لايزال الجدل قائماً حول فيلم “أميرة” الذي تناول حكاية تهريب نطفة لمعتقل فلسطيني تبين لاحقاً أنها لضابط إسرائيلي، وتم الإعلان عن وقف عرض الفيلم وسحبه من ترشيحات جائزة الأوسكار العالمية وإيقاف عرضه بمهرجان جدة بالسعودية المقام حاليا .
حيث طالب المركز الفلسطيني للإعلام، عبر حسابه الرسمي ” اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين” بإجراءات لوقف عرض فيلم أميرة وسحبه من كافة المنصات، ومحاسبة المسئولين عنه، ودعا نقابة الفنانين إلى ممارسة دورها بوقف بثه” .
ورفضت الفيلم أيضا وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية بوصفه “مسيئا”، مطالبين الأردن بوقف بثه لوجود تداعيات خطيرة جراء عرضه، وأعلن المخرج المصري محمد دياب، جدلا جديدا حول الأزمة.
وأكد محمد دياب مخرج الفيلم وقف عرض الفيلم وانسحابه من الأوسكار، وطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته.
ماجدة موريس : الأمر يفتح ملفا هاما بأن هناك قضايا سياسية واجتماعية قد تكون صادمة
أوضحت الناقدة ماجدة موريس أنه طالما تم الهجوم على فيلم “أميرة” معنى ذلك أن المعالجة للقضية التي قدمها فيه أزمة حقيقة سياسيا لذلك تمت المطالبة بوقف عرضه، برغم ان مخرج الفيلم محمد دياب كانت له أفلام مميزة سابقا مثل 678 الذي قدمته الفنانة نيلي كريم منذ سنوات .
وحقيقة ذلك الأمر يفتح ملفا هاما بان هناك قضايا هامة سياسيا واجتماعيا لمجتمع قريب مننا مثل المجتمع الأردني والفلسطيني من تم الرجوع له قبل تقديم هذه القضايا حتى لاتتعرض للرفض مثلما حدث مع فيلم “أميرة” .
وأكدت أن القضية الخاصة بأميرة تتجاوز فنيات الفيلم سينمائيا، بل الأمر وصل لاتهامه بتقديم قضية سياسية حساسة، ونحن مازلنا نقف أمام تابوهات السياسة والجنس في السينما العربية .
حيث إن فيلم أميرة يحمل تابوها مزدوجا حيث سياسا لأنه يتحدث عن الأسرى المسجونين وبالنسبة للجنس لكونه يناقش كيفية تهريب النطفة الخاصة بالأسرى لكي تنجب زوجاتهم ، وفي النهاية الشعب المحتل يقوم بكافة أنواع الحيل ليستمر على قيد الحياة ، لذلك المسألة شديدة الحساسية .
وتابعت إن من طالب بوقف وسحبه من جائزة الأوسكار المجتمع الذي يتحدث عنه الفيلم ، لكننا في زمن قد يتسبب هذا الفيلم في بداية بوستات على السوشيال ميديا مثيرة للجدل بدرجة كبيرة وقد نصل لمرحلة التشكيك في نسب الفلسطينين وذلك شيئ صادم، وحقيقة طالما الفيلم سيكون عبئا جديدا على المجتمع الفلسطيني ” فقلته أحسن ” .
محمود قاسم : هذه القصص تحدث صدمة كبيرة للمجتمعات العربية
ويرى الناقد السينمائي محمود قاسم أن محمد دياب مخرج وكاتب يتناول موضوعات في الممنوع دائما، مثل فيلمه ضد التيار الذي قدم فيه ثوار يستقلون سيارة وتنقلب بهم ، وقصة فيلم أميرة الذي تم منع عرضه وسحبه من ترشيحات جائزة الأوسكار ضد جميع التيارات حقيقة .
ولفت إلى أن قصة أميرة قد تكون تجربة واقعية حدثت بالفعل، وهذه القصص تحدث صدمة كبيرة للمجتمعات العربية الفلسطينية والأردنية .
وتابع قائلا إن الرقابة كان ينبغي أن تقف موقفا أقل حدة مما حدث، لاسيما أن محمد دياب مواقفه وأسلوبه معروفة بالجرأة وفيلمه أميرة فيه إدانة للمجتمع الفلسطيني حقيقة ويمكن اكتشاف أن ماتحقق فيه قد يحدث في مجتمعنا وهذه أزمة حقيقية ، لذلك لايمكن أن يقدم هذه الموضوعات سوى محمد دياب .
وأكد أن هذا الأمر يحتاج لمناقشة والاعتراض عليه بالنسبة لشخصين الضابط الإسرائيلي بما فعله وهو مقصود سياسيا والأم التي أنجبت أميرة وتعتقد أنها فلسطينية وهي طفلة إسرائليلية لكن غريزة الأمومة هي التي دفعتها لاحتضان ابنتها بغض النظر عما إذا كانت طفلة إسرائلية أم فلسطينية ، مثلما قدم في الماضي فيلم بعنون ” روز ماري بيبي ” قام بمضاجعة إمرأة أمريكية وهو يجسد شخصية شيطان وحينما أنجبت طفلا قامت باحتضانه برغم أن شكله كان أشبه بالشيطان وكان هذا الفيلم فاتحة كبيرة لتقديم أفلام الشيطان في فترة ومرحلة السبيعينات وكان للمؤلف اليهودي ايرا لفين ،فهي ليست المرة الأولى التي يقدم فيها اليهود هذه النوعية من الأفلام بل تم نشر رواية عام 66 بعنوان” طفل روز ميري” ، لذلك مافعلته أم أميرة في الفيلم دفعها لذلك غيزة الأمومة برغم أن قضية الفيلم صادمة وذلك سبب منعه .