باع إيلون ماسك أسهما في شركة تسلا للمرة الرابعة خلال العام الجاري، ليقترب بذلك إجمالي مبيعاته في السهم منذ أواخر العام الماضي من 40 مليار دولار.
وكان ماسك قد فقد مركزه الأول في تصنيف بلومبرج لأغنى أغنياء العالم هذا الأسبوع.
وباع الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” ما يقرب من 22 مليون سهم من شركة صناعة السيارات الكهربائية مقابل 3.58 مليار دولار، حسبما أظهرت إفصاحات أعلنت في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء في الولايات المتحدة، وبحسب الإفصاحات تمت عمليات البيع خلال الفترة من 12 إلى 14 ديسمبر الجاري.
بيع أسهم في شركة تسلا
تتزامن مبيعات إيلون ماسك مع تراجعه عن صدارة مؤشر بلومبرج للمليارديرات، وهو المركز الذي شغله منذ سبتمبر من العام الماضي. كما هبطت القيمة السوقية لـ”تسلا” إلى ما دون النصف تريليون دولار للمرة الأولى منذ نوفمبر 2020.
تراجعت أسهم “تسلا” بنسبة 55% هذا العام مع تزايد قلق المستثمرين بشأن شراء إيلون ماسك لشركة تويتر إنك في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار، مع زيادة المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة التي تجعل السيارات أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين ومشكلات الطلب في الصين أكبر سوق لشركة تسلا بعد الولايات المتحدة.
ويعكس استمرار ماسك في بيع أسهم “تسلا” بعد تأكيداته المتكررة بأنه انتهى من عمليات البيع، يعكس الضغوط المتزايدة على الشؤون المالية لشركة “تويتر” حيث أدى نهجه غير المنتظم والمندفع في إدارة شركة وسائل التواصل الاجتماعي إلى نفور المعلنين، كما أدت الجهود المبذولة لجلب المزيد من الإيرادات من رسوم الاشتراكات إلى نتائج عكسية عندما استغلت حسابات الاحتيال التنفيذ السيء لطرح شارات التحقق.
كانت الفوضى التي تشهدها “تويتر” بمثابة عبء كبير على “تسلا”، التي تواجه مجموعة من التحديات الخاصة بها، وخفضت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأسعار والإنتاج هذا الربع في الصين، واتخذت خطوة نادرة لتقديم الحوافز في الولايات المتحدة.
وقال ماسك إن الشركة تكافح للتعامل مع الآثار المترتبة على الطلب على سوق العقارات المتدهور في الصين، وأزمة الطاقة في أوروبا، وزيادة أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ديون “تويتر”
حاول ماسك عدة مرات الخروج من صفقة “تويتر” لكنه فشل، ولجمع أموال كافية لإتمام صفقة الشراء، قام ببيع أسهما تبلغ قيمتها أكثر من 15 مليار دولار في “تسلا”، بواقع حوالي 8.5 مليار دولار في أبريل، ثم 6.9 مليار دولار أخرى في أغسطس، ورغم أنه تعهد بأنه قد انتهى من بيع الأسهم، قام في نوفمبر ببيع أسهم بقيمة 3.95 مليار دولار أخرى من حصته.
واستخدم ماسك مبالغ كبيرة من القروض الموجودة الآن في الميزانية العمومية لشركة تويتر للمساعدة في تمويل عملية الاستحواذ، ما قفز بعبء الديون على “تويتر” إلى حوالي 13 مليار دولار، ارتفاعاً من 1.7 مليار دولار قبل الصفقة، إلى جانب أنواع أخرى من السندات التي يمكن تحويلها إلى أسهم.
وتواجه شركة تويتر حالياً مدفوعات فائدة سنوية تقترب من 1.2 مليار دولار، والتي يمكن أن تصبح أكثر تكلفة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة على حوالي نصف هذا الدين.
وكتب ماسك على “تويتر” هذا الأسبوع: “أحذر من الديون في ظروف الاقتصاد الكلي المضطربة، خاصة عندما يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة”.
وقلصت مبيعات ماسك الأخيرة حصته في شركة تسلا إلى ما يقرب من 13%، وفقًا لبيانات بلومبرغ، لكن ماسك، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا منذ عام 2008، لا يزال أكبر مساهم.
وبناء على إغلاق تعاملات أمس الأربعاء، بلغت ثروة إيلون ماسك 160.9 مليار دولار، ليحتل المرتبة الثانية على مؤشر بلومبرج للمليارديرات بعد الفرنسي برنار أرنو، بعد أن تراجعت ثروة ماسك بقيمة 109.4 مليار دولار هذا العام.