناش غيره بس دلوقت ورثوه بعض الأجنبيات المستوردين من أنحاء العالم، وهى فى الأصل فكرة إسرائيلية فى سحب هويتنا أيضًا فى توريد الراقصات حتى إلى مصر، حاملين جنسيات أخرى مثلما سحبوا الطعمية والفول وصناعات خان الخليلى التقليدية، ونسبوا إلى أنفسهم أنهم بنوا الأهرام.. وإحنا بنتفرج، وشوية شوية حنصفق لهم ثم نستسلم. ولأن النعامة بعافية فى التعليم وبرغم تعليمها الجامعى، لا تعلم الرجوع إلى التاريخ والوقوف على تطور الرقص الشرقى وهل موسيقانا ودقة الطبلة والرق هما النداهة لخطوة الراقصة أم الراقصة من تهدجت فى خطوتها وتماهت معها.

على النعامة الأخذ بلغة الحوار والجدل وما يسمى التفكير المنطقى، أو تفعيل العقل أو التفاهم لمعرفة أخذ حقوق البهجة المهدرة، وفوق كدة وكدة النعامة الغلبانة لا علم لها بكتابة العرايض لضعفها فى الإملاء والصيغ اللغوية، لأن المهم أنها نجحت وتخرجت فى الجامعة ومش مهم أن تكتب العربية نهائيا هى يعنى حتعوز الكتابة فى إيه.؟ ولكنها تشتكى لطوب الأرض بأنها فى احتياج ملح للتصرف بحرية فى شئونها الخاصة لتجرى وتفرش جناحيها على انطلاقهما فى رقصة التحرر الكبرى، وتصرخ «أنا حرة فى حدود أن أفرح، أرفه عن نفسى، وأعبر بجسدى برقص هو هويتى بين العالمين».

طيب ما تلغوا الرقص السودانى من الفضائيات. كل ده أوعوا تكونوا نسيتوا أننى أتكلم عن النعامة، التى أجادت دورها المنوطة به فى الطبيعة لسنوات طويلة، وكلما زجرت من الشيوخ اللى بيطلعوا علينا من التليفزيون زى الطلوع، ويرغوا ويزبدوا فى الحرام ثم الحرام ثم الحرام، النعامة تتخنق وتزهق تحرك للقناة اللى بعديها تلاقى بعض الحرية فى شكل شتيمة لهؤلاء الشيوخ المتعصبين  للحكم الدينى، وما معناه أتركوا للآراء الحرة أخذ طريقها لإعادة دولة مدنية محترمة.

النعامة بريئة ساذجة تصدق وعد الرجال بالدولة المدنية والحرية وتفاجأ بتقهقرهم فى ردة مفاجئة بيرجعوا فى كلامهم عادى يقولك ما قلتش، ويرزع المشاهدين رأى فى الدين يلغى ما قبله من تفاؤل فى الحرية القادمة، ويرتد النعام إلى دفن الرأس، حيث تفشى الكذب اللى أصبح مش عيب خالص لأن النعامة لم تتعلم أهمية فعل القراءة فى الكتب والمقالات المحترمة لقيمة «الصدق»، ولكن النعامة مدمنة لتسميع القرآن بلا إحساس للمعانى والمرامى العميقة لقيمة الصدق والشفافية، وهى القيمة الأساسية التى يعتمد عليها الغرب فى تعاملاته، (بالطبع ليس مع البلاد المتخلفة ولكن مع بعضهم البعض) وإلا لما نجحت تلك المؤامرة الكبرى على النعامة حتى تطاطى وتضع راسها فى الرمال (أنا مع نظرية المؤامرة وبشدة)، وفى الوقت نفسه النعامة غارقة لشوشتها فى تلك اللغة وأفلام الفيديو السوقية التى تزخر بالرقص الخليع والشتائم والوقحة والإيحاءات الجنسية الفجة، وعلينا أن نتوافق مع هذا الغثاء إذ ليس هناك بالمقابل برامج موجهة لتعليم الفطرة السليمة وهو جوهر الدين بدلا من هذا الفيض الإعلامى فى إحراق الشوية اللى فاضلين من بعض الذكاء اللماح الذى يضوى مثل معدن الذهب فى أولاد بلدنا الأصلاء.

آدى يا سيدى حال النعامة وآخر خبر جت ايه محطة من المحطات الفضائية «القاهرة والناس» وقالت حتعمل برنامج عن الراقصة، وهو برنامج، بيحكى عن تاريخ الرقص الشرقى وسيرة بعض الراقصات فى هذا الفن وقصص حياتهن.ثم عمل مسابقات بين الراقصات المعاصرات.. (فيها حاجة دى) واشرأبت النعامة برأسها ورفرفت بجناحيها فى انتظار بعض البهجة.. وقد سئمت من الرقص المتدنى فى أفلام السبكى المكرس فى حجرات النوم وبيوت الدعارة الموظف دراميا..؟! وتاقت إلى فن الرقص الشرقى الأصيل اللى فى دمنا، لأنه تراثنا ومن أوتاد التعبير عن الفرح والمتعة، وإذا بهؤلاء الشيوخ يهاجمون البرنامج قبل ظهوره، أما الأنكى أن القناة بتدافع عن الرقص الشرقى، وتقول إنه مش عيب ومش غلط.. لا تبرير لما تنطوى عليه سريرتنا، هذه مؤامرة لتفريغ هويتنا.. طلعوا راسكم من الرمل وانتبهوا إلى تفريغ مصر من فنها الشعبى بأكمله.. وطوبى للرقص البلدى للرجال..؟!

جريدة المال

المال - خاص

1:21 م, الخميس, 11 سبتمبر 14