إصدارات صينية بالعربي للنشر في معرض الكتاب

علي راشد: أصدرت العربي للنشر والتوزيع ثلاثة إصدارات جديدة من الصين استكمالًا لسلسلتها "كتب مختلفة" بالتعاون مع بيت الحكمة وتزامنًا مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018. ونشرت أولًا "بنات الصين" التي ترجمتها ياسمين مصطفى، وهي ثاني مجموعة قصصية تترجمها العربي لـ"يي مِاي" بعد "سبع ليالٍ في حدائق

إصدارات صينية بالعربي للنشر في معرض الكتاب
جريدة المال

المال - خاص

9:01 ص, السبت, 27 يناير 18

علي راشد:

أصدرت العربي للنشر والتوزيع ثلاثة إصدارات جديدة من الصين استكمالًا لسلسلتها “كتب مختلفة” بالتعاون مع بيت الحكمة وتزامنًا مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018.

ونشرت أولًا “بنات الصين” التي ترجمتها ياسمين مصطفى، وهي ثاني مجموعة قصصية تترجمها العربي لـ”يي مِاي” بعد “سبع ليالٍ في حدائق الورد” التي ترجمتها ريم داوود. كانت قد أطلقت العربي مجموعتها القصصية الأولى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2017 بحضور المؤلفة في حفل توقيع لها.

كما تُصدر العربي رواية “الربع الأخير من القمر” لـ”تشيه زيه جيان” وترجمة د. أحمد الظريف، وقد حصلت على جائزة “ماو دوين” للأدب في عام 2008، وتُصدر كذلك رواية “رحلة الانتقام” لـ”جوو داشين” وترجمة هند عادل، ليصبح رصيد العربي من ترجماتها من الأدب الصيني 7 روايات.

في “بنات الصين”، تسلط الكاتبة “يي مِاي” مجددًا الضوء على كفاح أهل القرى لتحقيق الرقي نفسه الذي ينعم به المدن، وخاصة الفتيات، كما تُبرز الكثير من عادات وتقاليد سلالتها “التو چيا”، إحدى الأقليات الصينية، لكنها تركز هنا أكثر على الفتاة الصينية وما تواجهه في مجتمعها وتجعلها محور كل القصص.

فهناك البطلة الأولى الجميلة الذكية الصماء التي تقع ضحية الصراع بين رئيس قبيلتها وزوجها الغريب عن منطقتها. وتتحدى البطلة الثانية ظروف مجتمعها وظروف الحرب على القبيلة التي ينتمي إليها حبيبها لتلتقي به، أما البطلة الثالثة التي تحاول أن تجعل لنفسها مكانًا مرموقًا، تصطدم بانتحار أختها بسبب ما تعرضت له من اعتداء. والبطلة الرابعة تعاني الظلم والاضطهاد الطبقي في بيت أهلها وبيت خالتها وحتى مع صديقتها، لتهجرهم وتهجر حبيبها بحثًا عن مستقبل أفضل لها في المدينة. أما الأخيرة رغم غدر حبيبها بها ومقاطعة أهلها صلتهم بها، فإنها تكافح كي تصل إلى مكانة سياسية عليا.

وفي “الربع الأخير من القمر” التي قيل عنها إنها مائة عام من العزلة الصينية، فعالمها مليئ بالسحر، لكن البطلة ترويه لنا وكأنه شيء عادي لدرجة أننا نبدأ تدريجيًا بتقبل الأمر، فهي تحكي لنا في أسلوب سردي سلس وبسيط لا يُشعرك بالملل عن القوة السحرية التي تحملها أسماؤهم، وكذلك عن كاهن قبيلتهم الذي يرقص رقصته الغريبة حول النيران وهو يدق الطبول لكي يشفي مريضًا، أو يعيد الحياة إلى أحدهم.

ومع تطور السرد والأحداث سننمو مع البطلة، التي تتحول من فتاة صغيرة تعتبر قبيلتها الصغيرة هي العالم، إلى شابة صغيرة تحاول أن تفهم أسباب كل شيء، ثم إلى امرأة تعرف كيف هي الحياة وتحاول تقبلها، ووسط كل هذا تحكي لنا عن النوادر المضحكة التي يقوم بها أفراد من قبيلتها، نجحت المؤلفة في وصف تلك الحياة بأسلوب سلس. أمَّا عن أبطالها فجميعهم أحبوا كل شيء، لكن كل بطريقته، ما جمعهم هو أنهم كانوا ضحايا للحب، لكنه حب من عالمٍ آخر.

أما في “رحلة الانتقام”، فهي رواية تقدم رسالة حياتية بأنك لا يمكنك تحقيق كل ما تحلم به، فالبطلة تحلم بعالم وردي تمتلك فيه كل شيء، الزوج الرائع، والبيت العصري، والأطفال، فكانت بكين هي وجهتها، لكن فجأة تعود إلى قريتها، وتعود إلى حياتها السابقة الهادئة، لكن هل سيستمر هذا الهدوء؟ بالتأكيد لا/ هي فتاة جميلة، لكنها فقيرة تريد أن تعيش حياة كريمة وتتزوج ممن تحب، لكنها تفاجأ بشقيق العمدة الذي يريد أن يتزوجها، والعمدة الذي يبتسم ابتسامة الأفعي، ويخطط لكي يدمر حياتها، لكن، انتبه! هذه الرواية لن تنتهي النهاية نفسها التي نعرفها جميعًا، حيث يموت الشرير وتتزوج البطلة حبيبها.

يُعد مؤلفي هذه الإصدارات من أبرز كُتَّاب الصين المعاصرين. تنتمي “يي مِاي” لقومية “تو چيا”، إحدى الأقليات الصينية. اُنتخبت عام 2016 عضوًا باللجنة العليا لاتحاد الكتاب بالصين، ونائبًا لرئيس جمعية النثر الصينية.

كُتبت العديد من الدراسات النقدية عنها. ونالت العديد من أعمالها جوائز أدبية كما أعيد طبعها وترجمتها إلى لغات أخرى. وتنمتي “تشيه زيه جيان” إلى قومية “الهان”. وهي عضوة بجمعية الكتاب الصينيين، ونائب رئيس جمعية الكتاب بمقاطعة “هايلونجديانج”. نُشرلها أكثر من 40 عملًا. وحصلت على جائزة “لوشوين” للأدب في دورتين متتاليتين (1995 – 1996)، ثم حصلت عليها للمرة الثالثة عام 2007. 

كما حصلت على جائزة أستراليا لأدب التشويق، وجائزة “جوانج تشونج وين” للأدب وغيرها من الجوائز، وجائزة “تشوانج تشونج وين” للأدب عام 1993. نالت جائزة “النهر الأحمر” في دورتها الثانية والصادرة عن مجلة “الجميع”، ثم جائزة الأدب لشمال شرق الصين عام 1995. تُرجمت أعمالها إلى الإنجليزية والفرنسية واليابانية والإيطالية.

أما “جوو داشين”، وُلِد في مدينة “دونج جوو” بمقاطعة “خنان” بالصين. انضم عام 1988 لاتحاد الكتَّاب الصينيين، وأصبح عام 1999 رئيس أكاديمية “خنان” للأدب. فاز عام 1979 بجائزة أفضل قصة قصيرة، وجائزة “فينج مو”، وجائزة “ماو دون” للآداب. تم تحويل العديد من مؤلفاته إلى مسرحيات، ومسلسلات تليفزيونية، وأفلام، ومسرحيات إذاعية. وتُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، واليابانية، والتشيكية، والكو

جريدة المال

المال - خاص

9:01 ص, السبت, 27 يناير 18