أعلن المنسق الأممي للإغاثة مارتن جريفيث اليوم الأحد أن شبح الموت يخيم على غزة. وبالتوازي، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية استئناف إمدادات المياه إلى مناطق جنوب قطاع غزة.
وأضاف غريفيث عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا): “سيموت الآلاف، في ظل عدم وجود ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء”، نقلاً عن وكالة أنباء العالم العربي.
وفي وقت سابق، قال غريفيث إنه يخشى من أن الأسوأ في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل لم يأت بعد.
ونقل موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على الإنترنت عن غريفيث: “غزة باتت محرومة من الكهرباء والماء والوقود. مخزون الغذاء يوشك على النفاد. عائلات تعرضت للقصف في أثناء توجهها صوب جنوب غزة عقب أمر الإخلاء الإسرائيلي”.
استئناف إمدادات المياه
وأضاف “أحياء سكنية كاملة سويت بالأرض في غزة. المدارس والملاجئ والمراكز الصحية ودور العبادة تتعرض لقصف مكثف”.
صراع من أجل البقاء
ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، صراعا متزايدا من أجل الحصول على الغذاء والماء والسلامة، يوم الأحد، بينما يستعدون لغزو إسرائيلي محتمل بعد أسبوع من شن حركة حماس هجوما على إسرائيل.
وفيما سعى مئات الآلاف إلى الاستجابة لأوامر إسرائيل بإخلاء شمال القطاع، احتشد آخرون في المستشفيات هناك.
وبدعم من انتشار متزايد للسفن الحربية الأميركية في المنطقة، تمركزت القوات الإسرائيلية على طول حدود غزة، وأجرت تدريبات استعدادا لما قالت إسرائيل إنها حملة واسعة النطاق لتفكيك الحركة المسلحة.
وأدى أسبوع من الغارات الجوية العنيفة إلى تدمير أحياء بأكملها في قطاع غزة، لكنها فشلت في وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 2329 فلسطينيا قتلوا منذ اندلاع القتال، وهو عدد أكبر مما سجل في حرب غزة عام 2014، والتي استمرت أكثر من 6 أسابيع.
يجعل ذلك الحرب الحالية الأكثر دموية من بين حروب غزة الخمس لكلا الجانبين. وقتل أكثر من 1300 إسرائيلي، غالبيتهم العظمى من المدنيين الذين لقوا مصرعهم في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.
الحرب الأكثر دمويا منذ حرب 1973
وتعد هذه الحرب الأكثر دموية بالنسبة لإسرائيل منذ حرب عام 1973 مع مصر وسوريا.
وأسقطت إسرائيل منشورات على مدينة غزة في الشمال، وجددت التحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأمرت أكثر من مليون فلسطيني – ما يقرب من نصف سكان القطاع – بالتحرك جنوبا.
ويقول الجيش إنه يحاول إخلاء المدنيين قبل حملة واسعة النطاق ضد مسلحي حماس في الشمال، لاسيما ما قال إنها مخابئ تحت الأرض في مدينة غزة. وفي المقابل، حثت حماس السكان على البقاء في منازلهم.
وقال المتحدث باسم حركة حماس، جهاد طه، للأسوشيتدبرس في بيروت، إن إسرائيل “لا تجرؤ على خوض معركة برية” في غزة بسبب الأسرى.
وألمح إلى احتمال دخول جماعة حزب الله اللبنانية وغيرها من اللاعبين الإقليميين في المعركة إذا شنت إسرائيل غزوا بريا، لكنه رفض القول ما إذا كانت الحركة حصلت على أي تعهدات ملموسة في هذا الشأن.
ومن ناحية أخرى، قالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن النزوح السريع لسكان غزة، إلى جانب الحصار الإسرائيلي الكامل للقطاع الساحلي الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا، من شأنه أن يسبب معاناة إنسانية لا توصف.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن عملية الإجلاء “قد تكون بمثابة حكم بالإعدام” لأكثر من 2000 مريض في المستشفيات الشمالية، وبينهم الأطفال في الحاضنات والمرضى في العناية المركزة.
ومن المتوقع أن ينفد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطوارئ في مستشفيات غزة خلال يومين، بحسب الأمم المتحدة، التي قالت إن ذلك سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
العجز عن شراء الخبز
وكانت غزة تعاني بالفعل من أزمة إنسانية بسبب النقص المتزايد في المياه والإمدادات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي، والذي أجبر أيضا محطات الكهرباء على التوقف عن العمل بدون وقود.
ومع إغلاق بعض المخابز، اشتكى السكان من عدم قدرتهم على شراء الخبز لأطفالهم.
في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، إن غارة جوية في جنوب غزة أسفرت عن مقتل قيادي في حركة حماس تلقى عليه المسؤولية في عمليات القتل في نيريم، إحدى البلدات العديدة التي هاجمتها حماس في جنوب إسرائيل.
وقالت إسرائيل إنها ضربت أكثر من 100 هدف عسكري خلال الليل، بما فيها مراكز قيادة وقاذفات صواريخ.
واستدعت إسرائيل نحو 360 ألف جندي احتياطي، وحشدت قواتها ودباباتها على طول الحدود مع غزة منذ بدء القتال.
واستمر إجلاء الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من حدود غزة، وبينهم سكان بلدة سديروت.
وأطلق المسلحون في غزة أكثر من 5500 صاروخ منذ اندلاع الأعمال القتالية، ووصل العديد منها إلى عمق إسرائيل، بينما تواصل تقصف الطائرات الحربية الإسرائيلية غزة.