إعادة التأمين متناهي الصغر ضمان لاستدامة برامج الأسواق الأولى بالخدمات (جراف)

لتوزيع وتخفيف المخاطر التي يتحملونها

إعادة التأمين متناهي الصغر ضمان لاستدامة برامج الأسواق الأولى بالخدمات (جراف)
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

5:38 م, السبت, 3 أغسطس 24

تعد إعادة التأمين متناهي الصغر أداة لإدارة المخاطر، يستخدمها مزودو التأمين متناهي الصغر لتوزيع وتخفيف المخاطر التي يتحملونها، وكما هو الحال في إعادة التأمين التقليدي، فإن إعادة التأمين متناهي الصغر تتضمن نقل شركة التأمين الأساسية (المؤمن الأوّلي) لأجزاء من المخاطر إلى شركة تأمين أخرى (معيد التأمين) لحمايتها من الخسائر الكبيرة.

إلا أن هناك جوانب وتحديات فريدة لإعادة التأمين متناهي الصغر، إذ يستهدف إعادة التأمين متناهي الصغر منتجات التأمين متناهية الصغر، المخصصة للفئات ذات الدخل المنخفض أو الشركات الصغيرة، وتغطي هذه المنتجات غالبا مخاطر، مثل الصحة، والزراعة، والحياة، والممتلكات، على نطاق أصغر بكثير مقارنة بمنتجات التأمين التقليدية.

وفي ذلك الإطار في الحديث عن إعادة التأمين متناهي الصغر، تواصلت “المال” مع أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي.

وقالت إن الغرض الرئيس من إعادة التأمين متناهي الصغر تحقيق استقرار مالي للمؤمّنين الصغار من خلال التنازل عن أجزاء من مخاطرهم إلى معيد تأمين، ما يساعد المؤمّنين الصغار على إدارة متطلبات رأس المال وتجنب الإفلاس في حال حدوث خسائر كبيرة أو كارثية.

وأضافت أماني الماحي أن إعادة التأمين متناهي الصغر يمكنها أن تساعد في تصميم منتجات تأمين متناهية الصغر ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها من خلال تمكين المؤمّنين الصغار من تقديم سياسات بأسعار منخفضة مع الحفاظ على الملاءة المالية، مع تدخل المؤمن المعيد في تقييم المخاطر وتسعيرها بدقة.

وأوضحت أن ترتيبات إعادة التأمين متناهي الصغر تحدد الحصة التي سيغطيها المؤمّن المعيد من المطالبة، ويمكن أن يكون هذا أمرا حاسما في إدارة الأحداث واسعة النطاق، مثل الكوارث الطبيعية التي قد تؤثر على العديد من المؤمّنين في نفس الوقت.

وأشارت إلى أن إعادة التأمين متناهي الصغر تواجه تحديات، مثل نقص البيانات المتاحة لتقييم المخاطر بدقة، واختلاف اللوائح عبر المناطق، والحاجة إلى حلول إعادة تأمين فعالة من حيث التكلفة تكون مجدية للمؤمّنين الصغار والمؤمّنين المعيدين.

والجراف التالي يبين الدول الأقل من حيث إسهام قطاع التأمين في الناتج المحلي الإجمالي بها في 2021 (الأسواق الناشئة)، وفق تقرير سيجما الصادر عن “سويس ري” العالمية لإعادة التأمين:

“متناهي الصغر”.. حماية للفئات الضعيفة

وبينت أماني الماحي أن إعادة التأمين متناهي الصغر تدعم برامج التأمين متناهي الصغر من خلال توفير الحماية المالية للفئات الأولى بالحماية، عبر مجموعة من التقنيات الحديثة، مثل التأمين البارامتري في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية للتعويضات السريعة بعد الكوارث.

وتابعت أن هناك تأمين مخاطر المناخ للحكومات الأفريقية، المستفيد من تجميع المخاطر وإعادة التأمين الدولية، ومبادرة R4 المختص بالتأمين على الطقس للمزارعين الريفيين في إثيوبيا والسنغال وملاوي وزامبيا.

وأضافت أن هناك (IBLI) وهو تأمين على الماشية في كينيا وإثيوبيا، باستخدام بيانات الأقمار الصناعية لحماية الجفاف، إضافة إلى شبكة التأمين متناهي الصغر التي تعد دعم عالميا لمشاريع التأمين متناهي الصغر المتنوعة، فضلا عن الحلول البارامترية لمخاطر الكوارث الطبيعية في البلدان النامية.

وأكدت أن إعادة التأمين متناهي الصغر تلعب دورا حيويا في ضمان استدامة ومرونة برامج التأمين متناهي الصغر، ما يمكّنها من توفير التغطية للأسواق الأولى بالخدمات.