
يسعى المنتخب الإيطالي لكرة
القدم إلى إزاحة الحمولة الثقيلة من على لاعبيه قبل المواجهة الصعبة
والمثيرة أمام نظيره البرازيلي، السبت المقبل، في الجولة الأخيرة من
مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة كأس القارات المقامة حاليا
بالبرازيل، ولن يكون أمام منتخب الآزوري سوى تحقيق الفوز على نظيره
الياباني، فى الثانية عشرة من منتصف الليلة على ستاد “بيرنامبوكو” بمدينة
ريسيفي، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة، ليحسم تأهله إلى المربع
الذهبي قبل مواجهة أصحاب الأرض الصعبة، والتي قد تكون في هذه الحالة مجرد
صراع على صدارة المجموعة، ووضع الآزوري نفسه فى وضعية جيدة في المجموعة بعد
الفوز الثمين 2/1 على المكسيك في الجولة الأولى، ولكنه يحتاج للفوز على
اليابان اليوم لتخفيف الضغوط الواقعة على لاعبيه قبل مواجهة السامبا.
ويحتل
الآزوري المركز الثاني في المجموعة برصيد 3 نقاط، خلف نظيره البرازيلي
الذي تغلب على اليابان 3/صفر في المباراة الافتتاحية للبطولة،وتحتل المكسيك
المركز الثالث، ويقبع المنتخب الياباني في المركز الأخير بدون نقاط، ويرفع
منتخب الساموراى في هذه المباراة شعار “أكون أو لا أكون”، ويأمل في تقديم
عرض أفضل بعدما فشل في تقديم مستواه المعهود في المباراة الافتتاحية أمام
البرازيل.
وربما كان السبب في هذا هو الهدف المبكر الذي سجله
البرازيلي نيمار دا سيلفا في الدقيقة الثالثة من المباراة، وأربك به حسابات
وخطط اليابانيين فلم تظهر لهم أي مؤشرات لتحقيق نتيجة إيجابية أمام صاحب
الأرض، وقال الإيطالي ألبرتو زاكيروني المدير الفني للمنتخب الياباني :
“أثق في أننا نستطيع تقديم أداء أفضل في المباراة التالية أمام منتخب
بلاده”.
ويستطيع المنتخب الياباني تصعيب الأمور كثيرا على نظيره
الإيطالي في هذه المباراة، خاصة مع الخبرة الهائلة لمدربهم بالكرة
الإيطالية، حيث سبق لزاكيروني أن درب العديد من الأندية الإيطالية مثل
ميلان وانتر ميلان ويوفنتوس، قبل الانتقال في 2010 لتدريب المنتخب
الياباني، ويعلم الكثير عن المنتخب الإيطالي والطريقة المثلى لمواجهته.
وقال
تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي : ” زاكيروني يعلم عنا
الكثير وبشكل جيد للغاية، وأثق في أنه سيصنع بعض الخدع لنا، بالإضافة لأنه
سيكون لديه الأفضلية لحصوله على راحة ليوم إضافي”، ووصف برانديللي مواطنه
زاكيروني بأنه “صديق حقيقي” ومدرب عظيم.
ويحتاج المنتخب الياباني
جهدا كبيرا للغاية لإيقاف خطورة كل من المخضرم أندريا بيرلو والمهاجم الشاب
ماريو بالوتيللي، اللذين قادا الآزوري للفوز الثمين على المكسيك، حيث سجل
الأول هدفا رائعا، وخطف الثانى نقاط المباراة الثلاث، ليعبر الفريق العقبة
الأولى له في البطولة، وقال جانلويجي بوفون حارس مرمى الآزوري وقائد الفريق
: “نريد أن نؤكد في مواجهة اليابان المستوى الذي قدمناه أمام المكسيك،
وربما نحتاج لأداء أفضل”.
ومن المرجح أن يحتفظ الآزوري بحذره، خاصة
وأنه استهل مشاركته الأولى في كأس القارات بالفوز على أمريكا في البطولة
الماضية عام 2009 بجنوب أفريقيا، ثم خسر أمام مصر والبرازيل ليودع البطولة
من الدور الأول، ورغم هذا يرى بوفون أن هناك أشياء تغيرت، قائلا : “إنه
منتخب في مرحلة الخبرة والشباب، هذا فارق كبير عن 2009”.
وتعود آخر
مواجهة بين المنتخبين الإيطالي والياباني لعام 2001، وانتهت بالتعادل 1/1،
وتطور مستوى الكمبيوتر الياباني كثيرا منذ ذلك الحين، ولكنه ما زال بحاجة
للمزيد
من التطويرات مثلما يتبين للجميع، عندما يخوض الفريق مباراة أمام الفرق الكبيرة.
ودخل
المنتخب الياباني البطولة، بعدما أصبح أول المتأهلين عبر التصفيات إلى
نهائيات كأس العالم 2014، ولكنه اصطدم في المباراة الأولى له بالبطولة مع
المنتخب البرازيلي الذي حجز مكانه في النهائيات باستضافة البطولة، ودون أن
يشارك في التصفيات.
ويعرف المدافع الياباني يوتو ناجاتومو الكرة
الإيطالية جيدا، حيث يلعب لفريق انتر ميلان الإيطالي الذي لا يوجد له أي
ممثلين بالمنتخب الإيطالي في البطولة الحالية، ويدرك ناجاتومو أن الهزيمة
في مباراة اليوم ستطيح بالفريق من الدور الأول، ورغم ذلك يحتفظ اللاعب
بإيجابيته قائلا بلغة إيطالية جيدة : “نتوقع الفوز في المباراة “، ولكن
ابتسامته تترك مجالا للشك حول ثقته في هذا.
ويشارك المنتخب الياباني
في البطولة الحالية بصفته وصيفا لبطل أوروبا، بعدما خسر أمام نظيره
الأسباني في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية “يورو 2012” ببولندا
وأوكرانيا، ليشارك عن القارة العجوز بديلا للماتادور الذي يشارك في البطولة
بصفته بطلا للعالم، ويرغب الآزوري في تقديم عروض قوية ونتائج جيدة في
البطولة الحالية لمحو آثار مشاركته الأولى الفاشلة عام 2009 .
وأكد
بوفون : “إنهاء مشاركتنا بالمربع الذهبي لن يكون نجاحا، هذا هو هدفنا ولكن
النجاح يكون عندما تفوز باللقب”، وإذا نجح المنتخب الياباني في تحقيق
الفوز في المباراة، سيجعل الآزوري بحاجة إلى الفوز على البرازيل في ختام
مبارياتهما بالمجموعة السبت المقبل بمدينة سالفادور، حتى يصل الآزوري
للمربع الذهبي، وسيسعى الآزوري إلى حسم الأمر مبكرا من خلال الفوز على
محاربي الساموراي.