«إيكاركس» الصينية توسّع شراكتها مع «فولكس فاجن» في أوروبا وتستعد لدخول السوق الأمريكية

مخاوف الشركات الغربية من المنافسة الصينية

«إيكاركس» الصينية توسّع شراكتها مع «فولكس فاجن» في أوروبا وتستعد لدخول السوق الأمريكية
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

1:00 م, الأحد, 16 مارس 25

كشفت شركة “إيكاركس” الصينية، المتخصصة في أنظمة قمرة القيادة الرقمية، عن محادثات مع شركة “فولكس فاجن” الألمانية لتزويد سياراتها المباعة في الأسواق المتقدمة، مثل أوروبا، بتقنياتها الذكية، وذلك وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي للشركة، شين زييو.

تعاونت “فولكس فاغن” بالفعل مع “إيكاركس”، المدعومة من رئيس مجلس إدارة “جيلي”، إريك لي، لتصنيع سيارات ذكية في كل من البرازيل والهند باستخدام نظام “أنتورا 1000” للقمرة الرقمية، الذي يتضمن رقائق وبرمجيات خاصة بالشركة، ويوفر ميزات مثل التعرف على الصوت وخرائط الملاحة. والآن، تعمل الشركتان على توسيع نطاق الشراكة ليشمل سيارات “سكودا” التابعة لـ”فولكس فاجن” والمباعة في أوروبا، وفقا لوكالة رويترز

وصرّح شين بأن المشروع يهدف إلى توفير الأجهزة والبرمجيات لأنظمة القمرة الذكية، حيث يتم الإنتاج حاليًا في مصانع “فولكس فاغن” في البرازيل والهند، مع خطط مستقبلية للتوسع إلى أوروبا ضمن سيارات علامة “سكودا”. وأشار إلى أن هذه المبادرة تندرج تحت منصة “جلوبال إنترتيمنت إنفوتينمنت”.

احتمالية دخول السوق الأمريكية
عند سؤاله عن دخول منتجات “إيكاركس” إلى الولايات المتحدة، أوضح شين أن النقاشات جارية بهذا الشأن، مشيرًا إلى أن الصفقة الحالية مع “فولكس فاغن” لا تشمل السوق الأمريكية في الوقت الراهن، لكنه أكد أن منتجات الشركة قد دخلت الولايات المتحدة من خلال سيارات “فولفو” و”لوتس”، وكلاهما مملوك لشركة “جيلي”.

ورغم ذلك، أكدت “إيكاركس” لاحقًا أن تصريحات شين تتعلق بمناقشات داخلية حول الجدوى التقنية للأسواق العالمية، وليس شراكة مباشرة مع “فولكس فاغن” بشأن السوق الأمريكية.

مخاوف الشركات الغربية من المنافسة الصينية


يمثل هذا التعاون بين “إيكاركس” و”فولكس فاغن” مثالًا على جهود الشركات الغربية المتزايدة للاستفادة من الخبرات الصينية في تقنيات القيادة الذكية للحفاظ على حصتها في السوق العالمية، بعد تراجع مبيعاتها بشكل كبير في الصين خلال السنوات الأخيرة.

ويواجه مصنعو السيارات التقليديون تحديًا كبيرًا من شركات السيارات الكهربائية الصينية، التي قلبت موازين الصناعة بسياراتها المتطورة رقميًا. وفي هذا السياق، أفادت تقارير بأن “مرسيدس-بنز” الألمانية تعتزم استخدام مستشعرات “ليدار” من شركة “هيساي” الصينية في سياراتها الذكية المخصصة للأسواق العالمية، وهو أول تعاون من نوعه بين شركة أجنبية ومورد صيني لتكنولوجيا تُستخدم خارج الصين.


استغرقت “فولكس فاغن” أكثر من عام لاختيار المورد المناسب لتقنياتها الذكية، حيث تنافست “إيكاركس” مع 13 شركة أخرى، من بينها علامات كورية جنوبية مثل “إل جي” و”سامسونغ”، بالإضافة إلى منافسها الصيني “ديساي إس في”.

وأشار شين إلى أن البحث والتطوير في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية، بما في ذلك أشباه الموصلات، لا يزال متركزًا في آسيا، وهو ما يفسر التحديات التي تواجه تطوير البرمجيات في أوروبا. وقد واجهت “فولكس فاغن” صعوبات في تطوير برمجياتها الداخلية، حيث كشفت تقارير حديثة عن نيتها تسريح ما يقرب من 30% من موظفي وحدة “كارياد” للبرمجيات بحلول نهاية العام.


تعتمد “إيكاركس” حاليًا على “جيلي” والعلامات التجارية التابعة لها في تحقيق 70% من إيراداتها، لكنها تسعى لخفض هذه النسبة إلى أقل من 50% بحلول عام 2028، وفقًا لشين. كما تهدف الشركة إلى تحقيق نصف إيراداتها من الأسواق الخارجية بحلول عام 2030، من خلال بناء فرق بحث وتطوير عالمية، في خطوة تهدف إلى الحد من المخاوف المتعلقة بالمخاطر الجيوسياسية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا الصينية.

وفي هذا السياق، يرى شين أن المنافسة الشرسة في السوق الصينية تعزز من قدرة الشركة على بناء سلسلة توريد أقوى عالميًا، مشيرًا إلى أن دورة حياة المنتجات، التي لا تتجاوز ثلاث سنوات في الصين، يمكن أن تمتد إلى 10 أو حتى 15 عامًا في الأسواق الخارجية.