إلى أين تتجه سوق المحمول فى 2021؟

وسط توقعات بثبات السياسات التسعيرية وصعوبة المنافسة

إلى أين تتجه سوق المحمول فى 2021؟
أحمد عوض

أحمد عوض

6:32 ص, الأحد, 22 نوفمبر 20

رجح عدد من وكلاء وموزعى أجهزة الهواتف المحمولة فى مصر تعافى مؤشرات البيع خلال العام المقبل تزامنا مع زيادة الطلب على شراء أجهزة الهواتف الذكية، موضحين أن السوق ستشهد خلال العام المقبل صعودا كبيرا للعلامات الصينية والتى ستعمل على زيادة حصتها السوقية على حساب باقى العلامات التجارية خاصة مع اتجاه أغلب المصنعين نحو طرح أجهزة الهواتف الداعمة لتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G.

توقع باسم مجاهد، رئيس شركة راية للتجارة والتوزيع، أن تسجل مبيعات المحمول خلال العام المقبل نحو 18 مليون وحدة، مضيفا أن السوق بدأت فى استعادة معدلاتها السابقة التى تتراوح بين 1.3 و1.5 مليون جهاز شهريًا خلال الفترة الحالية.

 واستبعد مجاهد حدوث أى تغييرات جوهرية تطرأ على خريطة سوق المحمول مع استمرار تصدر العلامات التجارية ومنها “سامسونج” الكورية والبراندات الصينية، متوقعا أن تتجه الحكومة الصينية نحو دعم وتعزيز شركاتها مثل «شاومى» و«أوبو» و«ريلمى» و«فيفو» رغبة منها فى تعزيز حصتها السوقية مع تراجع مبيعات «هواوى» محليا.

وأضاف: فى حالة رفع القيود عن العلامة الصينية ستعود مجددًا للمنافسة بصورة سريعة على خلفية امتلاكها سلسلة من طروحات الهواتف المنتمية لمختلف الشرائح السعرية التى تجعلها على قدم وساق فى مواجهة الصانع الكورى «سامسونج»، الأمر الذى سيتحدد بناء على سياسات وتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن.

وتوقع مجاهد أن تحافظ العلامة الكورية “سامسونج” على حصتها السوقية عند مستوى -22 %23 من إجمالى الوحدات المبيعة، ونسبة 30% من القيمة السوقية لمبيعات القطاع، بينما ستشهد مبيعات أجهزة الهواتف التقليدية feature phones تراجعا نسبيا خلال العام المقبل مع استمرار هيمنة علامات تجارية ممثلة فى “نوكيا” و”إيتيل” على مبيعاتها.  

الغنام: %30 زيادة متوقعة فى حجم الطلب على شراء الهواتف الذكية

وألمح أشرف الغنام، مدير علاقات المستثمرين بشركة «إم إم جروب» للصناعة والتجارة العالمية «MTI»، إلى أن هناك مجموعة من العوامل الرئيسية التى ستسهم فى زيادة مبيعات المحمول منها نمو الطلب على شراء أجهزة الهواتف الذكية التى تمثل %35 من إجمالى عدد خطوط الهواتف النشطة داخل السوق، موضحا أن كافة التوقعات تشير إلى زيادة معدل إقبال المستهلكين على شراء أجهزة السمارت فون بنسبة تتراوح بين 10 إلى %15 سنويًا.  

ولفت الغنام إلى أن زيادة الكثافة السكانية فى مصر تعتبر مؤشرا استراتيجيا لتحقيق معدلات نمو كبيرة داخل القطاع على المدى الزمنى الطويل على غرار المعدلات العالمية التى تعادل بيع 30 مليون وحدة سنويًا.

 وتوقع استقرار أسعار الهواتف لاسيما مع صعوبة المنافسة بين جميع الشركات داخل السوق المصرية باستثناء موديلات بعينها تنتمى إلى نفس الشريحة السعرية، قائلا: “أسعار الهواتف الذكية محليًا تلامس نظيرتها العالمية بمتوسط  يتراوح بين 180 و185 دولارا فى الجهاز”.

وأكد أن سوق المحمول فى مصر تعتبر من القطاعات الجاذبة  لكبرى شركات هواتف المحمول العالمية وسط تزايد معدلات البيع والشراء على أجهزة “سمارت فون” التى تتراوح بين 10 و11 مليون وحدة سنويًا.

وتابع: يتوقف نجاح أى علامة تجارية على عدة عوامل، ومنها تقديم موديلات مزودة بأحدث التقنيات والتجهيزات المتطورة مع طرحها بأسعار مناسبة تتناسب مع آليات السوق وكثب ثقة المستهلك- على حد تعبيره.

 فى سياق آخر، استبعد الغنام احتمالية تراجع أسعار الهواتف داخل السوق، فضلا عن إقبال العديد من الشركات على التوسع فى طرح الطرازات المنتمية لمختلف الفئات السعرية خلال الفترة المقبلة.

قنديل: حجم الشحنات والكميات المطروحة سيحدد ترتيب الشركات

وأوضح أحمد قنديل، المدير الإقليمى لشركة ويكو الفرنسية للهواتف فى منطقة شمال إفريقيا، أن أغلب الأسواق العالمية شهدت بطئًا فى معدلات نمو المبيعات جراء تداعيات جائحة “كورونا” خلال العام الحالى، مبينا أن خريطة مبيعات المحمول عالميًا شهدت مجموعة من التغيرات الجذرية على خلفية احتدام الصراع بين شركة القيادة الأمريكية وشركة هواوى الصينية التى قد أسفرت عن تراجع مبيعات الأخيرة فى مختلف الأسواق الخارجية.

وذكر أن الحكومة الصينية سارعت لاحتواء أزمة “هواوي” عالميًا من خلال تنازل شركات الهواتف الصينية عن جزء كبير من حصصها السوقية فى الصين، مقابل دعمها بمختلف الأسواق الخارجية وذلك لتقليص أكبر قدر من الخسائر المتوقعة من الأزمة.

وتابع: “لن تشهد خريطة سوق المحمول فى مصر حدوث تغيرات كبيرة خاصة فى نسب الحصص السوقية لأكبر 6 ماركات تجارية وهم “سامسونج، وأوبو، هواوى، وريدمى، وريلمى، وفيفو” خلال العام المقبل.

وذكر قنديل أن إجمالى الشحنات المصدرة ستلعب الدور الاستراتيجى فى تحديد فرص وتنافسية الماركات التجارية داخل السوق خلال الفترة المقبلة، قائلًا “الشركة التى ستقوم على توريد كميات كبيرة من منتجاتها ستقتنص حصة سوقية مرتفعة”.

ولفت إلى أنه من الصعب التكهن حول رسم خريطة مستقبلية لسوق المحمول إلا بعد إيضاح الرؤية سواء للمبيعات ومعرفة ترتيب العلامات التجارية بنهاية الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف: “شركات الهواتف ستعتمد على تكثيف حملاتها التسويقية مع التوجه لاعتماد شبكة قوية من الموزعين المعتمدين التى تستطيع تنفيذ برامجها الترويجية فى مختلف المناطق الجغرافية فى إطار تعزيز مكانتها داخل السوق”.

 ورجح أن تشهد سوق هواتف المحمول طفرة قوية فى المبيعات خلال العام المقبل وسط الدعم المقدم من الحكومة المصرية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن رفع وكفاءة الخدمات المقدمة ومنها تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G داخل السوق، موضحا أن تزايد معدلات النمو الاقتصادى ستكون لها نتائج ايجابية على تحفيز كبرى الشركات العالمية للاستثمار فى السوق المحلية.

المهدي: العلامات الصينية مرشحة للصعود وزيادة حصتها

ومن جانبه، أكد محمد المهدى، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة، وصاحب محلات المهدى لتجارة المحمول، إن المبيعات الإجمالية للقطاع فى طريقها للصعود مجددًا مع تسجيل معدلات نمو مرتفعة خلال العام المقبل، مقارنة بـ2020 والتى شهدت اضطرابات بسبب تداعيات فيروس كورونا أثرت بالسب على تراجع نتائج أعمال القطاع.  

وألمح المهدى إلى أن كافة التوقعات تشير نحو تعافى مبيعات سوق المحمول وسط استمرار الشركات والمصنعين على التوسع فى طرح الطرازات والموديلات الجديدة، وذلك بخلاف دخول الماركات الجديدة المرتقب طرحها خلال الفترة المقبلة.

ورجح ارتفاع الحصة السوقية للماركات الصينية وعلى رأسها “أوبو، وشاومي” وسط استمرار تنفيذ خططها التسويقية التى تشمل سلسلة من الطروحات وتقديم العديد من الموديلات الجديدة الموديلات الجديدة التى تتميز بالمواصفات والتجهيزات المتطورة مما سيسهم فى زيادة معدلات إقبال المستهلكين على على شرائها. 

فى حين استعبد حدوث أى تحركات فى أسعار هواتف المحمول مع صعوبة المنافسة بين الشركات والمصنعين خلال الفترة المقبلة.

عرفة: ترقب طرح أجهزة 5G وضخ مزيد من الاستثمارات

ورأى محمد عرفة، مدير القطاع التجارى بشركة “سبيد تك” للاستيراد والتصدير، والموزع المعتمد لهواتف “ايلا الصينية”، أنه من المتوقع أن تشهد سوق الهواتف منافسة شرسة بين مختلف العلامات التجارية وسط التغيرات العالمية التى شهدتها صناعة أجهزة الهواتف خلال الفترة الماضية.

 وأوضح أن خريطة سوق المحمول ستشهد مجموعة من التغيرات الهيكلية وسط تسارع الأحداث العالمية واتجاه كبرى شركات الهواتف لتكوين تحالفات أو الدخول فى اندماجات جديدة؛ وهو ما سيغير آليات المنافسة داخل القطاع فى مختلف الأسواق العالمية ومنها “مصر” خلال الفترة المقبلة.

وأرجع تراجع أداء بعض العلامات الصينية فى سوق المحمول إلى تخبط السياسات التسويقية وآليات التسعير بين مختلف شبكة موزعيها، قائلًا: “تعددية توزيع العلامة التجارية لأكثر من وكيل يضعف من أدائها وتراجع حصتها السوقية” على حد تعبيره.

 وعن العلامات التجارية المرشحة للصعود داخل سوق المحمول – رجح عرفة – عودة “هواوي” لسباق المنافسة من جديد على خلفية الاستثمارات الجديدة التى تم الإعلان عن فى مشروعات التطوير وتحديث الشبكات وأنظمة التشغيل الخاصة بأجهزتها، مضيفًا أن هناك أنباء تشير بتهدئة الصراع القائم بين الصانع الصينى مع الجانب الأمريكى الذى سينعكس بالإيجاب على تنفيذ خططها التوسعية واستعادة حصتها السوقية فى مختلف الأسواق العالمية ومنها “مصر”.

 وتابع: “السوق على أعتاب توسع شركات الهواتف لطرح أجهزة مزودة بتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G لكسب ثقة العملاء، والتواجد فى مقدمة العلامات التجارية الداعمة لتلك الخدمات”.

 ولفت إلى أن قطاع المحمول فى مصر يعد من المجالات الجاذبة لكبرى شركات الهواتف للاستثمار بها خاصة فى ظل تزايد المبيعات مع استيعاب العديد من الماركات التجارية وطرح مختلف الموديلات المنتمية لمختلف الشرائح السعرية، متوقعًا دخول لاعبين جدد فى سباق المنافسة خلال العام المقبل.

 وألمح إلى زيادة حجم الطلب على شراء أجهزة الهواتف التقليدية داخل السوق ما سيدفع الشركات على التوسع فى تقديم طرازات منتمية لتلك الشريحة السعرية، بخلاف الدخول فى مجال تقديم إكسسوارات الهواتف خلال الفترة المقبلة.