أطلق الزوجان الأولان القادمان زوجًا من عملات الميم في الفترة التي سبقت تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب والتي تبلغ قيمتها بالفعل مليارات الدولارات على الورق.
لكن توقيت إطلاق عملة ترامب المشفرة، قبل أيام فقط من توليه منصبه ووعده بأن يكون رئيسًا صديقًا للعملات المشفرة، أثار قلق خبراء الأخلاق وحتى بعض العاملين في صناعة العملات المشفرة، بحسب شبكة سي إن بي سي.
أطلقت ميلانيا ترامب عملتها المشفرة $MELANIA في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، مما أدى إلى انخفاض عملة زوجها المشفرة $TRUMP، التي تم الإعلان عنها قبل يومين.
عملات الميم هي نوع من العملات المشفرة شديدة التقلب مستوحاة من اتجاهات الإنترنت أو الثقافة الشعبية.
لا تحمل أي قيمة جوهرية ولكن يمكن أن ترتفع أو تنخفض في السعر.
يتم تداول كلتا العملتين على بلوكتشين سولانا .
صعود كبير
ارتفعت عملة ترامب الميمية بشكل كبير خلال عطلة نهاية الأسبوع وتم تداولها بأكثر من 70 دولارًا بحلول ظهر يوم الأحد، وفقًا لشركة كوين جيكو.
ومع ذلك، انخفضت عملة الرئيس المنتخب إلى 40 دولارًا بعد أن كشفت ميلانيا عن عملتها الخاصة.
وقد تعافت منذ ذلك الحين من بعض تلك الخسائر وتم تداولها عند حوالي 60 دولارًا في وقت مبكر من يوم الاثنين.
تم تداول $MELANIA بأكثر من 12 دولارًا في وقت مبكر من يوم الاثنين، وفقًا لكوين جيكو.
تعد $ TRUMP أول عملة مشفرة يؤيدها الرئيس القادم، الذي انتقد ذات يوم عملة البيتكوين باعتبارها “مبنية على الهواء”.
تلقى ترامب دعمًا قويًا من صناعة التشفير في هذه الانتخابات بعد أن تبنى التشفير ووعد أمريكا بأن تصبح “عاصمة التشفير على مستوى الكوكب”.
في يوليو 2024، ألقى ترامب خطابًا في أكبر مؤتمر للعملات المشفرة، ومنذ ذلك الحين عين هوارد لوتنيك، الذي يدعم شركة العملات المشفرة تيثر، لإدارة وزارة التجارة الأمريكية.
يعد لوتنيك من بين المتحمسين الآخرين للعملات المشفرة المعينين في إدارة ترامب القادمة. مخاوف أخلاقية لن يرأس ترامب فقط كيفية تنظيم الحكومة الفيدرالية للعملات المشفرة، بل يمكنه شخصيًا الاستفادة من النتيجة.
إيداع الأموال في حساب ترامب
قال ريتشارد بينتر، أستاذ القانون بجامعة مينيسوتا، لشبكة CNN: “أعتقد أنه من الخطير جدًا أن يستثمر الأشخاص الذين من المفترض أن يشرفوا على تنظيم الأدوات المالية فيها في نفس الوقت. لا توجد سابقة لرئيس دولة لإطلاق عملة مشفرة شخصية”.
قال بينتر، كبير محامي الأخلاقيات في إدارة جورج دبليو بوش، إن إطلاق عملات الميم قبل ساعات فقط من التنصيب يثير “أسئلة أخلاقية خطيرة حول تضارب المصالح”.
وقال باينتر “قد تتأثر قيمة العملة المعدنية بأفعاله أو سياساته بمجرد توليه منصبه، خاصة وأن ترامب قال إنه سيكون أكثر ودية تجاه العملات المشفرة، وهو ما من المرجح أن يؤدي إلى تضخيم قيمة العملة المعدنية بشكل مؤقت على الأقل”.
في حين يجب على موظفي السلطة التنفيذية اتباع قوانين جنائية تتعلق بتضارب المصالح والتي تمنعهم من المشاركة في الأمور التي تؤثر على مصالحهم المالية الخاصة، فإن القانون لا ينطبق على الرئيس أو نائب الرئيس.
تم الإعلان عن عملة ترامب يوم الجمعة، وهو آخر يوم عمل قبل استقالة جاري جينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة المنتهية ولايته وعدو صناعة العملات المشفرة.
كان ترامب قد تعهد باستبدال جينسلر، الذي أعلن في نوفمبر أنه سيتنحى عند الظهر في يوم التنصيب.
أطلق والتر شوب، مراقب الأخلاقيات الذي اصطدم مع ترامب خلال ولايته الأولى قبل التنحي، ناقوس الخطر بشأن ولاية ترامب الثانية.
قال شوب لشبكة CNN في رسالة بالبريد الإلكتروني: “صوتت أمريكا للفساد، وهذا ما يقدمه ترامب”. “إن فساد ترامب واستغلاله العاري مكشوف ومتطرف ومنتشر هذه المرة لدرجة أن التعليق على أي جانب من جوانبه سيكون بمثابة خسارة الغابة من أجل الأشجار. إن فكرة أخلاقيات الحكومة أصبحت الآن حفرة مشتعلة”.
قال النائب عن ولاية كاليفورنيا رو خانا، وهو ديمقراطي، في منشور على X إن المسؤولين المنتخبين “يجب منعهم من امتلاك عملات الميم بموجب القانون”، ووصفها بأنها “مضاربة للغاية وتشبه المقامرة”.
لم يستجب فريق انتقال ترامب على الفور لطلب التعليق. في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت منظمة ترامب أن ترامب لن يشارك في إدارة إمبراطوريته العقارية والعلامة التجارية خلال فترة ولايته الأولى في منصبه وعينت مراقبًا خارجيًا للأخلاقيات لمراقبة تصرفات الشركة.
اتخذ الرؤساء السابقون خطوات أكثر أهمية لتجنب تضارب المصالح وظهور التعامل الذاتي، بما في ذلك وضع أعمالهم في صناديق ائتمانية عمياء.
قال أنتوني سكاراموتشي، المسؤول السابق في إدارة ترامب والذي تحول إلى منتقد، في منشور على موقع X إن “الشيء الأكثر خطورة” بشأن عملة ترامب هو أنه الآن “يمكن لأي شخص في العالم إيداع الأموال بشكل أساسي” في الحساب المصرفي لرئيس الولايات المتحدة ببضعة دولارات فقط.