طالب المنظمون لمعرض جنيف الدولى للسيارات المقرر انعقاده الأسبوع المقبل من الشركات العالمية، ولاسيما من الدول التى تأكد فيها الإصابة بفيروس كورونا، الكشف على المشاركين، لمعرفة ظهور أعراض المرض عليهم من عدمه عند الوصول لسويسرا، والتعهد بتنفيذ إجراءات التعقيم والتطهير قبل الدخول.
وذكرت وكالة رويترز أن حكومة جنيف قررت استضافة المعرض فى موعده رغم القيود المفروضة على الرحلات الجوية، بسبب وباء كورونا، وإلغاء أو تأجيل أحداث عالمية أخرى مثل مؤتمر الاتصالات العالمى فى برشلونة الإسبانية، ومعرض بكين للسيارات، ومعرض فرانكفورت للإضاءة والبناء، وعروض أزياء فى فرنسا وإيطاليا.
وحثت إدارة الصحة العامة فى سويسرا المنظمين لمعرض جنيف على ضرورة أن تطلب من الشركات التى ستشارك بموديلاتها أن تتأكد من أن المسئولين فيها أجروا الفحوصات اللازمة فى بلادهم، ولم تظهر عليهم أى أعراض خلال فترة حضانة المرض؛ منعا لانتشار العدوى، ونقلها لسويسرا.
ويضم معرض جنيف للسيارات زوارًا وموظفين من الشركات العارضة لأحدث موديلاتها، ومنها شركة فيرارى الإيطالية التى سيحضر رئيسها التنفيذى لويس كاميلارى، رغم ظهور حالات إصابة فى إيطاليا، وشركة جيلى القادمة من الصين موطن الفيروس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية التى تتخذ من جنيف أيضًا مقرا لها، أنه ليس هناك ضرورة لاتخاذ تدابير غير ضرورية تتعارض مع إجراءات التجارة والسياحة العالمية التى حظرت السفر من المناطق الموبوءة، ولاسيما الصين، وكوريا الجنوبية.
كانت رابطة مصنعى المركبات الصينية المنظمة لمعرض بكين للسيارات أجلت عقده من آخر أبريل المقبل ولحين إشعار آخر بسبب وباء كورونا، الذى جعلها تتوقع هبوط مبيعات السيارات الجديدة بأكثر من %10 خلال النصف الأول من العام الحالى، بعد إغلاق معظم المصانع المحلية والأجنبية منذ إجازة الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة فى 24 يناير الماضى، وتوقف سلاسل إمدادات المكونات، وقطع الغيار حول العالم، ليقل المعروض والطلب خوفًا من انتقال العدوى.
وتتوقع الرابطة أيضًا أن يهوى إنتاج السيارات فى الصين بنسبة %15 خلال الثلاثة شهور الأولى من هذا العام؛ بسبب انتشار وباء كورونا الجديد، والذى أدى إلى هبوط مبيعات السيارات وإنتاجها داخل الصين، والحظر الذى فرضته حكومة بكين على السفر خارج المدن.
وتسعى شركات السيارات العالمية التى لها مصانع فى مدن صينية، ومنها مرسيدس الألمانية، وفورد، وتيسلا الأمريكية؛ لاستئناف الإنتاج بعد إغلاقها لأيام طويلة منذ 24 يناير الماضى، وربما حتى نهاية الشهر الجارى مع تفاقم وباء كورونا لدرجة أن مبيعات إقليم هوبى موطن الوباء هبط إلى أكثر من %30 منذ يناير الماضى وحتى الآن.
وأدى تفشى فيروس كورونا وتفاقم التداعيات التى سببها إلى صدمة للصين صاحبة أكبر اقتصاد فى قارة آسيا وأكبر سوق للسيارات فى العالم، لاسيما أن مبيعات السيارات انخفضت %4 العام الماضى للمرة الأولى منذ تسعينيات القرن الماضى مع توقعات بهبوط أكثر من %5 مع نهاية العام الجارى بسبب كورونا.
وأعلن المنظمون لمعرض بكين على الموقع الإلكترونى والذين ينظمونه فى بكين كل سنتين بالتناوب مع معرض شنغهاى، أن دورة 2020 ستؤجل وسيعلن عن المواعيد الجديدة لتنظيمها فى وقت لاحق، وأنه تقرر ذلك لحماية صحة وسلامة الشركات العارضة والزوار من العدوى بالفيروس المميت.
وأعلنت عدة شركات صينية كبرى ومنها “SAIC”و”BYD” عن تعديل بعض خطوط إنتاجها لتصنيع أقنعة واقية للوجه ضمن جهود حكومة بكين للوقاية من عدوى فيروس كورونا الذى تسبب فى وفاة أكثر من 2700 شخص، وإصابة تجاوزت 80 ألف حالة.
وتقدمت شركات عديدة بطلبات للبنوك للحصول على قروض نظراً الأضرار التى لحقت بها، بسبب تفاقم كورونا وهو ما جعلها غير قادرة حتى على سداد أجور العاملين فيها، ومنها شركات سيارات مثل SAIC وBYD وشركة “SAIC-GM-Wuling” المتحالفة مع جنرال موتورز الأمريكية.
وكانت غالبية شركات السيارات والمكونات وقطع الغيار أغلقت أبوابها وفقًا لإرشادات حكومة بكين لمنع انتشار العدوى بالفيروس المميت ومنها شركة “BMW” الألمانية التى أعلنت العودة للإنتاج اعتبارًا من 17 فبراير الحالى، بينما أكدت شركة هوندا اليابانية تأجيل فتح مصانعها الثلاثة فى مدينة “ووهان” موطن الوباء.
وتعد “هيونداى موتور” الكورية الجنوبية أول شركة سيارات كبرى خارج الصين تعلق إنتاجها فى بلادها، بسبب الوباء؛ وذلك لأن معظم مكونات إنتاجها تأتى من مصانع صينية، كما ظهر عامل مصاب بكورونا فى مصنع سامسونج للموبايلات، مما أدى إلي اغلاقه، بينما تخطط “سوزوكى” اليابانية لاستيراد مكونات سياراتها من خارج الصين، بسبب كورونا الذى يهدد إنتاجها فى الهند أكبر سوق لها فى العالم.
وأعلن فو بينج، نائب رئيس رابطة «CAAM»، أن هبوط المبيعات بهذا العام سيتحقق فقط إن لم يتم احتواء الوباء قبل أبريل المقبل، لكن مبيعات السيارات ستواصل الانخفاض أكثر من ذلك إذا لم تتمكن السلطات من العثور على علاج للفيروس الجديد، لكن الانخفاض يتفاقم أكثر مع توقف سلاسل إمدادات المكونات، وقطع الغيار حول العالم، ليقل المعروض والطلب خوفًا من انتشار العدوى.