في حكم يتعارض مع الاقتصاديين والبيانات المتاحة، قال الملياردير إيلون ماسك إن الاقتصاد الأمريكي قد دخل “على الأرجح” في حالة ركود، منبهاً الشركات إلى ضرورة مراقبة التكاليف والتدفقات النقدية.
أمام “قمة أول إن” في ميامي بيتش، وفقاً لمقطع فيديو بُثّ على الهواء مباشرة من تصريحاته التي نشرها أحد مستخدمي “تويتر”، قال ماسك: “تمرُّ هذه الأمور، وستكون هناك بعد ذلك أوقات ازدهار مرة أخرى.
ومن المحتمل أن تكون مرحلة صعبة تستمر لمدة سنة أو ربما من 12 إلى 18 شهراً”.
يُشار إلى أن مخاوف الركود تزايدت مؤخراً مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية لتهدئة التضخم الذي يقترب من أعلى مستوى له منذ أوائل الثمانينيات.
تزايد احتمالات تراجع الاقتصاد الأمريكي
ومع ذلك، فإن احتمالات حدوث تراجع اقتصادي في العام المقبل تبلغ حالياً 30%، وفقاً لآخر استطلاع شهري أجرته بلومبرج لخبراء الاقتصاد.
وبينما انكمش الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي بلغ 1.4% في الربع الأول، كان الضعف يرجع أساساً إلى عجز تجاري قياسي.
وفي الواقع، تسارعت مقاييس الطلب -الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري في المعدات- في بداية عام 2022. وحالياً، تشير تقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني بمعدل 1.8%.
يُذكر أن ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، قد أدلى بالتعليقات حول الاقتصاد والسياسة كجزء من ظهور فيديو واسع النطاق في مؤتمر التكنولوجيا. وهو بصدد الاستحواذ على شركة “تويتر” بقيمة 44 مليار دولار،
حيث يدفع شركة وسائل التواصل الاجتماعي هذه للحصول على مزيد من التفاصيل حول عدد المستخدمين المزعومين الذين هم روبوتات في الواقع.
الركود ليس بالضرورة أمرا سيئا
كذلك اقترح ماسك أن فترات الركود ليست بالضرورة أمراً سيئاً، مضيفاً أنه مرّ ببعضها خلال الوقت الذي قضاه في الشركات العامة.
وقال: “ما يحدث عادة هو أنه إذا كانت لديك طفرة تستمر لفترة طويلة، فإنك تحصل على توزيع خاطئ لرأس المال، وتبدأ في إنفاق الأموال على الحمقى”.
عندما سُئل ماسك عن التعليقات الأخيرة حول التضخم التي أدلى بها زميله الملياردير جيف بيزوس، قال إن ارتفاع الأسعار نتج ببساطة عن طباعة النقود. يُعد ماسك وبيزوس، رقم 1 ورقم 2 على التوالي كأغنى أغنياء العالم، وفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات.
فضلاً عن ذلك، قال ماسك: “السبب الصادق للتضخم هو أن الحكومة طبعت مبلغاً إضافياً هائلاً من المال”، مضيفاً أن دولاً من بينها فنزويلا كانت قد سلكت نفس المسار بالفعل؛ و”هذا ليس معقداً للغاية، كما تعلمون”.
أشار ماسك إلى أنه معتدل وصوّت “غالباً” مع الديمقراطيين في الماضي، إلا أنه ليس من المعجبين بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. كما انتقد الرئيس الديمقراطي سابقاً لتقليله من دور “تسلا” في الانتقال نحو السيارات الكهربائية.
وقال: “لا يبدو أن هذه الإدارة أنجزت الكثير”، مضيفاً أنه يعتقد أن سياسة الهجرة بحاجة إلى المعالجة و”من المهم للغاية أن تكون الولايات المتحدة وجهة لأفضل المواهب في العالم”.
وبينما أشار إلى أنه “ربما لم يصوت أبداً” لعضو جمهوري سابقاً، إلا أنه قال إنه قد يغير رأيه في الانتخابات المقبلة.