ناقش الملتقى الدولى الثامن للتعليم العالى فى مصر والشرق الأوسط «EDU GATE» والذى عُقد خلال الفترة من 9 إلى 11 مارس الجارى التحديات التى تواجه الجامعات المصرية والعربية فى التحول إلى التعليم عن بعد والاستثمار فى البنية التحتية التكنولوجية، والأنظمة التقنية الحديثة وضم تخصصات تواكب الثورة الصناعية الرابعة لخوض المنافسة المرتقبة.
وقال المشاركون أنه رغم التنوع فى أنماط التعليم وتنوع الجامعات المحلية مابين حكومية وخاصة وفروع لجامعات دولية وجامعات أهلية – والخطوات المبذولة فى خطة الرقمنة والتحول الإلكترونى فى رؤية مصر 2030، والتى يعد التعليم أحد أهم أركانها، إلا أنه يلوح فى الأفق احتدام الصراع على استقطاب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من قبل الجامعات الدولية حول العالم، ولاسيما إذا ما اتجهت الجامعات الدولية لخفض رسومها الدراسية نظرا لانخفاض التكلفة التشغيلية.
شمس الدين : ضرورة اعتماد شهادات الدرجات العلمية أونلاين
وتطرق الدكتور على شمس الدين، رئيس جامعة بنها الأسبق ورئيس ملتقى التعليم العالى، إلى التحديات المرتبطة باللوائح والقوانين، مطالبا المجلس الأعلى للجامعات بالتعاون مع مقدمى التعليم عن بعد ومزودى الخدمة، من أجل الاستعداد لاستقبال مخرجات التعليم عن بعد.
وأشار شمس الدين إلى أن الـ 4 سنوات المقبلة ستشهد وجود خريجين جامعات دولية كبرى حاصلين على شهادات التعليم الالكترونى لذلك يجب تعديل التشريعات المتعلقة باعتماد الشهادات،معتبرا أن منظومة التعليم خلال جائحة كورونا شهدت تغييرات جذرية لابد من مواكبتها مع تغيير الثقافات والأنظمة التعليمية بالكامل.
ورأى أن فكرة وجود تعليم إلكترونى داخل الكليات العلمية لم تكن مقبولة خلال السنوات الماضية، إلا أن جامعات دولية مرموقة تمنح حاليا درجة البكالوريوس فى علوم الطب من خلال التعليم الالكترونى online degree وبالتالى فإنه من غير المنطقى انتظار اعتماد تلك الشهادات أو معادلتها محليا.
كما سلط الضوء أيضا على الجهود المبذولة من الدولة خلال الفترة الماضية فى التحول الإلكترونى والرقمنة داخل مؤسسات التعليم العالى، معتبرا أن الفترة المقبلة ستشهد منافسة قوية بين الجامعات الدولية فى استقطاب طلاب جدد لا سيما اذا ما اتجهت تلك الجامعات إلى خفض الرسوم الدراسية.
وشدد شمس الدين على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة فى العملية التعليمية وضرورة التركيز على قضايا التصنيفات الدولية والاعتماد والجودة وسمعة الجامعات، مبينا أنه خلال دورة انعقاد ملتقى التعليم العالى فى فبراير 2020 ومع مناقشة خطط التحول لجامعات ذكية، لم يكن أحد يتوقع أن يحدث تحول إجبارى خلال شهر واحد.
وأشار الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، إلى أن الجامعات المحلية والعربية تواجه تحديات فى التحول للتعليم الالكترونى منها انخفاض أعداد الطلاب الملتحقين وأعضاء هيئة التدريس، مضيفياً أن الأزمة التى واجهت القطاع التعليمى عقب تفشى جائحة كورونا جعلت التعليم الإلكترونى أمراً حتميا لا بديل عنه.
ولفت سلامة إلى ظهور توجه عالمى نحو التعليم عن بعد قبل كورونا الأمر الذى انعكس على انشاء جامعات ومؤسسات متخصصة بالتعليم عن بعد، تجاوز عددها نحو 900 جامعة تضم أكبر12جامعة منها نحو 3 ملايين طالب.
ودعا الجامعات العربية والمحلية إلى ضرورة مواكبة العصر الرقمى وتعزيز البحث العلمى والنشر الإلكترونى عبر الإنترنت والقدرات الإبداعية للطلاب، وكذلك زيادة الربط مع قطاع الصناعة ،و توفير البيئة التقنية بالمؤسسات التعليمية.
وأشار إلى أن مصر والدول العربية قطعت شوطا كبيرا قبل جائحة كوفيد 19 فى الاستعداد لمنظومة التعليم الإلكترونى إلا أن التطبيق يواجه عوائق منها عدم وجود قوانين تسمح بقبول شهادات التعليم عن بعد حتى الآن، وصعوبة قياس مخرجات التعليم أونلاين، فضلا عن تحديات الاستعدادات الثقافية والتقنية وإتاحة منصات للتواصل بين الطلاب والمدرسين وإعداد محتوى رقمى متكامل للمواد الدراسية وانظمة متخصصة فى الاختبارات الإلكترونية.
وشدد على أهمية استعداد المؤسسات التعليمية للمنافسة فى عصر التحول الرقمى كنقطة انطلاق نحو الثورة الصناعية الرابعة مع ضرورة هيكلة المؤسسات وإضافة تخصصات للوظائف المرتبطة بالتطورات التكنولوجية وطرق التعليم الحديثة، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يتم إلغاء 75 مليون وظيفة بحلول عام 2022 ،وظهور 133 مليون وظيفة جديدة مرتبطة بالتطورات التكنولوجية.
وكشفت الدكتورة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات لشئون التطوير المؤسسى، عن محاور الخطة التى نفذتها الوزارة للتحول الإلكترونى مع التعليم العالى ومن بينها تطبيق منظومة الامتحانات الرقمية بتكلفة مليار جنيه، وميكنة المستشفيات الجامعية بكلفة 2 مليار جنيه.
وأكدت أن أزمة كورونا حملت العديد الفرص الإيجابية إذ ساهمت فى دعم جهود بناء مصر الرقمية والتحول الرقمى والشمول الرقمى والمالى، وتهيئة المجتمع لاستعياب التغيرات التكنولوجية التى فرضتها الثورة الصناعية الرابعة، مشيرة إلى أن مصر تقدمت على مؤشر جاهزية الشبكة من المركز 92 إلى المركز 84 خلال العام الحالى.
ولفتت إلى أنه جار إنشاء جامعة مصر المعلوماتية فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة كأول جامعة معلوماتية متخصصة فى أفريقيا والشرق الأوسط، بهدف تقديم خدمات تعليمية بالشراكة مع كبرى الجامعات الدولية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تم توقيع اتفاقية مع جامعة «بيردو- ويست لافييت» وهى واحدة من أفضل 10 جامعات فى تخصص هندسة الحاسبات بأمريكا، ومن المقرر بدء المرحلة الأولى من الجامعة فى سبتمبر المقبل بتكلفة إجمالية 500 مليون جنيه.