خفّضت شركة صناعة الطائرات “إيرباص” عدد الطائرات التي تستهدف تسليمها لعملائها، وأبطأت وتيرة إنتاج طائراتها صغيرة البدن الأكثر مبيعا، وسط استمرار مشكلات سلاسل التوريد التي تؤثر على كل شيء من المحركات إلى الرقائق الدقيقة.
وقالت أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم تهدف الآن إلى تسليم نحو 700 طائرة في عام 2022 مقارنة مع الهدف السابق البالغ 720 طائرة .
تفاقم مشكلات سلاسل التوريد
وسيتسبب تباطؤ الإنتاج في تأخير تحقيق هدف الوصول بإنتاج طائرات”إيه 320″ (A320) ذات الممر الواحد إلى 65 طائرة من الصيف المقبل إلى أوائل عام 2024.
وانخفض سهم “إيرباص” بأكبر قدر منذ مارس في تعاملات باريس.
وتعليقا على الأمر، قال الرئيس التنفيذي للشركة، غيوم فوري في حديث لوسائل الإعلام: “توصلنا إلى استنتاج مفاده أن مشكلات سلاسل التوريد لن تكون قادرة على دعم الخطة السابقة، وكان من الصعب اللحاق بالركب في النصف الثاني”.
يأتي تعديل البيانات المستهدفة بعد أسبوع من إبداء فوري تفاؤله في معرض فارنبورو للطيران تجاه وصول “إيرباص” إلى قاع مشكلات سلسلة التوريد، وتجاه إظهار الأعوام الماضية أن الشركة قد تتعافى من النصف الأول الصعب.
ولا ينبغي أن يؤثر تعديل المستهدفات على الأداء المالي لـ”إيرباص” على المدى القصير، لكنها توضح تحديات كبيرة تواجهها الشركة في تعزيز الإنتاج في بيئة اقتصادية تعاني من نقص العمالة والمواد. كما أن الزيادة البطيئة في إنتاج “إيه 320” ستضر بقدرة الشركة على كسب أعمال جديدة وسط تراكم الطلبات، والتي تعني أنها قد تستغرق وقتاً أطول بالفعل للتسليم.
انخفضت أسهم “إيرباص” بأكثر من 11% هذا العام
سجلت “إيرباص” أرباحا معدلة قبل الفوائد والضرائب بقيمة 2.64 مليار يورو (2.7 مليار دولار) للنصف الأول، بانخفاض 2% عن العام السابق. توقع المحللون ربحا قدره 2.55 مليار يورو، بناءً على بيانات جمعتها “بلومبرج”.
يجب أن يصل الرقم إلى 5.5 مليار يورو لعام 2022 بأكمله، ارتفاعا من 4.9 مليار يورو في عام 2021. ويُتوقع أن يصل التدفق النقدي الحر إلى 3.5 مليار يورو قبل تمويل العملاء وعمليات الاستحواذ، أي ما يعادل العام الماضي تقريبا.
فقدان الزخم
وقال ساش توسا، المحلل في شركة “أجينسي بارتنرز” (Agency Partners) إن شركة “إيرباص” “تفقد قليلاً من الزخم مع زيادة صعوبة الظروف الكلية”، مضيفا أنها “مسألة وقت فقط” حتى يتأجل هدف الـ75 طائرة من عام 2025 حتى منتصف عام 2026 على الأرجح.
وأكد “فوري” إن شركته ما زالت تخطط لتصنيع 75 طائرة “إيه 320” شهرياً في عام 2025، فضلاً عن تقييم إمكانية زيادة معدلات تصنيع طائراته ذات البدن العريض، وهو جزء كان بطيئاً في التعافي من أزمة كورونا، لكنه يجذب الآن اهتماما متزايدا.
كان الضغط لرفع إنتاج الطائرة ضيقة البدن واضحا في معرض فارنبرو الدولي للطيران الذي عُقد في جنوب غرب لندن هذا الشهر، إذ كان أداء مبيعات “إيرباص” باهتا بعد إعلان منافستها “بوينج”، التي لديها عدد أقل من الأعمال المتراكمة، عن صفقات ضخمة مع شركات مثل “دلتا إيرلاينز”.
نقص المحرك
كشف الرئيس التنفيذي فوري في المعرض أن “إيرباص” صنعت 26 طائرة لكن تلك الطائرات تنتظر على مدرج المطار دون محركات منذ نهاية يوني، وقال يوم الأربعاء إن شركته تأمل في خفض هذا الرقم إلى الصفر بحلول نهاية العام، خاصة أنها لا ترى أي طلبات معرضة لخطر تأخير التسليم.
وقال أوليفييه أندريس، الرئيس التنفيذي لشركة “سافران” (Safran SA) في مكالمة عبر وسائل الإعلام أمس إن صانع المحركات “سي إف إم” (CFM)، التي تشارك فيها “سافران” مع شركة “جنرال إلكتريك”، يأمل في البدء في تقليل التأخيرات هذا الصيف، لكن الأمر قد يستغرق حتى نهاية عام 2023 لمعالجة المشكلة بالكامل. ورحب بقرار “إيرباص” بتأجيل زيادة إنتاج طائرة “إيه 320″، قائلاً إن الشركة المصنعة “تتكيف مع الواقع”.
وتمتلك “إيرباص” نحو 100 طائرة لم يتم تسليمها بشكل إجمالي، إذ تفتقر إلى مجموعة متنوعة من المكونات، بعد أن فشلت في خفض العدد بشكل كبير منذ العام الماضي. كما أنها تتعامل مع نقص الطاقة وسط تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا وتستعد لمواجهة قيود محتملة على إمدادات الغاز.
ارتفاع التضخم
وتضرر أداء قسم الدفاع والفضاء من ارتفاع التضخم وكذلك العقوبات المرتبطة بالحرب على أوكرانيا، مع انخفاض الأرباح قبل الفوائد والضرائب بنسبة 32% عن العام السابق.
وقال دومينيك أسام، المدير المالي لشركة “إيرباص”، إن شركته نجحت في إعادة تسويق بعض الطائرات التجارية التي لم تتمكن من تسليمها بسبب قيود التصدير، وحصلت على سعر أفضل من المتوقع.
كذلك، حصلت “إيرباص” على 200 مليون يورو مقابل برنامج طائرات النقل العسكري “إيه 400 إم” (A400M) مرة أخرى بسبب التضخم، بحسب البيان الذي نُشر بعد إغلاق التداول.
دفعة نقدية لـ”بوينج”
في الوقت نفسه، نشرت “بوينج” نتائج النصف الأول يوم الأربعاء والتي أظهرت التحول إلى تدفق نقدي إيجابي في الربع الثاني بعد زيادة عمليات تسليم طائراتها “737 ماكس”، المنافس العالمي الرئيسي لطائرة “إيه 320″، وهي نتيجة تضعها على المسار الصحيح لتوليد تدفقات نقدية سنوية لأول مرة منذ عام 2018.
مع ذلك، كانت الإيرادات والخسارة الأساسية للسهم على حد سواء أسوأ من المتوقع، مما يمدد سجل الشركة الأمريكية في فقدان تقديرات الأرباح المتفق عليها في جميع الأرباح السنوية باستثناء ربع واحد منذ بداية عام 2021. وأغلق سهم الشركة بعد تسجيل تغير طفيف.