قالت وكالة بلومبرج إن مايقرب من 347 شركة أعلنت إفلاسها بالولايات المتحدة الأمريكية منذ تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» فى مارس الماضى ، وحتى نهاية ديسمبر 2020، بسبب الأزمات المالية العميقة التى تعرضت لها مع تطبيق سياسات الإغلاق والتباعد الاجتماعى التى تبنتها البلاد للسيطرة على الوباء، وعجز تلك الشركات عن الوفاء بالتزامتها المالية تجاه الدائنين.
%172 نموًا فى المعدلات خلال 2020 بإجمالى 393 مؤسسة
وتسبب فيروس كورونا فى زيادة معدلات تقدم الشركات فى الولايات المتحدة بطلبات الحماية من الإفلاس خلال 2020 بنسبة وصلت إلى %172 لتسجل 393 شركة، مقارنة مع 144 شركة خلال 2019، أعلى مستوى منذ مايقرب من 11 عامًا عندما تقدمت 290 شركة بحماية فى عام 2009 بسبب الأزمة المالية العالمية.
وسجل الربع الرابع من 2020 فى الفترة من أكتوبر حتى ديسمبر إفلاس 81 شركة، مع العلم أن الإلتزامات المالية حيال تلك الشركات تجاوزت حاجز 50 مليون دولار.
كانت جائحة كورونا السبب الرئيسى فى إفلاس الشركات خلال شهر ديسمبر حيث ذكرت 5 شركات وهى شركتان للفحم، وفندق فى بروكلين، ونادى رياضى فى ولاية كاليفورنيا، بالإضافة إلى شركة حفر بحرى أن الفيروس تسبب فى زيادة حدة الأزمات التى تعانى منها الشركات الأمريكية على مدار عام العام الماضى فى ظل عدم قدرتها على الوفاء بإلتزاماتها المالية بسبب الركود الذى يعانيه الاقتصاد.
ويتوقع الخبراء فى الولايات المتحدة استمرار معاناة الشركات الأمريكية خلال 2021، إذ قالت سينثيا رومانو، المديرة العالمية لإعادة الهيكلة وتسوية النزاعات لدى شركة كوهين ريزنك، كبرى شركات المحاسبة الأمريكية، إن العقارات ستكون إحدى القطاعات الاقتصادية التى ستعانى من استمرار جائحة كورونا خلال 2021.
وأضافت رومانو أن شركات العقارات لن تتمكن من تحمل التخفيضات فى قيمة الإيجارات لمدة سنة إضافية، مبدية مخاوفها من تعرض القطاع لجملة من الإفلاسات الضخمة إذا لم تتدخل السلطات الإمريكية بسلسلة من الإغاثات لإنقاذه.
وفى سياق متصل، قال جون جولدينج ، العضو المنتدب فى إعادة الهيكلة لشركة Alvarez & Marsal Inc ، إن تقديم البنوك إعانات وحزم مساعدات ساهم فى الحد إفلاس الشركات الأمريكية.
وتشير التوقعات إلى أن تفاقم أرصدة الديون لدى الشركات بسبب جائحة كورونا ربما يؤدى إلى إجهاض خطط الرئيس الأمريكى المنتخب جون بايدن الرامية لإعادة بناء الاقتصاد، والذى يمثل التحدى الأكبر له خلال فترة ولايته، حيث يسعى إلى خلق فرص استثمارية، وتوليد وظائف جديدة.
وشهد الربع الأول من 2020 ارتفاعًا فى نسبة الشركات التى أعنلت إفلاسها بالولايات المتحدة بنسبة تصل إلى %30 لتسجل 52 شركة، مقارنة بعدد الشركات خلال الفترة ذاتها من 2009، والذى بلغ 40 شركة.
وواصل عدد الشركات التى تقدمت بطلبات لإشهار إفلاسها الارتفاع مع بدء تفشى الوباء بأمريكا خلال الربع الثانى من 2020، فى الفترة من أبريل، وحتى نهاية يونيو ليسجل 107 شركة، مقابل 39 مؤسسة خلال الفترة ذاتها من 2019، بنمو بلغ %174.
وشهدت معدلات إفلاس الشركات ذروتها خلال الربع الثالث من العام الماضى فى الفترة من يوليو، وحتى نهاية سبتمبر بعد أن سجلت نموًا يقترب من %300 بإجمالى 152 شركة، مع تسارع وتيرة الإصابات بالولايات المتحدة، مع العلم أن إجمالى الشركات التى تقدم بطلبات لحمايتها من خطر الإفلاس خلال نفس الفترة من 2019 بلغ 38 شركة فقط.
وفى سياق متصل، كشفت وزارة العمل الأمريكية، مؤخراً عن تقدم ما يقرب من 787 ألف مواطن أمريكى للمرة الأولى بطلبات للحصول على إعانات البطالة خلال أسبوع الكريسماس، الأمر الذى يعكس استمرار ندرة فرص العمل، مع اتجاه الشركات لتسريح العاملين بهدف خفض النفقات.
وقالت سى إن إن العربية إن 308.3 ألف عامل تقريبًا آخرين تقدموا بطلبات للحصول على مساعدة بموجب برنامج مساعدة البطالة الوبائية، والذى يوفر منحا للأشخاص غير المؤهلين للحصول على مساعدات حكومية منتظمة فى إشارة إلى العاملين لحسابهم الخاص، أو العاملين فى وظائف مؤقتة وموسمية.
وبحسب بيانات وزارة العمل الأمريكية بلغ إجمالى عدد الأفراد الذين تقدموا للحصول على إعانات حتى نهاية ديسمبر من 2020 ما يقرب من 1.1 مليون شخص.
وبحسب طلبات الإعانة، بلغ عدد العاطلين فى الولايات المتحدة حتى نهاية ديسمبر من العام الماضى ما يقرب من 5.2 مليون عاطل، الأمر الذى يشير إلى المعاناه التى تشهدها سوق العمل الأمريكية.