كشفت عبير لهيطة، الرئيس التنفيذى للشركة المصرية لخدمات النقل والتجارة “إيجيترانس”، أن قطاع النقل فى مصر يمر بمرحلة إعادة تسعير هيكلية لخدماته اللوجستية، نتيجة سلسلة من التغيرات الاقتصادية المتلاحقة.
وأضافت – فى تصريحات لـ«المال» – أن الزيادات المتكررة فى أسعار الوقود ليست أحداثًا منفصلة، بل تعكس تحولاً منهجيًا بعيدًا عن النموذج التقليدى القائم على الدعم، مدفوعًا بإصلاحات اقتصادية ضمن برامج صندوق النقد الدولي، إلى جانب تأثيرات تقلبات أسعار النفط العالمية وارتفاع أسعار العملة الأجنبية، مما يرفع تكلفة استيراد الوقود ويؤثر مباشرة على تكلفة النقل.
وأكدت “لهيطة” أن هذا التحول لا يمثل مجرد موجة تضخمية عابرة، بل تغيير طويل الأمد فى هيكل التكاليف، يُعيد صياغة اقتصاديات النقل فى البلاد.
وخلال الشهر الماضى، قررت الحكومة زيادة أسعار الوقود والمواد البترولية، شملت جميع أنواع البنزين والسولار، وبلغت قيمة الزيادة جنيهين للتر، وحسب الأسعار ، صعد سعر بنزين 95 من 17 إلى 19 جنيها للتر، وبنزين 92 من 15.25 إلى 17.25.
كما ارتفع سعر بنزين 80 من 13.75 إلى 15.75 جنيه للتر، و السولار من 13.5 إلى 15.5 جنيه للتر، وطن المازوت من 9500 إلى 10500 جنيه.
وأشارت “لهيطة” إلى أن المستقبل سيشهد توجهًا نحو نماذج أعمال مرنة تعتمد على تقليل الأصول والتوسع فى استخدام التكنولوجيا، بدلاً من النمو التقليدى القائم على التوسع بالحجم.
وأوضحت أن النمو سيتجه بشكل أكبر نحو القطاعات التصديرية والأنشطة ذات العوائد المرتفعة، بينما قد تنكمش أنشطة الشركات المحلية متوسطة الحجم، مما يفرض ضرورة إعادة تنظيم إستراتيجياتها لتحقيق المرونة الاقتصادية.
وأشارت إلى أن قدرة شركات النقل على الاندماج مع القطاع غير الرسمى والمشروعات متناهية الصغر منخفضة التكلفة ستصبح ميزة تنافسية، خاصة مع استمرار التضخم وارتفاع تكلفة الوقود، ويمكن للمنصات الرقمية أن تلعب دورًا كبيرًا فى هذا الاندماج، من خلال تجميع الأساطيل الصغيرة واستغلال السعة المتاحة فى السوق بكفاءة، وتخفيض نسب الرحلات الفارغة.
وألمحت “لهيطة” إلى أن النماذج التقليدية التى اعتمدت عليها شركات اللوجستيات، والمبنية على عقود طويلة بأسعار ثابتة وهوامش ربح تستند إلى انخفاض تكلفة الوقود، لم تعد مجدية فى المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن الشركات القادرة على التحرك السريع، واستخدام التكنولوجيا لتتبع التكاليف والتكيف معها، وتحقيق أفضل كفاءة تشغيلية، هى التى ستحقق النجاح، حيث لم يعد النقل مجرد وسيلة، بل أصبح علمًا فى تصميم الحلول اللوجستية الذكية.
يشار إلى أن المصرية لخدمات النقل (إيجيترانس)، سجلت صافى ربح بلغ 197.14 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية سبتمبر 2024، مقابل 37.65 مليون أرباحا خلال الفترة نفسها من 2023.
وارتفعت إيرادات الشركة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضى إلى 580.3 مليون جنيه، مقابل 276.15 مليون للفترة المماثلة من العام قبل السابق.
وقررت “إيجيترانس” زيادة رأسمال شركة إيجيترانس لحلول السيارات التابعة بنسبة %99.9 وزيادة رأسمال الشركة التابعة من 200 ألف دولار إلى 1.5 مليون دولار.