إندونيسيا تخطط لاستكمال المرحلة الأولى من عاصمتها الجديدة بحلول 2024

سيأتي 80% من تمويل المشروع الذي يبلغ تكلفته 34 مليار دولار من القطاع الخاص

إندونيسيا تخطط لاستكمال المرحلة الأولى من عاصمتها الجديدة بحلول 2024
أيمن عزام

أيمن عزام

8:32 م, الأربعاء, 3 أغسطس 22

باشرت إندونيسيا إنشاء عاصمتها الجديدة حيث تمضي في طريقها لاستكمال المرحلة الأولى من تطوير المدينة بحلول عام 2024 بتمويل حكومي، وفقاً لما ذكره المسؤول الأعلى المشرف على المشروع.

تطوير عاصمة جديدة في إندونيسيا

وفي نهاية المطاف، سيأتي 80% من تمويل المشروع الذي يبلغ تكلفته 34 مليار دولار من القطاع الخاص، بحسب ما صرح المسؤول الإندونيسي، بامبانغ سوسانتونو في مقابلة على هامش قمة المدن العالمية في سنغافورة. وقال إن المناقشات مع المستثمرين جارية، ومن المرجّح أن تدرس إندونيسيا إصدار سندات لاحقاً.

قال سوسانتونو: “في هذه المرحلة، ليس هناك تأخير. ونحن نمضي على الطريق الصحيح، أكثر من ذي قبل، لأن الهدف والتوجيه من الرئيس، هو أنه يريد أن نحتفل بيوم استقلالنا في “نوسانتارا” في أغسطس 2024″. وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع، التي تبلغ تكلفتها حوالي 50 تريليون روبية (3.4 مليار دولار)، سيتم تمويلها بالكامل من ميزانية الدولة 2022-2024.

هذا الإنفاق المطلوب لنقل مقر الحكومة الإندونيسية من العاصمة الحالية جاكرتا يتم تنفيذه في الوقت الذي يتوقع البنك المركزي الإندونيسي نمواً اقتصادياً أبطأ هذا العام. لكن المخاوف من الازدحام والاكتظاظ في جاكرتا، إلى جانب حقيقة أن تصبح المدينة مغمورة بالمياه، كلها عوامل تدفع الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، المعروف باسم جوكووي، إلى المضي قُدُماً في الخطة.

فوائد اقتصادية وسياسية

ينطوي ذلك أيضاً على فوائد سياسية واقتصادية محتملة، إذ إن القيام بالمهمة الضخمة المتمثلة في نقل العاصمة إلى ناحية نائية من جزيرة بورنيو المغطاة بالغابات سيشكّل سمة مميزة لإرث جوكووي السياسي، على الرغم من أن فكرة نقل العاصمة نشأت منذ عهد سوكارنو، وهو أول زعيم للبلاد.

الأهم من ذلك، تعكس هذه الخطوة طموحات إندونيسيا في أن تكون قوة اقتصادية قادرة أيضاً على توزيع الثروة بشكل أفضل بين مواطنيها البالغ عددهم 267 مليون نسمة.

تابع سوسانتونو، بالقول: “نريد أن نكون مجتمعاً ذا دخل مرتفع، ويجب أن يبدأ التحول، ولابد أن يبدأ الآن. لقد حان الوقت لنا أيضاً لمحاولة إعادة توزيع النمو الاقتصادي وستكون ذكرى نوسانتارا هي المحفز لنا”.

تمثل مسألة تعزيز المساواة الاقتصادية والشمولية جزءاً من هدف الحكومة للحفاظ على “مصداقيتها” البيئية والاجتماعية والحوكمة، نظراً للتركيز المتزايد في هذا المجال بين المستثمرين، بحسب سوسانتونو، وهو مهندس مدني تحوَّل إلى اقتصادي، وشغل سابقاً منصب نائب رئيس بنك التنمية الآسيوي.

لفت سوسانتونو إلى أن المرحلة الأولى من “نوسانتارا” ستتألف إلى حدٍّ كبير من مبانٍ حكومية، بالإضافة إلى مدارس ومستشفيات ومرافق ترفيهية، مثل مراكز التسوق.

تهديد الغابات المطيرة

بدأ العمل بالفعل، بما في ذلك تهيئة الأرض وإنشاء طرق وصول للعمال، والهدف هو أن يكون حوالي 1.7 مليون إلى 1.9 مليون شخص مقيمين في “نوسانتارا” بحلول عام 2045.

وقال سوسانتونو إنه من أجل تحقيق هذه الغاية، فإن الكثافة الحضرية هي أحد الاعتبارات المهمة في أعقاب جائحة “كوفيد – 19”. فقد أجبر الفيروس المخططين في جميع أنحاء العالم على إعادة التفكير في الحلول الحضرية، بدءاً من الحاجة إلى مساكن خارجية إلى التهوية داخل المبنى. ولا تزال مخاوف ما قبل الجائحة، مثل تغير المناخ قائمة.

ووسط انتقادات بأن تطوير “نوسانتارا” يمكن أن يهدد واحدة من أقدم الغابات المطيرة في العالم في بورنيو، قالت السلطات سابقاً إن المدينة تستمد كل طاقتها من مصادر متجددة، وتخصص 10% من مساحتها لإنتاج الغذاء وتضمن دعماً لـ80% من التنقل من خلال المواصلات العامة أو ركوب الدراجات أو المشي.